'السحبة'.. من عادة طفولية قديمة
تُشكّل «السحبة» جزءاً من طفولتنا وذاكرتنا المشتركة، إذ كانت من المشتريات المستحبّة التي تُغري الأطفال لإنفاق القليل ممّا تحتويه جيوبهم الصغيرة مقابل هديّة صغيرة لا قيمة لها سوى أنّها تعزّز شعورهم بالربح والفوز والحظ الكبير. إلاّ أنّ هذه «السحبة» لم تعد اليوم مجرّد لعبة للصغار، بل أصبحت تعني الجميع مهما كان عمره، وهذا ما يؤكّده شعار المشروع التنموي الذي أطلقته أخيراً الكاتبة الشابة منى مرعي ضمن نهاية فعاليات «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»: «لإلك لو قدّ ما كان عمرك».
وتهدف فكرة «سحبة» إلى إدخال الأدب في حياتنا اليومية عبر عملية القرعة بحيث سيتمّ توزيع ٣٦٠٠٠ كتيّب سحب صغير في عدد من المدارس والمحال التجارية والأسواق، يمكن الحصول عليها بالقرعة بعد أن تُستبدل الفكّة الصغيرة (٥٠ أو ١٠٠ ليرة) بدفتر السحبة الصغير الذي يحتوي في داخله نصّاً أدبياً لأحد الكتّاب العالميين أو المحليين، المخضرمين أو الشباب...
وتقول منى مرعي إنّ فكرة المشروع ولدت نتيجة تراجع نسبة القراءة في مجتمعنا، لذا ارتأت أن يذهب الكتاب إلى الناس عبر استثمار المرتجعات النقدية الزهيدة والتي هي من حقنا معنوياً عوضاً عن السحبة القديمة التي قد تكون خاتماً من البلاستيك أو طيارة من الكرتون.
والجدير ذكره أنّ أهمية «سحبة» أنّها قد تساهم من خلال النص الأدبي الجميل الذي سيحظى أي واحد من الناس بفرصة قراءته بالصدفة بحثّ الناس على البحث عن الكتاب الكامل لمتابعة الأحداث التي حمّستنا أو للتمتّع بالأسلوب الأدبي المميّز.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024