'خليه يتعلّم'
«خليه يتعلم»
فلا هو يتعلم، ولا هي (تخليه).
وبعد كل (خناقة) سخيفة تدور حول تفاصيل لا يتمكن عقله الذكوري من فهم كل هذا الضجيج الذي تثيره من أجلها، ولا يتمكن عقلها الأنثوي من فهم كل هذا (الـتبلد) الذي يعتمدهُ حيالها، تجد نفسها أمام خيار يائس يدور حول أمرين لا ثالث لهما، إما أن تمد له (بوزها شبرين) أو أن تقضي يومها في سح شلالات من الدموع المقهورة التي يتجاهلها مرتبكاً وهو يعتقد أنها ستختفي إذا لم ينتبه لها احد ـ
«لا تعودي له كـ(الهبل)، اتركيه حتى يعرف قيمتك»،
«ولكنه يعرف قيمتي، هو فقط ينساني أحياناً في منزل أهلي عندما يخرج مع أصدقائه...».
وتنهال عليها شتى أنواع النصائح ذات الطابع الثوري تُعلمها كيف على الأنثى أن تلقي خلفها عقودا من الاستسلام المجحف، مقتحمة غمار الحياة بجرأة، ومنتزعة كل ما لها من الحقوق، ما تحتاجه منها وما هي في غنى عنه.
«لسنا مكسورات الجناح كما لايزالون يعتقدون، وظل فيلا في (حي العليا) أكثر قيمة من ظل مئة رجل تقتلهم البطالة والسهر في الاستراحات»،
«ولكنه ناجح في عمله ولا يطيل السهر إلا نادرا. هو فقط يطالبني بزيارة أهله حتى عندما أكون متعبة».
وتدور أطباق الـ(حلا) متنقلة من يد إلى آخرى، ومعها تدور الحكايا نفسها حول الإرادة، الاستقلال المادي، المواقف الحاسمة والطلاق.
«خليه يتعلّم، الخضوع لا يجرّ إلا المزيد من الخضوع، لن يلتفتوا لنا ما لم نتخذ موقفاً حاسماً، وكل تضحية نقدمها لهم ينظرون إليها كمسّلمات. جنس خائن! »
«ليس صحيحا أنه خائن، لم يسبق أن جرحني بمجرد النظر فما بالك بالخيانة، كل ما أريده هو ...».
"مجرد معرفتهم بقدرتنا على الحياة بدون وجودهم المقدس يكفي لوضع الأمور في نصابها الصحيح صدقيني(خليه يتعلم)».
«ولكني لا أحتمل ( أن أخليه)!».
تتجمد فجأة فناجين القهوة العبقة برائحة الهيل المنعشة والمزينة ببقايا أحمر الشفاه في الأيدي الناعمة التي تحملها، وتتجه الأنظار الواجمة إليها ولكن بعدم فهم، فتشعر أخيراً بأنها أصبحت «مسموعة». وأمام ضغط الحديث الذي أصبح عليها الآن أن تدلي به أمام مجموعة القلوب المحبطة التي يبدو وكأنها تكتشف وجودها لأول مرة تستجمع شجاعتها أخيراً وتقول:
«أحبه ولا أحتمل أن (أخليه)، اعتقد باني سأحتمل أن (لا يتعلم)».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024