سُهْد
هَلْ تُلاقين الذي يُشجي لياليَّ ارْتِيابا
وَاحْتراقاً مثلَ صَبْري ذابَ في السُّهْد عَذابا
كلَّما أمْعَنْتِ يا ليلايَ صدّاً واحْتِجَابا
حَثَّني قَلْبي، فَزِدتُ الخَطْو شَوقاً وَاقْتِرابا.
لَيْسَ هذا الحبُّ مَا ألقاهُ، بَلْ مَحْضُ جُنونْ
بَعْثرَ الآهاتِ حَرَّى بَين شَوْقي وَالظّنونْ
آهِ ممَّا فَعَلَتْ بالعُمرِ هاتيكَ العُيونْ
واعِداتٌ بالأَمانِي، صَائِداتٌ كالمَنونْ.
كلُّ نَبضٍ في حَنايا النفْسِ يَدْعو حُبَّها
وَكأنَّ اللّه لَمْ يخلُق نِساءً غَيْرها
وَكأنَّ القَلْبَ لَم يَخفقْ غَراماً قبْلها
وكأنَّ الحبَّ قَدْ حَلَّ على الأرض لَها.
هَلْ أنا نَهْبُ خَيالٍ في خَيالِ؟
جَرَّني وَهْمي لِشُطآن المُحالِ
فَبَنيْتُ الحُلْمَ طوداً مِن رِمالِ
فَذَرَتْهُ الرّيحُ في أفْق ضَلالي
حَائراً لَيْلايَ في أمْرِ اللّيَالي.
لَمْ تَعدْ يا ليلُ تُبدي بَسْمَتَكْ
هل تُرى خاصَمتَ ليْلي أنجمَكْ
أم تُراها هاجَرتْ خلفَ الفَلكْ
لَمْ تَعدْ يا ليلُ في الآفاقِ لَكْ
قدرٌ وَحَّدَني دوماً معكْ
ربَّما تُحْرِقني كي أُشْعِلكْ.
إِيهِ يَا آهاتِ هَذا اللّيلِ، تُصْليني وتُقْري
لَم يعُدْ في اللّيلِ نجمٌ يؤنسُ العشَّاقَ يَسْري
رَحَل البدرُ الذي قَدْ كانَ للسُّمَّار يُغري
فَإِذا الأشواقُ ثَارتْ في دَمي تجتَثّ صَبْري
كالمَنايا.... أُسْرِجُ المصباحَ مِن لَفْحاتِ جَمْري
وَأُنادي: لَيْسَ فِي الأقْدَاحِ مَا يَكفِي لعُمْري.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024