المرض والطلاق...
ثمة الكثير من المشكلات الصعبة التي يواجهها الأهل مع أبنائهم. بعضها مرتبط بالأهل أنفسهم، وأخرى سببها عوامل خارجية أو مدرسية أو مرضية... ولكن الحل دائمًا يأتي من الأهل الذين يحاولون مساعدة أبنائهم بشتى الوسائل. المشكلات يطرحها الأهل على الاختصاصيين الذين ينصحون بالحلول الممكنة.
- ابنتي(١٠ سنوات) خضعت لاختبار نفسي في المدرسة كشف وجود مشكلة تعانيها، فقد أظهر التشخيص أنها تمر بحالة توتر شديد وتحتاج إلى علاج. أنا لم ألاحظ شيئًا، و خائفة جدًا خصوصًا من أن تصاب بالأنوركسيا عندما تصبح في سن المراهقة لأنها تخشى السمنة كثيرًا. هل من نصيحة؟
يبدو جليًا في رسالتك أنك مرتعبة من نتائج الاختبار النفسي التي أشارت إلى وجود مشكلة نفسية عند ابنتك، وهذا ما يجعلك تشكين في نفسك وفي طريقتك في التربية، وتخشين على مستقبل ابنتك فتجعلين علاقتك بها مرهونة بما تفكرين.ذكرت في رسالتك أن ابنتك تبدو مرحة في المنزل ولكنها تعاني مشكلة في النوم، وأنها تأكل قليلاً خوفًا من السمنة وتتصرف بحماقة تتحملينها بصعوبة. وقلت إنها قلقة جدّا في المدرسة، ومنعزلة وبطيئة في الاستيعاب وتبكي بسرعة، فأنت لم تذكري سوى تاريخ ابنتك ولكن حددّت أمرين مهمين وهما أنها تقلق كثيرًا على صحة أبيها الذي يدمن الكحول، وتخاف ألا ترى أخاها الذي يبدو أنه لا يعيش معكم في المنزل نفسه. وكل هذه الأمور تتضمن أمورًا تؤدي إلى وجود مشكلة تعانيها ابنتك. يمكنك سيّدتي أن تتحققي من حالة ابنتك بنفسك من خلال وضعك لائحة بالأمور التي تقلقها وفي الوقت نفسه عليك الاستماع إليها. كيف هي علاقتها بوالدها؟ هل أعطتك المعلّمة تفسيرًا واضحًا لحالتها؟ كيف تصفين علاقتك بها؟ كيف تمضي يومها؟ ولماذا تتصرف بحماقة؟ هل تتقيد بالقوانين المنزلية؟ ومن وضعها؟ هل علاقتها جيدة مع صديقاتها؟ وهل أنت امرأة اجتماعية؟ هل هي مسؤولة عن أمورها الخاصة من دون مساعدتك كإنهاء الواجبات المدرسية مثلاً؟ فإذا كانت لا تنجز دروسها خلال الوقت المحدد فهذا مؤشر لأنها بطيئة الاستيعاب.إذا وجدت الإجابات الواضحة عن هذه الأسئلة وإذا وضعت الأمور في مكانها الصحيح فكل شيء سيكون منظمًا. فبالنسبة إلى الطفل كل شيء قابل للتغيير والتبدل خصوصًا أن ابنتك في مرحلة انتقالية بين الطفولة والمراهقة ومن الطبيعي أن تشعر بالقلق الذي يكون أحيانًا عابرًا، وأحيانًا أخرى راسخًا في شخصية الطفل. وفي كل الأحوال عليك استشارة اختصاصي يستطيع أن يستمع إلى مشكلات ابنتك ومساعدتها بالتعاون معكما أنت ووالدها كي تتخطى الصعاب التي تمر بها.
- ابني( سنتان ونصف السنة) لا يتكلم بل يكتفي بأن يشير إلى ما يريده. هل يعاني مشكلة؟
يتأخر الطفل أحياناً في الكلام بسبب الأهل الذين يلبون كل رغباته من دون أن يتكلم، وهذا ما يجعله يقتصد في كلامه فهو ليس مضطراً للكلام أو التعبير أو الدفاع عن نفسه بما أن كل ما يريده ينفذ. فإذا أراد مثلاً أن يشرب وأشار إلى أمه بيده يمكنها عوضاً عن تلبية رغبته فوراً، أن تسأله ماذا تريد؟ وإذا أعاد الإشارة ترد: «لا أفهم عليك قل لي ماذا تريد». تسأله «لماذا أحضرت الكوب؟ آه هل تريد ماء ؟ أنت عطشان». فمن السهل تلبية رغبته ولكن من الضروري تحفيزه على الكلام. لذا فإن إرسال الطفل إلى الحضانة في هذه السن أمر جيد لأنه يعوّد الطفل على كل هذه الأمور. فالحضانة تضع الطفل في موقع أنه ليس ملكاً والكل في خدمته، بل هناك أطفال مثله والكل لديهم الحقوق نفسها. مثلاً إذا كان يلعب بالكرة وجاء طفل آخر أخذها منه سوف يعترض.فإذا شعرت بالقلق عليك استشارة اختصاصي الذي يطلب إجراء فحوص طبية للتأكد من أن الطفل لا يعاني مشكلة سمع، أو لديه تشوه مثل شق الشفتين أو شق الحلق. و بعد خضوعه لعملية جراحية تقوّم هذا التشوه يستطيع الطفل التكلّم في شكل أفضل مع التقويم. وعموماً الاستشارة في سن السنتين ليست مضرة حتى وإن لم يكن يعاني تشوّهاً أو مشكلة عضوية.
