حُب مُـفرط
أقرر أن أختبر عافيتي في كل مرة يخذلني فيها ميزان الحب فاضحاً «بدانتي» العاطفية. فأخضع روحي لـ(دايت) قسري أمتنع فيه عن كل ما له علاقة بـ«سكاكر» حبك.
أنقطع فوراً عن تناول صوتك العذب بمزيد من كيلوغرامات الوجد القاسية مغلقة جهاز الهاتف بدون إنذار مسبق إلى أجل مسمى. وأبدأ بحساب السعرات الحرارية التي عليّ أن أتجرّع ألم التخلّص منها في كل مرة أستسلم فيها لوعد لا يتحقق.
وحين يضيق كل ما هو «عقلاني» على مقاسات «قلبي» الجديدة أتوقف من فوري عن الإنكار و أركض مسرعة إلى أقصى زاوية من زوايا مستودع ذاكرتي، أنفض الغبار عن آلاتي «المنطقية» التي أكدّسها عادة في مستهل كل قصة عاطفية. وأبدأ بالتريّض يومياً لنصف ساعة كاملة في دهاليز «خيباتي» مستعيدة ذاتي الحقيقية المختبئة خلف أطنان من الـ(هبل) الشاعري اللذيذ.
وفي خضمّ محاولتي الجادة لاستعادة تلك الصبية الواثقة ذات الثمانية عشر ربيعاً التي أصبحت أعلّق صورتها على باب ثلاجتي، ،أغرق بأنانية «مشروعة» في ذاتي متجاهلة قلقك، مكالماتك، اتهاماتك وحبك. تاركة إياك عن عمد - وشيء من اللؤم ربما - تغرف وحدك بنهم عفوي وساذج من أطايب العشق تارة، وتارة من آلامه. لأظلّ أستمتع بحبك (البدين) ولكن بكامل لياقتي!
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024