إشترك
خيـانات
بعد خمس سنوات متواصلة من القلق قررت أن تستريح، أن تستسلم لغيبوبة الإنكار «المريحة» مُتمسكة بالصورة العلنية للزواج السعيد الناجح والمثالي. للأطفال الأصحاء والمنزل الفخم، وفساتين ايلي صعب.
لسفرات الصيف السنوية المرفهة التي تقضيها على شواطئ النخبة تتشمس وحدها على ضجيج الأبناء اللاهين، ويقضيها هو مع مكالماته المريبة التي لن تنتبه لها بعد الآن.
للسهرات العائلية التي تجرعها والدتها في ختامها بواقي فناجين الحاسدات المحتملات، ابنة خالها ذات الزوج المتعسر ماديا، وابنه عمها ذات الابن التوحدي، وبنات جيرانهم غير المتزوجات.
ستتوقف عن تغيير غرفة نومها أثر كل اجتياح غريب يعترف لها به بعد دوامة طويلة ومنهكة من الشبهات والتهم وقطع الثياب الأنثوية الرقيقة المحشورة سهوا تحت الوسادة. تنهار بعدها تحت وطأة المهانة مستسلمة لأنهر الدموع والشفقة بينما يقف هو عاجزا عن التبرير والمواساة
- «هذا ما يحدث عندما تراقبينني كمجرم..» يقولها بغضب وخزي وتجيبه بقهر:
- «هذا ما يحدث عندما تخون!»
وبعد المرور في دائرة العشم، والأمل الكاذب، والوعود التي يقطعها لها لمجرد أنها تريدها، والليلة السحرية الواعدة ببدايات يبدو أنها لن تأتي، تعود ثانية تلك العروس الخجول في شهر خيبتها الأول تنتظره في جناح شهر العسل وحدها مع الريموت كنترول ترسل لوالدتها:
«اشتقت لكم أريد أن أعود..»
تبدو الحياة أسهل الآن وهي تعيش أحلاما كثيرة لا شيء منها يخصها، حلم شقيقتها بالحقائب وقطع الثياب ذات الأسماء الرنانة، حلم صديقاتها بالمنازل المرفهة العامرة بالخدم، حلم والدتها بسلسلة الصبيان التي لا تتخللها أي (بنت)، حلم مراهقات العائلة بالرجل الوسيم على «الفيراري» البيضاء. ثروة من الأحلام الغالية تكنزها الواحدة تلو الأخرى في أرصدتها العاطفية وتعرف أنها لا تكنز سوى الخواء.
ليس الخواء بذلك الشيء المخيف. هو أكثر ودا من مفاهيم أخرى أصبحت تفهم دورتها الفلكية أكثر من مُنجّم. حين تتقاطع مع أنواء التجاهل والرفض والخيبة.لا شيء من هذا سيحدث بعد الآن لأنها ببساطة قررت أن تستريح مستسلمة لغيبوبة الإنكار «المريحة»، مُتمسكة بالصورة العلنية للزواج وعندما يعيد الاتصال بها بعد ساعات من انشغاله الهاتفي والعاطفي ليسكب في أذنيها عبارات الحب المغمسة في «الذنب» المفضوح ستطفئ جميع حواسها وستدعي أنها تصدقه.
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1077 | آب 2024