- منذ خمسة عشر يومًا، بدأ سلوك ابني(٦ سنوات) يتغيّر. فعندما يحل المساء يصاب بحالات هلع ويرجوني ألا أتركه وحده. أشعر بأنني بدأت أفقد صبري، هل عليّ أن أبقى معه في غرفته أم أتركه؟ وماذا أقول له؟
يحدث أحيانًا أن نتعامل مع الأشخاص كما لو أنهم آلات، وإذا أردنا إصلاح العطل الطارئ عليها علينا في البداية أن نفهم سبب العطل. والذي يحدث مع ابنك مسألة لم تفكّري فيها أو تطرحي سؤالا حولها. «ما هو سبب خوف ابني؟» ومع ذلك يبدو لي أن سببه أمران، فهذا الخوف ظهر فجأة وبشكل شديد الحدة ما يعني أنه جاء نتيجة حدث معيّن. ولكن هذا الحدث إذا كان موجودًا فإنه منبثق من مشكلة داخلية صعبة. فارتباط زوجك بامرأة أخرى تاركًا لك مسؤولية طفلكما قد يكون السبب.ولكن ذكرت في رسالتك (التي لم تنشر كاملة) أن ابنك أصيب بمرض في عينه سبب له سوء رؤية، وقد يكون هلعه المفاجئ مرتبطًا بهذا المرض، والخوف من أن تتركيه في الغرفة وحده، قد يكون سببه الخوف أنه لن يراك مرة أخرى. وهذا الخوف يمكن فهمه. فمن منا لا يخاف من أن يصبح يومًا كفيفًا؟ وأزمة البكاء التي تصيبه خلال الليل قد يكون سببها الرئيسي الطريقة التي اُستقبل فيها في مركز العيون. هل تحدثوا إليه في شكل لطيف؟هل شرحوا له حالته المرضية وإمكان تطورها؟ هل سمحوا له بالتعبير عن قلقه ومخاوفه؟
سيدتي ابنك في حاجة إلى أن تصغي إليه، وكذلك أنت عليك الاستماع إلى ما يقوله. فمن المؤكد أن مرضه يسبب لك ألمًا عميقًا. لذا عليك أن تطلبي مساعدة والده، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا عليك استشارة اختصاصي.
- قررنا أنا وزوجتي الانفصال ونحن في طور إنجاز معاملات الطلاق. كيف يمكنني أن أُعلم ابني( ٤ سنوات) بطلاقنا؟ هل يجدر بنا أن نقول له الحقيقة إننا لم نعد أنا وأمه نحب بعضنا؟ أم نخفيها؟
من المهم جدًا أن تقول لابنك حقيقة طلاقكما، فهو في كل الأحوال يدرك في لا وعيه السبب لأنه يشعر بعدم انسجامكما. والكذب أو إخفاء الحقيقة يعود بالضرر عليه وعليكما معًا. وعلى عكس ما تظن فإن إعلامه بالحقيقة يُشعره بالأمان وبأنه ليس السبب وراء طلاقكما. فبهذه الطريقة تسمح له بالتعبير عما يشعر به عندما يكشف ما بداخله. فكثيرًا ما يظن الأبناء خصوصًا الأطفال أنهم هم سبب الخلافات بين والديهما، مما يشعرهم بالذنب وبالتالي بالقلق الذي يصل أحيانًا إلى حد الاكتئاب. وأجد أنه لا يكفي أن تقول لابنك أنكما انفصلتما لأنكما لم تعودا تحبان بعضكما، فهذه الجملة يصعب على الطفل فهمها، بل عليك أن تشرح له الأمر كأن تقول له إنكما أنت ووالدته كنتما تعرفان بعضكما قبل أن يولد، وأنكما تزوجتما لأنكما تحبان بعضكما، وأردتما إنجاب أطفال. ولكن الذي حدث راهنًا أن الحب تلاشى إلى درجة أنكما لم تعودا تستمعان إلى بعضكما لذا قررتما الطلاق. ورغم ذلك ما زلتما تحبانه وستبقيان إلى جانبه مدى الحياة لأنكما والداه، وأنكما ستهتمان به مهما حدث. فهذه المعلومات تساعد طفلك في البوح بما يشعره به عاجلاً أم آجلاً. وعليك في الوقت نفسه الاستماع إلى ما يقول لتتفهم مشاعره، وإذا كان في الإمكان ضع الأمور في نصابها الصحيح. فكما ذكرت بعض الأطفال يشعرون بالذنب ظنًا منهم أنهم السبب وراء طلاق والديهما ، وبعضهم يقف بجانب أحد والديه فيصبح جزءاً من الصراع، وبعضهم الآخر يحاول أن يواسي أحد الوالدين. عندما يشرح للطفل معنى الطلاق، وإذا كانت حضانته لأحد الوالدين سوف يكون الأمر محزنًا بالنسبة إليه ولكن ليس مدمرًا لشخصيته. وأخيرًا، عليك وزوجتك أن تتجنبا الصراع والشجار ومحاولة جعل الطفل يميل إلى أحدكما، بل عليكما أن تدركا أنه لا يجوز أن تحوّلا الأبناء إلى طرف في النزاع بينكما. فالطلاق لا يجوز أن يكون كارثة تحل على الأطفال، وإلا انطبق على حياتهم المثل القائل:« الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون».
شاركالأكثر قراءة
أخبار النجوم
نجوى كرم وناصر القصبي وباسم يوسف يكسرون قواعد...
أخبار النجوم
خاص "لها" - تطورات الحالة الصحيّة لمحمد منير
إطلالات النجوم
ياسمين عبد العزيز تستعرض رشاقتها ببدلة كلاسيكية
إطلالات النجوم
جينيفر لوبيز تتلألأ بـ Bodysuit في حفل إيلي صعب
إطلالات النجوم
زندايا تشعر بالقلق من إطلالاتها على السجادة...
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024