دردشة
لماذا لا تكونين حقيقة؟
أولستُ كذلك؟
وتغرقين في ضحكةٍ موسيقيةٍ ذات رنينٍ صافٍ ومُحبب لدرجة الكمال.
إطلاقا! أنتِ (أكثر) من أن تكوني حقيقة، تبدين أثيريَّة كحلم.
ولكنك لست نائماً.
وهذا ما يحيرني! أراكِ؟ نعم... المَسُكِ؟ نعم... وما أن تغشيَ المكان بحضورك الرشيق حتى تفوح في الأجواء رائحة شيءٍ بالغ الحلاوة لا أستطيعُ تسميته! وأتساءل هل يشُمُّهُ المحبونَ أيضا ً؟ وأبدأ باستعراضهم فلا أجد أحداً!
أين يهرب المحبون عادةً؟ هل تعرفين؟
«أنت غريب».
وتنساب الموسيقى العذبة ثانية..
«أي تعويذة سحرية تلك التي تُلقينها بزهوٍ وبشيءٍ من القُدسيةِ فينتقلُ العالمُ من حولي إلى حيث لا أعلم، وأظل وحدي أُحلِّقُ في حيزٍ من الدهشةِ، لا اعترف بجاذبيةٍ سوى جاذبية عينيكِ. مسكين نيوتن، لو قُدِّر له أن يلقاكِ لكفّ عن الهلوسة ولزرع شجرة تفاح!
أوتضحكين؟
شكراً لأنك تضحكين. رنين ضحكتكِ الصافي يجعل من صباحي شيئاً مُختلفاً، «صباح الحب» كما يطيب لي أن اسميه، حيث كل شيء مبتسم وأغنية ذات إيقاع كلاسيكي تدور في كل العيون من حولي حتى المغلق منها.
صباح أحتاجهُ أكثر من معجون أسنان!
أكثر من قلم أوقِّع به في سجل الحضور تحت الخط الأحمر مباشرةً..
أكثر من انتعاش لم يعد يقدمه لي فنجان من القهوة أشرَبُهُ في مقهاي المفضل بينما أتصفح الجريدة المحلية بسلام لأني أصبحتُ اعرفُ أن أي بهجة لن تكتمل إلا بوجودك على الكرسي المقابل.
أكثر من إجابة عن سؤال أطرحهُ عليكِ كل مرة ويخيب أملي عند كل جواب.
صباح مفعم بقصص لا تأتي ولكنها لا تغيب. لو تُغنِّين لي بصوتٍ تعبتُ من انتظارهِ أغانٍ تعبتُ من انتظارها لجعلتِ مني بشرا مختلفاً، أكثر بدائية ولكن أعمق أصالة، و كأني أنزل من جنتي للمرة الأولى وأُلامس بقدميّ العاريتين تراب الأرض الدافئ والحميم.
«أنتَ تبالغ».
«وأنتِ مهذبة. تحاولين اتهامي بالكذب ولكن بكياسة. لماذا تخجلين من قول الحقيقة؟ تجميلُ الحقائق كذبٌ من نوعٍ آخر. ولكني لا أُدينُ الكذبَ ولا أُقَيِّد الحقيقة. الكذب يا سيدتي يشبهني، أوسع من بحر، وأكثر حرية من نورس. الكذب يا سيدتي أكثر جموحا من أن يقيد بمنطق أو عقلانية. انه لا يعترف بحدود ولم يسمع يوما باتجاهات. ولكنه للأسف يموت سريعاً .. ككل شيء جميل في حياتنا. تتربصُ به حقيقةٌ (ما) خلفَ صخرةٍ (ما) وتخنقهُ بكلِ حسد ثم يصفقُ لها أهل الفضيلةِ وينامون مرتاحي الضمير بعد أن يُحكِموا إغلاق زنازينهم من الداخل!
أوتعلمين..
لا أريدكِ ان تكوني حقيقة، لا أريدك أن تكوني أكذوبة، ابقي كما أنتِ خارج أي تصنيف.
سيدتي، أنتِ مُقدَّسةٌ وأنا أُحبك!
و تنساب الموسيقى العذبة ثانيةً، وأغرِقُ في نوبةٍ لذيذةٍ من الرقص.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024