تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أحمد عبد المعطي حجازي في 'ملتقى القاهرة للشعر العربي'

منذ العام 1989 توقف الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي عن كتابة الشعر، لكنه لم يتوقف عن خوض معارك «فكرية» على صفحات الجرائد والمجلات خصوصاً صحيفة «الأهرام» التي تنشر له زاوية أسبوعية، ومجلة «إبداع» التي يرأس تحريرها وتصدر فصلية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة المصرية. ويعكس كتاب «القصيدة الخرساء» الذي صدر لحجازي أخيراً معركته الأثيرة في السنوات الأخيرة ضد قصيدة النثر وشعرائها، تلك المعركة التي شُهد أحد أكثر فصولها إثارة قبل أسابيع وتمثل في عقد ملتقيين للشعر، الأول تولى هو بنفسه تنظيمه على رأس لجنة الشعر في المجلس الأعلى المصري للثقافة تحت عنوان «الملتقى الدولي الثاني للشعر العربي»، والثاني نظمه خصومه من شعراء جيل الثمانينات تحت عنوان «الملتقى الأول لقصيدة النثر».

رفع «ملتقى القاهرة الثاني للشعر العربي» شعار «المشهد الشعري الآن» وأهديت فعالياته إلى شاعر القطرين خليل مطران بمناسبة مرور 60 عاماً على رحيله، وغاب عنه الشعراء العرب البارزون في المشهد الراهن ومنهم أدونيس وسعدي يوسف وسميح القاسم، ومع ذلك ذهبت جائزته إلى أحمد عبد المعطي حجازي، ليكسر، ليس التوقعات، وإنما أساسيات منح الجائزة التي حصل عليها عن دورة الملتقى الأولى قبل عامين الشاعر الكبير الراحل محمود درويش.  تبلغ قيمة الجائزة 100 ألف جنيه «حوالي 18 ألف دولار»، وأثار إعلان فوز حجازي بها جدلاً في الوسط الثقافي المصري، لدرجة أن الحصول عليها مشروط بأن يكون للفائز بها إنتاج شعري جديد في السنوات الخمس الأخيرة، وهو ما لا ينطبق على حجازي.

فضلاً عن أن حجازي يتولى رئاسة الملتقى، وهو في الوقت نفسه مقرر اللجنة التي نظمته ما يجعله حكما مقرراً للجنة التحكيم التي تختار الفائز. وتردد أن الشاعر المصري محمد عفيفي مطر عضو لجنة الشعر التي تنظم الملتقى الذي يعقد مرة كل عامين، بالتبادل مع ملتقى مماثل للرواية، تقدم باستقالته احتجاجاً على فوز حجازي. وضمت اللجنة التي منحت حجازي الجائزة، كلاً من الشاعر العراقي علي جعفر العلاق والشاعر المصري فاروق شوشة والأكاديمي المصري محمود الربيعي، وتولى رئاستها الأكاديمي التونسي عبد السلام المسدي. ومعروف أن شوشة وعبد المطلب عضوان في اللجنة المنظمة للملتقى والتي يرأسها حجازي نفسه.

وتسلم حجازي الجائزة من وزير الثقافة المصري فاروق حسني في حفل أقيم في ختام الملتقى الذي عقدت فعالياته على مدى أربعة أيام بمشاركة شعراء وباحثين من دول عدة. وقال المسدي إن لجنة التحكيم تشكلت بقرار من وزير الثقافة المصري وأنها اتخذت قرارها بالإجماع بعد أن نظرت في قائمة شعراء اقترحتهم لجان عدة داخل المجلس الأعلى للثقافة. وليس معروفاً ما إذا كانت تلك القائمة تتضمن اسم الشاعر محمد عفيفي مطر الذي تردد أنه كان مرشحاً للفوز بالجائزة التي يفترض أن التنافس عليها مفتوح أمام كل الشعراء العرب. وأوضح المسدي أن لجنة التحكيم استندت في اختيارها حجازي إلى «مقياس الريادة الشعرية وما يعضدها من نضال ثقافي مطرد وانخراط كلي في هموم المجتمع».

وفي كلمة ألقاها عقب تسلمه الجائزة قال أحمد عبد المعطي حجازي «إن الجائزة ليست لي وحدي وإنما هي لأتراب وآباء رحلوا. هي لهم معي أو هي لهم قبل أن تكون لي لأن الشعر نسب فإذا حاز جائزته حائز وفاز بها فائز فقد فاز بها الجميع.. أذكر لويس عوض وعبد الرحمن الشرقاوي وصلاح عبد الصبور ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب وخليل حاوي ورجاء النقاش وأنور المعداوي ومصطفى ناصف ومحمد مندور وأنظر حولي فأجد ساحة الشعر عامرة بالوجوه والأسماء. هي لنا جميعاً ونحن لها»! وحيا حجازي في كلمته الأديب الراحل نجيب محفوظ باعتباره أول الداعين إلى عقد ملتقى القاهرة للشعر العربي، كما حيا محمود درويش أول الفائزين بجائزته. ويذكر أن حجازي (74 سنة) أصدر أول دواوينه الشعرية «مدينة بلا قلب» عام 1959 وصدر ديوانه الثاني في العام نفسه تحت عنوان «أوراس».

وفي عام 1965 صدر ديوانه الثالث «لم يبق إلا الاعتراف»، وتلاه مرثية العمر الجميل عام 1972 ثم «كائنات مملكة الليل» عام 1978 و«أشجار الأسمنت» عام 1989. وأعلن الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة خلال كلمة ألقاها في الحفل الختامي للملتقى أن المجلس سينظم في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل ملتقى دولياً للقصة القصيرة يمنح جائزة تحمل اسم الكاتب المصري الراحل يوسف إدريس.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079