تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

يوميات

أفتحُ عينيّ صباحاً وأنا أُدندنُ اسمك.

وكمراهقة سخيفة أخطه على المرآة المشبعة ببخار الحمام الصباحي.

أرتديك تحت ثياب العمل المعلّقة منذ الليلة السابقة على الشماعة والى جانبها أعلّق جميع عبارات اللوم التي يتحفني بها أولئك الذين صفيتهم (جماعيا) من قلبي الواحد تلو الآخر وتربّعت عليه وحدك كطاغية. أقفل عليك طرفي بإحكام حتى لا تنتهك قدسيتك تلك الأعين الثاقبة الباحثة في النوايا عن أي ذنبٍ(عاطفي) وأخرج للعمل.

وحين أقول «صباح الخير» يرد العابرون غير المُهمين على تحية أُرسلها لك وحدك، أنت القابع بصبرٍ على حدودي الـ(اجتماعية) تطالبُ بتأشيرةٍ لدخولِ أرضٍ تنقش صك ملكيتها تحت جلدك. قد لا يحظى ثراها بشرف احتواء (أسلافك) لكنها قطْعاً تحملُ وعد (سُلالتك) في قلبها. 

أدخلُ مكتبي الغارق حتى الفضيحة في ذنب هداياك، ميداليتك المعلقة على شاشة الكمبيوتر، أزهارك المجففة التي أرسلتها على مدى حبك منثورة في طبق من الكريستال الغالي أحضرته لي من ايطاليا لأنه «شفاف كنظراتك حين تحزنين»..،

و(تيدي بير) يحمل قلبك ويقول: «هلاّ اعتنيتِ به؟»

وفي دوّامة العمل التي لا تهدأ أسرق من ذكراك سكينتي. ومابين تقرير وآخر أمرر لك رسائل قصيرة تتضمن النشرة العاطفية لحالة قلبي أكتب فيها كل مرة:

 «اليوم أنت جوّي».

وأحبك.

كيوم قلت لي: «أنتِ نفسي»

مُمطراً قلبي موسماً استوائياً من الطمأنينة. تسرقها مني أحيانا فأدور حول نفسي كالمذبوحة، ثم تعود فتغدقها عليّ حتى الضجر. وحالما أقفل عائدة إلى منزلي أسمعك مع كل أغنية غنيتها لي أنت المهووس بالـ(إف إم) بينما كنا نبحث لنا عن أغنية خاصة. فأحاول أن أفرض عليك بلؤمٍ فيروز وترفض بإصرار قائلاَ:

 «وش مشكلتك مع أبو نورة ؟»*

عند هذه الذكرى أخسر كل ما املك من (ثقل) وبدون تفكير أطلب رقمك الموشوم في ذاكرتي، وما أن أسمع صوتك على الطرف الآخر من (الوجد) حتى أواري سوءة خجلي خلف ورق الكذب المغرق في الاعتذار وأقول:

«سمعت أغنيتنا وتذكرتك.. كيفك حبيبي؟»

 

 * أبو نورة المطرب محمد عبده

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077