انتظــــار
أنظرُ إلى الساعةِ المعلقة على طرفِ الجدار وأعرفَُ أنها قدري. منذَُ الحب الأول الذي فاجأني كزخةِ مطرٍ منعشة في يوم صيفي، وأنا أقضي أيامي في رحلةٍ دائريةٍ ما بين الواحدة والثانية عشرة! جارّةً خلفي عقربينِ طويلينِ مربوطينِ في عنقي كالساقية !
انتظرك. وتتركني انتظرك بلا توقف! أكتبك قصيدةً، وأضعُ الورقةََ على طرفِ السرير علها تتحولُ إلى غطاء،
وعلى لوحةٍ بيضاءَ أرسمُك نافذة. أحاولُ فتحها فلا أستطيع. وانتظرُ أن تناولني المفتاحَ.. ولكنك لا تأتي !
«لا تنسي انه متزوج»..
تقولها لي صديقتي بمعدل عشرينَ مرةٍ في اليوم، وأُذكِّرُها باني أدركُ ذلكَ بمعدلِ ألف مرةٍ في اليوم ومع كل مرة ينزفُ شيءٌ داخلي لا يريدُ احدٌ أن يتعاطفَ معه.
أعرف أنه متزوج ، ولكنه يحدثني (أنا) عن تفاصيل يومه .
اعرف أنه متزوج ولكنه يحدثني (أنا) عن قراءاته،أحلامه، ومشاريعه.
اعرف أنه متزوج ولكنه يقرا لي (أنا) قصائد شيلي وحكايات ألف ليلة وليلة.
اعرف أنه متزوج ولا احتاج لأحد كي يذكرني بأوجاع لا يشعر بها سواي!
انظرُ إلى الساعةِ المعلقة على طرفِ الجدار واعرفَُ أنها قدري.
وترعبني الفكرة كما لم تفعل من قبل.. تجعلني أتلمس من جديد المعنى الحقيقي لكلمة (لا) والمعنى المزيف لكلمة (نعم ).. وكطفل تدهشهُ الكلمات حين يتعلمها للمرة الأولى أقرر فجأة أني لن أقبعَ وحيدةً في شرنقتي الضيقة، انتظرُ قدراً يزورُ كل الفراشاتَ وينساني.لا لن افعل ذلك. وعندما أراه ثانية سأطلب منه التوقف عن الاتصال بي.
المح رقم هاتفه المميز يضيء شاشة جوالي، ومعهُ تترددُ نغمةٌ إيطاليةٌ لا افهمُ معناها ولكني اعرفُ بأنها تتحدثُ عن الفرحِ القادمِ والانتظارِ الذي لا ينتهي.
«الو»
««الو» تعني لي حياتي حين تسكبينها في أذني... مشتاق لك حيييييييييل»
وتصلني ضحكته الحبيبة. الآمنة، أحيانا الغامضة أحيانا أخرى.
ويبدأُ كعادتهِ في حديثٍ طويلٍ وعذبٍ لا ينتهي يجرني إلى معركةٍ جديدةٍ بين «ما أريدهُ» وَ«ما اسمحُ بهِ» أقررُ أن اخسرها لأجيبه من خلف زخات مطر مالح يغمر وجنتي ويحرق جرحا مفتوحا يأبى أن يندمل
«مشتاقة لك أكثر .... وأحبك»
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024