قرارات خاسرة
ينظر إليها بينما تزيل أطنان الماكياج عن وجهها الذي يعرفه، ويفكر في وجهها الذي لا يعرفه. تمسح بقطنة مبللة بأنواع الكريمات زيف الماسكرا التي تغطي عينيها وتقول:
كان حفلاً اسطورياً..
ترفع غرّتها بيدها وتحدق عن قرب إلى صورتها المرسومة على المرآة في الوقت الذي تردد فيه بحماس:
الصالة، الكوشة، فستان العروس...
تتنهد بحسرة قبل أن تعود لإسدال غرّتها ثانية وتنشغل بإزالة الدبابيس عن شعرها الواحد تلو الآخر لتنهار أخيراً تلك التسريحة المعقّدة التي دفعت مقابلها مبلغا «محترما» من المال يوازي نصف راتبها لو أنها كانت تعمل!
والمهر..
غمزت قبل أن تقول:
يتحدثون عن ثروة صغيرة ..
ترتسم ابتسامة ماكرة على محياها فتكمل:
يتحدثون عن أشياء كثيرة.. إبن عم أو إبن خال لست أذكر ...
تخلع قطع الحلي الماسية عن أصابعها ومعصمها وتبدو ساهمة بعض الشيء وهي تقول: عروس حكيمة رغم سنها الصغيرة. على مصائرنا ألا تحكمها سخافة العواطف ...
تقف برشاقة جارة سحاب الفستان إلى الأسفل باحترافية منقطعة النظير، تلتفت إليه بعذوبة يقدّرها بشدة وهمست:
ألن تبدل ثيابك؟
تقولين إن على مصائرنا ألا تحكمها عواطفنا السخيفة؟
نظرت اليه بعدم فهم لثوان فأكمل:
ماذا عن مصائر الآخرين؟
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024