أجندة
على قائمة أولويتها تكتب:
«أنا اليوم سعيدة»
تتوقف في مقهاها المفضل في طريقها إلى الجامعة وتبتسم لتلميحات الإطراء الخجولة التي يمنحها إياها الشاب الواقف خلف الكاشير بينما يمد لها قهوتها ذات الجرعة الإضافية من الانتعاش ويقول لها للمرة العاشرة على استحياء:
«قهوتك اليوم على حساب المحل»
تطلب من السائق فتح النافذة المظللة طلبا للمزيد من الحياة، وتُعيد تثبيت غطائها بإحكام تجنباً لأعين المعارف الفضوليين المستعدين في سبيل الترويج لفضيلتهم لإلقائها في هاوية الفضيحة أثناء اقرب جلسة من جلسات «شاي الضحى» بدون أن يرف لهم جفن.
تتأمل لوحات السيارات المارة بجانبها بحثاً عن «طالعها» اليومي، متجاهلة عن عمد تلك السيارة السوداء الفخمة الواقفة أمامها بإصرار عند كل إشارة مستعرضة لوحتها بمكر صريح:
«ن ك د»
وعندما يعييها البحث تفتح جوالها وتكتب عن عمد طالعها في رسالة نصية ترسلها إلى نفسها وهي تفكر:
«مُفلسة.. لكن سعيدة»
تسند ظهرها إلى الخلف و ترتشف كوب قهوتها باسترخاء. وكبوذا تستمتع بالتفكير في «لاشيء». لاشيء على الإطلاق. لا الأحداث الماضية التي نحتت طفولتها كأزميل، ولا الأحداث القادمة التي تقتات على سكينتها بِشَرَه.
وحالما تتوقف السيارة أمام بوابة الجامعة المزدحمة بالإحباط تعيد تعديل عباءتها، تفتح أجندتها بتحدٍ وتكتب:
«أنا اليوم سعيدة».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024