للحضانة شروط لتقبل دخول الطفل إليها
من المعلوم أن الحضانة يجب أن تتوافر فيها معايير محدّدة تساهم في تطوّر الطفل النفسي والذهني. ولكن في المقابل للحضانة شروط حتى تقبل دخول الطفل إليها.
فما هي هذه الشروط؟ «لها» التقت أمال دعيبس مديرة حضانة في بلدة المنصورية بجبل لبنان التي تحدّثت عن شروط قبول الطفل في حضانتها وماذا على الأم القيام به قبل تسجيل ابنها في الحضانة.
- ما النصيحة التي تسدينها إلى الأم قبل تسجيل طفلها في الحضانة؟
في البداية من المهم أن تأتي الأم إلى الحضانة وتتحقق منها وما إذا كانت مناسبة لطفلها من حيث الموقع والديكور. فالطفل عزيز على قلب والدته وهو أمانة في أعناقنا.
لذا في حضانتي وقبل تسجيل الطفل، أعقد اجتماعًا مع الأم، لأجيبها عن كل تساؤلاتها ولها الحق في أن تسأل عن أدّق التفاصيل، النشاطات وفريق العمل والأمور الصحية. وبدوري أفسر لها طريقة عملنا والنشاطات التي نوفرها والبطاقات الخاصة بالأطفال التي تكتب عليها ملاحظات تتعلّق بالطفل من حيث السلوك والصحة والتطور الذهني، وإلى أي فئة من الأطفال سوف ينضم طفلها وعدد الأطفال الذين تعتني بهم كل حادقة، وكيف نقسم كل فريق بحسب السن.
فأنا أُسند إلى كل حادقة مسؤولية فريق من الأطفال، ولا يشاركها أحد ذلك، فإذا حدث أي خطأ لا تلقي إحداهن المسؤولية على الأخرى. ففي النهاية لدينا أطفال وضعهم أهاليهم أمانة لدينا.
- ما هدف البطاقة الشخصية لكل طفل؟
من المهم أن يكون بين الحادقات تواصل، ليكنّ يدًا واحدة. طريقة العمل عندي تولّد جوا عائليا بيني وبين الحادقات والأطفال. هناك بطاقة نسجل عليها اسم الطفل، وبدورها تضع الأم كل ملاحظاتها كأن يكون الطفل يتناول دواء ما وتفاصيل نظام نومه وسوى ذلك... لذا فإن بطاقة الطفل تجعلنا وتجعله في منأى عن أي خطأ أو حادث.
وعند عودة الأم نعطيها البطاقة لتعرف ما حدث خلال النهار وتبقى لدينا نسخة عنها. هذه تفاصيل تريح الأم وترد على أسئلتها.
- ماذا تسألين الأم قبل تسجيل طفلها؟
عندما تقتنع الأم وتطمئن إلى الحضانة، أطلب منها أن تخبرني عن طقوس طفلها اليومية وطقوسها لأعرف كيف أتعامل مع الطفل من دون أن أغيّر الروتين الذي اعتاد عليه.
كيف تهتم بطفلها؟ كيف يشرب؟ متى ينام؟ ما إذا كان قادرًا على إعلام الحادقة إذا أراد الذهاب إلى الحمام أم لا، وإذا غضب ما الذي يرضيه... بمعنى آخر نتحدث عن تاريخ الطفل.
- كيف يتم تعويد الطفل على الحضانة؟
أطلب من الأم أن ترافق طفلها في الأيام الثلاثة الأولى على أن تنفصل عنه تدريجًا. ولكن لا تدخل إلى صفه إنما تجلس في المكتب ، وتراه من وقت إلى آخر ويذهب مع والدته.
الهدف أن يشعر الطفل بأنه أتى إلى مكان ليلعب فيه ويعتاد عليه وعلى أترابه والمعلّمة. وفي اليوم الثالث نطلب من الأم أن تغيب ساعة وتعود لنعرف رد فعل الطفل عندما يسأل عن والدته، فلحظة الإنفصال هي الأهم لنعرف شخصية الطفل، وعندما تعود نتكلم على تفاصيل ساعة الانفصال ونرى كيف يمكن حلّ مشكلة غضبه عندما لا يجد والدته.
