هل يعرف الطفل الرضيع ابتزاز والدته
لا يكفّ نبيل عن البكاء بمجرد غياب والدته عن ناظره رغم أنها لبّت كل حاجاته، فهل يستغلّ هذا الرضيع عاطفة والدته؟ وهل فعلاً يفتعل نوبات غضبه؟
تقف بعض الأمهات عاجزات أمام نوبات غضب أطفالهن الرضّع، فبكاء الرضيع المتواصل من دون سبب صحي أو غذائي يجعلهن محتارات في أمرهن.
فماذا على الأم أن تفعل في هذه الحالة؟ الرضيع لا يستطيع الكلام ليعبّر عما يخالجه، وبكاؤه الشديد يوتر والدته التي لا تعرف سببه.
يقول اختصاصيو علم نفس الطفل إن بكاء الرضيع وصراخه يحيّران الأم وتجد نفسها عاجزة ولا تعرف ما يجدر القيام به.
فتسأل نفسها لماذا يرفض النوم في سريره؟ لمَ يبكي عندما لا يكون بين ذراعيها؟ كيف يجب على الأم التصرف أمام نوبات الغضب هذه؟
- في أي سن يبدأ الطفل بافتعال نوبات غضب؟
الرضيع لا يفتعل نوبات غضب، فعبارة «نوبات غضب» تحتوي في طيّاتها على ميل الطفل لافتعال تصرف سيئ، ونية لإزعاج من حوله لا سيما والديه، فيما الرضيع غير قادر على القيام بذلك أو التفكير به.
فهو عندما يظهر غضبًا شديدًا مساءً قبل النوم في الوقت الذي تكون فيه والدته قد وفّرت له جميع حاجاته، أي تناول طعامه ونال حصته من عاطفتها وحنانها، وإذا لم يكن يعاني ارتفاع حرارة أو آلامًا، فهو لا يقصد ابتزاز والدته، وإنما ببساطة يريد فقط أن تستمر لحظات التواصل السعيدة والممتعة مع والدته.
فإذا كان يبكي وتحديدًا وقت النوم، فتصرّفه هذا ببساطة يكون نتيجة شعوره بتوتر للحظة فراق والدته، فيعبّر باكياً عن مشاعره ويستمر بالمطالبة بلفت انتباهها إليه.
وفي المقابل، لا تبدأ نوبات الغضب في سن محدّدة. فالطفل لا يفتعل بين ليلة وضحاها نوبات الغضب ويصبح صعب المراس. ومن المؤكد أن هذا السلوك تعزز عبر الوقت.
وإذا بدا للأم أن شخصية طفلها صعبة وأنه عنيد، فهذا يعود إلى أن الطفل منذ نعومة أظافره اعتاد أن يحصل على كل شيء يريده، ووالدته تنفذ كل ما يطلبه منها فالطفل لا يبتز أهله وإنما يحاول فقط اختبار قدرتهم على تثبيت القوانين المنزلية.
- إذًا شعور الطفل بالغضب يكون نتيجة تصرف الأهل؟
صحيح، وعلى الأهل الذين لديهم طفل عنيد وتنتابه نوبات غضب طوال الوقت، أن يسألوا أنفسهم، ماذا عليهم أن يفعلوا أو لا يفعلوا كي لا يطالب طفلهم باستمرار الإنتباه إليه.
مثلاً الطفل الذي ينام بصعوبة ودائم الحركة وتنتابه نوبات غضب بشكل مستمر فهو طفل يشعر بالتوتر والعصبية، فيما الطفل الذي ينام باكرًا و لا يبكي ساعة ذهابه إلى الفراش، هو طفل ينال عناية جيدة من والدته التي عرفت كيف تلبي حاجات طفلها بشكل صحيح، وجعلت له طقوساً يومية ثابتة اعتاد عليها.
وبالتالي يشعر بالأمان لأنه يتوقع ما ينتظره. فيما الأم التي لا تضع نظامًا محدّدًا ليوميات طفلها ولا تلتزم بطقوس محددة، مثلاً تسمح له بالسهر ثم في الليلة الثانية تفرض عليه النوم باكرًا، يجعل الطفل يشعر بالتوتر ويعبّر عن ذلك بنوبات غضب.
- ولكن هل هذا يعني أن الأم هي المذنبة؟
لا، فهذا ليس خطأ الأم خصوصًا إذا كانت أمًا للمرة الأولى. فهي تشعر بالإرتباك والقلق عندما يبكي طفلها الرضيع وعن غير قصد تبالغ في منحه العاطفة إلى درجة لا تجعله يفارقها.
وبالتالي يعتاد الطفل على هذا النوع من الاهتمام فيشعر بالتوتر عندما لا تكون بقربه، أو عندما لا تنفذ رغباته.
- ماذا على الأم أن تفعل إذًا لتتجنب نوبات غضب طفلها؟
التوقف عن المبالغة في منح طفلها كل وقتها، وعن الظن أن اهتمامها المبالغ فيه يجعله سعيدًا. بل عليها أن تضع له نظامًا واضحًا، وتقلّص وجودها معه.
مثلاً يمكنها تركه وحده يلعب في غرفته طالما أنه لا يوجد ما يؤذيه، فمن المهم جدًا أن تضع الأم روتينًا واضحًا لطفلها تلتزم به وتعوّده عليه منذ نعومة أظافره.
وفي المقابل على الأم أن تطمئن إلى أن وضع القوانين وتثبيتها لا يقللان من حب طفلها، بل العكس الحب والقانون المنزلي يشعران الطفل بالطمأنينة والإستقرار العاطفي.
- ماذا على الأم القيام به التي اعتاد طفلها عادات سيئة؟
لم يفت الأوان بعد، يجب استعادة زمام الأمور بطريقة سلسة وتدريجية. فالطفل لن يفهم التغيير المفاجئ في تصرفات والدته.
فطفل بين الخامسة والسادسة يمكن تغيير سلوكه شرط أن يعدّل الأهل هم أيضًا تصرّفهم معه.
الأسلوب التربوي يعود إليهم، ويجعل طفلهم يدرك مبدأ الواقعية، وهذا يعني لا يمكن أن نحب ونتغذّى ونتوتّر طوال الوقت.
ومن جهة أخرى، قد يبدو الأمر صعبًا على الأهل ولكن عليهم أن يدركوا أن وضع القوانين وتثبيتها وإلزام الطفل بها والتزامهم بها تجعل الطفل أكثر صلابة وقدرة على مواجهة الصعاب.
لذا عليهم تعليمه في سن صغيرة جدًا أمور الحياة الواقعية واحترامها.
طفلك يسأل؟
- بابا لماذا لدى الكبار وبر في جسمهم؟
في الحياة لا نتوقف عن النمو. أنت نفسك كنت طفلاً رضيعًا، واليوم كبرت وصرت ولدًا، وغدًا ستصبح مراهقًا ولاحقًا راشدًا.
وعندما يصبح الطفل مراهقًا يتغيّر جسمه، ويظهر الوبر بكثافة في مناطق معينة، مثلا يصبح لديك شاربان أو لحية، فظهور الوبر يشير إلى أننا أصبحنا راشدين.
- بابا كيف يعرف ساعي البريد الشخص الذي عليه أن يسلّمه الرسالة؟
قبل أن نضع رسالة في صندوق البريد، نكتب على المغلّف اسم الشخص المرسل إليه وعنوانه. فالعنوان هو المكان الذي يسكن فيه، ويتضمن رقم المنزل، واسم الشارع، والمدينة والبلد. وهكذا يعرف ساعي البريد عنوان منزل الشخص الذي عليه تسلّم الرسالة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024