قلق
أمام نوبات الجزع الموسمية التي تنتابها يقفُ مشدوهاً.
وككُل مرة لا تُسعفه أمّيته العاطفية لفكّ أبجديات قلقها المزمن. تلك الأنثى المعقدة أكثر من كتاب الفيزياء، يُحبها كما كان يُحب جرس الفسحة.
يرقبها تدور حول ذاتها كالمحمومة، تُشمشمُ كلماته المغرقة في البساطة بحثاً عن نوايا «الدمار الشامل» التي لم يملك يوما «المكر» اللازم لاجتراحها. وتتقلبُ «جزعا» من خيالات تسكنُ تاريخاً يخصها وحدها تصفهُ بـ«العادي» ويصدقها بسذاجة لأنه لا يعرف غير ذلك.
وكمحقق تُمطرهُ بأسئلةٍ أصبح يعرفُ جيداً كم ستكلفهُ من رصيد سكينته تلك الإجابات الخاطئة التي يغرف منها بغباء، ويقدمها كتلميذ بليد قربانا في محراب رضاها الذي لا يُدرك، فلا تزيدها إلا «مسّاً».
وتحت ضغط المبادرة «المُقدّرة» عليه كـ(رجل) ينسى - في رحلة بحثه المجنونة عن صمام طمأنينتها - مساحات الأمان «الممنوحة» له كـ(حبيب) عن طيب خاطر، وببسالة يختار أن يخوض غمار سعادتها أمام طواحين الهواء شاهراً قلبه!
وحين يستهلكها القلق، وتستنفده الكلمات، يمد لها يدهُ بصمت. تتكوم في حضنه كعصفور وتغفو.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024