ومن ثم ننتقل إلى المرحلة الثانية حين تنفصل عنه والدته فور دخوله الحضانة، ويكون مكوثه تدريجيًا كل يوم أزيد نصف ساعة إلى أن يعتاد، وخلال أسبوع يكون قد تكيف مع الحضانة.
- من خلال خبرتك الطويلة في هذا المجال ما مدى اختلاف شخصيات الأطفال وسلوكهم من عام إلى آخر؟
إذا أردنا أن نتكلّم على طريقة تفكير الطفل، يمكن أن نقول إن الطفل صفحة بيضاء ونحن والأهل نملأها. من هذه النقطة أركز على أن السنوات السبع الأولى أهم سنوات لأنها تبني شخصية الإنسان، لذا من الضروري أن نعلّم الطفل الانفتاح ويكون سعيدًا ومرحًا ونوفر له الدفء والمحبة.
ويمكن القول إن شخصية الطفل لم تتغير ولكن الأسلوب التربوي عند الأهل قد اختلف. في السابق كان الطفل يهاب أكثر الراشد، فيما هو اليوم أقل مهابة، والسبب أن الأم بعد يوم عمل طويل مرهق لا تمنح الطفل وقتها الكافي، وللأسف أحيانًا الخادمة تهتم بتربية الطفل وتنفذ طلباته من دون رفض كي ترتاح هي أيضًا من تذمّره. لذا نلاحظ أن الأطفال لم يعودوا يدركون معنى أن هناك حدوداً عليهم التقيّد بها.
- هل تقبلين الطفل الذي لديه مشكلة سلوكية؟
حسب الحالة ومدى صعوبتها، إذ لا يمكن أن أقبل طفل حالته السلوكية سيئة جدًا لأنه قد يؤثر على بقية الأطفال، لذا أدرس الحالة وما إذا كان في إمكاننا ترويضه ليتكيّف مع محيط الحضانة. أما إذا كان التواصل مستحيلاً، فلا أقبله لأني لا آخذ على عاتقي هذه المسؤولية.
- ما رد فعل الأم عندما تقولين أن لدى طفلها مشكلة؟
هذا يعود إلى ثقافة الأهل، فهناك أهل يقبلون الملاحظات ويشكروننا على لفت انتباههم، فيما بعضهم يشعر بأنه مهان ونتدخل في خصوصياته.
ومن إحدى الحالات التي شهدتها في الحضانة طفلة لم تكن تتفاعل مع الأطفال وكانت تمضي وقتها مع ألعابها وحيدة مما جعلها متقوقعة كما يسمى في علم نفس الطفل ضمن الغرفة السوداء chambre noire، فوالدا البنت كانا متقدمين في السن وأتت بعد عشر سنوات ولا يوجد في العائلة أطفال من سنها.
استشرت الإختصاصية وأخبرت الأم عن المشكلة وتعاونا جميعًا الحادقة وأنا والإختصاصية والأهل وتخطّت هذه المرحلة بنجاح، وكان الأهل ممتنين.
- كيف تتصرفين مع الأم القلقة؟
الأم القلقة خصوصًا تلك التي تكون أما للمرة الأولى، تأتيني وتكون خائفة لأن تجربة الأمومة جديدة وتقلق من انفصال ابنها عنها ولو لساعات تخاف عليه لذا أعمل ما في وسعي لطمأنتها، فهذا حقها وأطلب منها ألا تتردد في أن تسأل عن كل ما يخطر في بالها وأجيبها وأحيانًا أطلب منها أن تبقى مع طفلها حتى يطمئن قلبها. فالطفل إذا شعر بأنها مرتاحة يثق بنفسه ويشعر بالراحة.
- ما هي المعايير التي لا يمكنك التهاون فيها؟
هناك حالات صحية لا يمكن أن أغضّ النظر عنها خصوصًا إذا كان الطفل رضيعًا تحت الستة أشهر، ولا أقبل رضعًا في فصل الشتاء لوجود الفيروسات فجهاز مناعتهم لا يكون قويًا كفاية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024