طال عُمره
استقدمت صديقتي أمل «سواق» من بنجلادش لم يُقدّر لها أن تُكحّل عينيها بطلته البهية ولو لمرة واحدة، إذ نزل مباشرة من الطيارة إلى مُثلث البطحى - على غرار مثلث برمودا حيث الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود.
وتداري (منال) خاطر سواقها أكثر مما تداري خاطر زوجها كي لا يفرّ هو الآخر كما فعل الثلاثة الذين سبقوه بعد أن صرفت على استقدامهم «دم قلبها» وتركوها هي وأولادها كاليتامى في ظل الوجود الصوري لـ عبد الإله
أبو العيال - والمنحصر في «حطي الغدا» «شيلي الغدا».
وبالأمس قال لي (رحيم) سواقي الباكستاني وبكل حزم:
- «إذا أنت فيه يطلع الساعة اتنين كلم أنا.. اذا يطلع الساعة اتنين ونص مافيه كلم !! أنا مشغول!!»
وكل ما تمكنت من قوله له هو:
- «حاضر طال عمرك..»
ولسان حالي يردد أغنية أحلام المعروفة: «آنا من بعدك أتوه .. عالمي بعدك يضيع...»
ورغم الوضع المزري الذي نعيشهُ لمجرد أن نلبي احتياجاتنا الإنسانية المُلحّة، كالوصول للعمل قبل الخط الأحمر أو الاسراع الى المستشفى بسبب عارض صحي، أو غير المُلحّة كشراء عبوة شامبو أو حتى «حزمة بقدونس»، الا أن وضعنا أفضل بكثير من وضع مها التي يرفض أشقاؤها الذكور - الذين لا تراهم الا مرة كل شهر لانشغالهم بعوائلهم الخاصة - فكرة السواق تحت دعوى «الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح»، مُتجاهلين اثناء انشغالهم باغلاق الأبواب الألف شباك التي فتحوها عندما اضطروها إلى استخدام الليموزينات والتعرض اليومي لأنواع المختلين عقلياً، حيث تحمل لنا كل صباح قصة من النوع المضحك المبكي عن آسيوي يمسك يدها بينما تناوله الأجرة. أو مُقيم يتجاوز حدود الأدب في حديثه معها، وقصص أُخرى أرغب فعلا بدفنها عميقا في اللا وعي ثم التعامل معها لاحقاً على شكل قولون عصبي أو فصام.
قاطعها أحد السواقين بينما كانت تتحدث في الجوال قائلا انه يرغب في معرفة هوية المتحدث! ولما سألت بدهشة عن السبب قال بكل استعباط:
بغير عليكي!!!
أحدهم علق بسذاجة على هذا الموضوع قائلاً ان الحل الأمثل هو أن تبقى المرأة في المنزل وأضاف: ولا الحريم وش يطلعهم من بيوتهم؟
وأُجيبه بأن عليناأيضاً ان نتوقف عن الاستحمام حتى لا تحتاج الى علبة شامبو!!!!
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024