تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

مشكلات لها حلول...

«يللا تنام، يللا تنام ندبحلها طير الحمام روح يا حمام لا تصدق عم نضحك ع َ ريما تتنام». أهزوجة للسيدة فيروز ترددها معظم الأمهات أثناء محاولتهن جعل أطفالهن ينامون، و أحيانًا قد تسهو الأم وهي ترنم هذه الأهزوجة فيما طفلها لا يزال صاحيًا يحدّق إلى سقف الغرفة... يعتبر نوم الطفل من الصعوبات اليومية التي تواجهها الأم، مما يضطرها أحياناً لاستخدام القسوة معه حتى يذهب إلى فراشه.
فكثيراً ما نسمع أماً تشكو قائلة: «ابني يسهر حتى ساعة متقدّمة من الليل»، وأماً أخرى تقول: «ساعة الذهاب إلى النوم هي بمثابة عقاب بالنسبة إلى ابنتي».

والسؤال الذي يطرح لماذا يكره معظم الأطفال النوم؟ وكيف يمكن الأم أن تجعل منه نظاماً يتقيّد به الطفل؟ يرى الاختصاصيون أن التقيّد بنظام محدد لساعات النوم عادة يكتسبها الطفل منذ الرضاعة.
ويحتاج ذلك إلى صبر الأم كي تتخطى المشكلات، لاسيما نوبات البكاء التي يفتعلها الطفل قبل الذهاب إلى السرير، والاستيقاظ الليلي المفاجئ. وهذه بعض الأسئلة التي تطرحها الأمهات ويجيب عنها الاختصاصيون:

- يستيقظ بعض الأطفال في ساعات متقدّمة من الليل و يبكون ولا يعودون إلى النوم إلا بعد ساعات. فما هو السبب؟
يرى اختصاصيو علم نفس الطفل، أن نوم بعض الأطفال يكون قليلاً بسبب شعورهم بالقلق و الخوف من الانفصال عن والدتهم، وأحياناً الخوف من أن يجدوا أنفسهم في مكان لا يعرفونه عند الاستيقاظ، ويمكن أيضاً أن يكون المحيط المتوتر سبباً وراء ذلك. ولكن أحياناً أخرى تكون حاجتهم الى النوم قليلة مقارنة بأقرانهم.

- ما معدّل حاجة الطفل إلى النوم؟
يحتاج المولود في الشهور الأولى إلى معدل يراوح بين 15 ساعة وعشرين ساعة نوم. وفي سن الستة أشهر يراوح المعدّل بين 10 و15 ساعة نوم. ولكن هناك أطفال ينامون أقل أو أكثر من ذلك، ولا يؤثر هذا الاختلاف على نمو الطفل الجسدي والذهني.

- ماذا يمكن الأم أن تفعل إذا كان طفلها الرضيع لا يأخذ قسطاً وافراً من النوم خلال الليل؟
عليها أن تتكيّف مع الأمر وتأخذ قسطاً من الراحة عندما يكون نائماً. فمن الطبيعي أن يستيقظ بعض المواليد الجدد خلال الليل فهم في حاجة إلى فترة كي يتكيّفوا مع وضعهم الجديد بعدما كانوا في أرحام أمهاتهم أشهراً طويلة.
لذا يجدر بالأم ألا تقلق لأن الطفل سينظم نومه بنفسه بعد شهر أو ثلاثة شهور حداً أقصى.

-  هل يجوز إعطاء الطفل منوّماً؟
لا يجوز إطلاقاً فذلك قد يؤثر في صحته، فالطفل الذي لا يريد أن ينام في الساعة الثامنة مثلاً سوف ينام لاحقاً. وعندما يبدأ بالبكاء غير المبرر فهذا يعني أنه صار مستعداً للنوم.

- هل من الضروري أن يأخذ الطفل قيلولة؟
هناك بعض الأطفال لا يحتاجون إلى قيلولة، وبعضهم لا يحب أن يفوّت عليه ما يحدث خلال النهار. وعموماً الطفل الذي لا ينام خلال النهار غالباً ما يغطّ في سبات عميق طوال الليل.

- ألا تؤدي قلة النوم إلى أن يصبح الطفل مفرط النشاط؟
كلا إذا نال حاجته من النوم، وإذا وفرت له أمه جواً هادئاً. ومن غير المفيد أن تلعب والدته معه إذا استيقظ خلال الليل. فهو في حاجة إلى النوم لذا من الأفضل أن تتركه مستلقياً في فراشه.

