تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

سندريلا

يحاول خالد إقناعنا من جديد بأن قصة الحب التي يعيشها هذه المرة هي شيء (أصلي).

وفي الوقت الذي يختار فيه (حبيباته) بمواصفات «مهنية» عالية تماما كما يفعل رب عمل محترف، يُردد أمامنا كليشيهات رومانسية حول العفوية والبساطة وقبول الأخر كما هو.

وخالد - المريض بالكمال - يقع في الـ(وهم) مع أول بادرة عاطفية، ثم يقيم من فوره ورشة عمل (وهمية) يُخضع فيها كل تفاصيل (الشريكة/ الضحية) لعمليات تجميل مستمرة، يمسخ فيها كل ما جذبهُ من الأساس ليُحاكي قائمةً (وهميةً) تحوي وصفاً تفصيلياً ودقيقاً  لـ«ما يجب على الحبيبة أن (تكون)». يُحاول بها عبثاً أن يُقارب تلك الصورة  التي يخبئها في أقصى زاوية من ذاكرته لامرأةٍ اجتازت بكارة وعيه الأول، مُعلمةً إياه «كيف على الحُب أن (يكون)»، قبل أن تُغادرهُ فجأة من على محطة السرير الابيض بدون ان يتمكن من الإمساك بيدها.

«لم تكن أميرة لتفعل ذلك!»

يقُولها في ختام كل مذبحة عاطفية يرتكبها في حق حبيبة جديدة، مُرسلاً إياها إلى منزلها كسيرة الفؤاد، غير مدركة لمدى شراسة المنافسة التي خاضتها حتى تتمكن من انتعال ذلك الحذاء (الوهمي) الذي يحمله خالد كل مرة يلتقي فيها بمشروع حبيبة لعله يعثر أخيرا على صاحبته الهاربة. و إلى أن يفعل يظل خالد يسرد أمامنا سيلا من التبريرات (الوهمية) في كل مرة يفسخ فيها خطبته في محاولة منه لتجاهل السبب الحقيقي والوحيد الذي نعرفه جميعا ولا نتكلم عنه.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077