- أين يجب أن ينام الطفل؟
إذا كان الطفل رضيعاً وكانت الأم من الأشخاص القلقين وغالباً ما تستيقظ خلال الليل لتتأكد من أنه يتنفس، من الأفضل أن ينام معها في غرفة نومها. وإذا لم يكن رضيعاً ففي إمكان الأم أن تجعله ينام في غرفة أخوته أو في غرفة خاصة به.

- ماذا تفعل الأم إذا استيقظ طفلها وأراد أن ينام معها في السرير؟
منذ البداية على الوالدين أن يكونا حازمين ولا يسمحا له بالنوم معهما في السرير بحجة أنها المرة الأولى لأنه سوف يعيد الكرّة. لذا من المفضّل أن يعوّداه على نظام نوم محدد فالطفل في حاجة إلى ذلك.

- هل يجوز إعطاء الطفل دمية يحضنها خلال النوم؟
يجوز إذا طلب ذلك، فالدمية قد تصبح رفيقة ومصدر طمأنينة بالنسبة إليه وتساعده على النوم.


ولجعل الطفل يحوز نومًا من دون  مشاكل هذه بعض النصائح

الحاجة إلى الحب لحظة الانفصال
يعتقد الأهل أن حبهم لطفلهم بديهي لا يحتاج إلى إثبات. في حين يشعر الطفل عندما تطلب منه والدته الذهاب إلى النوم بأنه غير مرغوب فيه، فوالداه لا يزالان مستيقظين وصوت التلفزيون يصدح في أرجاء المنزل، وقد يشعر بالظلم خصوصاً إذا كان لديه شقيق أكبر منه يتسامر معهما.
فهو في حاجة إلى مزيد من الحب والثقة بالنفس في لحظة الانفصال هذه. ويصبح مستعداً للذهاب إلى النوم إذا وفّر له والداه كل احتياجاته الأساسية، وحصل على الاهتمام الكافي خلال اليوم، وشعر بأن حب أهله غير مشروط مهما كانت تصرّفاته.

الحاجة إلى الشعور بالأمان
عندما يشعر الطفل بالأمان، تتعزز عنده ثقته بنفسه، ويتمكن من التخلص من المخاوف التي تنتابه ساعات الليل حين يكون وحده، غير أن تعزيز هذا الشعور يتحقق باتباع الأهل الإرشادات الآتية

وضع قواعد ثابتة

  • يحتاج الطفل إلى مرشد رغم أنه يحب القيام بدور القائد، لذا من الضروري أن يعلّمه الأهل الفرق بين الصواب والخطأ، وأن يضعوا له الحدود.
  • الالتزام بالطقوس: تعتبر الطقوس اليومية التي يقوم بها الطفل، كالاستحمام في ساعة محددة، وارتداء ثياب النوم وتنظيف أسنانه، من الأمور التي تشعره بالطمأنينة لأنها تشكّل بالنسبة إليه نقطة ارتكاز.
  • تجنب نقل مشاعر القلق إلى الطفل: عندما يتذمّر الأهل من الأمور اليومية أمام طفلهم كالتحدث مثلاً عن أحداث أليمة أو عن رداءة الطقس... إلخ. فإن هذه الأمور غالباً ما تسبب صعوبة في النوم عند الطفل، لأن توتّر الأهل وقلقهم ينتقلان إليه، لذا يجدر بهم تجنّب التعبير عن مشاعرهم المتوتّرة أمامه.

الحصول على الاستقلالية
من الضروري جداً أن يعتاد الطفل على القيام بالأمور القادر على تحقيقها. فإذا كانت الأم تلبي طلباته طوال الوقت فإن ذلك يشعره أنه ليس في مقدوره القيام بأي عمل من دون والدته. ولكي يأوي إلى فراشه من دون مساعدتها يجب أن يكون الطفل قادراً على القيام بالأمور الآتية

  • النوم والعودة إلى النوم، إذا استيقظ، وحده في سريره دون مرافقة أمّه.
  • إيجاد لعبته إذا أضاعها.
  • اللعب وحده في سريره إذا لم يكن يشعر بالنعاس، إذ يمكن جميع الأطفال اكتساب قدراتهم الخاصة. كما يجب على الأهل الوثوق بقدرات طفلهم، ومنحه الثقة بنفسه، والإفساح في المجال أمامه ليبرهن عن ذلك.
  • وأخيراً يجب ألا ينسى الأهل أن الطفل في حاجة ماسة إلى الحنان والعاطفة قبل ذهابه إلى فراشه حتى ينعم بنوم هادئ.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078