تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

امتحانات الفصل الأول قلق وتوتر

مع اقتراب موعد امتحانات فصل الأوّل تتصاعد وتيرة التوتر عند التلميذ، وكلما زادت حدة توتره يتحوّل التوتر إلى قلق، يشوش تفكيره ويشله. ودور الأهل  دعم الطفل معنوياً ومدّه بالمحبة والعاطفة اللتين يحتاجهما, ومنحه الثقة بنفسه وبقدراته والتأكيد له أن محبتهم له غير مرتبطة بأدائه المدرسي، و القيام بكل ما في وسع الأم كي تساعد ابنها على التخلص من القلق.

 

لماذا ينتاب التلامذة الخوف من الامتحان؟

الخوف من الامتحان طبيعي، ولكن إذا كان التلميذ قد استعد بشكل جدي لامتحاناته وقام بكل ما هو مطلوب وكان مستوعباً للبرنامج  المدرسي، فإنه لن يصاب بالقلق أو التوتر. بيد أن شعور الطفل بالقلق من الامتحان أو المسابقات الأسبوعية غالباً ما يكون  سببه قلق الأهل وخوفهم الذي ينتقل إليه،  فيعيش في هاجس الخوف من الإخفاق في الامتحان لأن ذلك سيغضب والديه. فالأم القلقة مثلاً التي تسأل طفلها باستمرار عن علاماته المدرسية وما إذا كانت علامته أعلى من صديق له تجعله قلقاً, وإذا قال لها كلا يكون جوابها هل رأيت لماذا أحبك؟ أو إذا أجابها أن هناك من نال علامة أعلى منه تشعره بعدم الرضى عنه, حينها يشعر الطفل بأن محبة والديه مرتبطة بعلاماته المدرسية, ويصير قلقاً إلى درجة الخوف من الإخفاق في المرة الثانية لأنه سيفقد محبتهما وعنايتهما.

 وهناك خوف سببه التقويم السلبي الذي يُشعر الطفل بالدونية وبفقدان الرابط العاطفي بوالديه,  ويزيد من هذا الشعور مقارنته بشقيقه خصوصاً إذا كان هذا الأخير متفوقاً في المدرسة أو العكس, فحين يرى الطفل المتفوق تعرض شقيقه لإهانات من والديه يخاف من تعرضه هو للموقف نفسه. هذه الممارسات الخاطئة في التربية تسبب للطفل قلقاً يصل إلى درجة الخوف من أي واجب مدرسي سيقوم به سواء كان امتحانا أو بحثاً مدرسياً. فيصير البيت بالنسبة إليه مكاناً غير آمن, ويشعر بفقدان دفء الوالدين بسبب حضور شبح المدرسة والامتحان في المنزل.

 

 

ما هي المعايير التي يمكن اعتمادها لزيادة حظوظ النجاح؟

من المعلوم أن النجاح في المدرسة عموماً والامتحانات خصوصاً يرتكز على تقيد التلميذ بإنجاز فروضه المدرسية بشكل يومي خلال الفصل المدرسي، وهذا منطقي ولكن في الوقت نفسه قد يصعب تحقيقه، فهناك الكثير من التلامذة يميلون إلى تأجيل مراجعة دروسهم إلى وقت لاحق. ولتسهيل الأمر على التلميذ، هناك طريقة بسيطة وهي تحديد الوقت الذي على التلميذ أن يوقف دروسه فيه. فمثلاً إذا بدأ الدرس عند الرابعة يحدد توقيفه عند الثامنة، مهما كان كم الدرس المتبقي. وهكذا حتى لو شرع في إنجاز فروضه عند السادسة والنصف عليه أن يتوقف عن العمل عند الثامنة.

 

وقد تسأل أم أين الإفادة من ذلك فالتلميذ لن ينهي الفروض المتوجبة عليه؟

يجيب الاختصاصي: صحيح، ولكن هذا يعوّد التلميذ على عدم التهاون بالوقت، وتنظيم طريقة الدرس والعمل جاهداً حتى ينهي كل فروضه قبل الموعد المحدد. ومع الوقت سيعتاد التنظيم والاستفادة من الوقت وعدم التلكؤ. وعوضاً عن التفكير في التأجيل يفكر أن عليه إنجاز واجباته قبل الموعد الذي حدد له.

كما يمكن التلميذ اختبار طريقته المثلى في الاستعداد للامتحانات. فهل قراءة الدرس هي الطريقة الفعالة بالنسبة إليه؟ أم المذاكرة؟ أم الكتابة؟ أم كتابة تلخيص عن الدرس؟ أم كتابة تمارين؟ هل من الأفضل له الدرس عند الصباح أم المساء؟ هل يفضل الدرس وحده أم ضمن مجموعة من أصدقائه؟ هل يفضل أن يكون لديه مشرف؟

وإذا كان الامتحان شفهياً فهذا يعني أن عليه المذاكرة. لذا يمكن التلميذ أن يتلو ما حفظه على أخيه أو أمه. فهذا يعوّده على الإجابة عن الأسئلة من دون خوف فضلاً عن أنه يساعده على توقّع جميع الاحتمالات أثناء الامتحان الشفهي.

 

 

ماذا عن الكمبيوتر والإنترنت؟

يمضي الكثير من المراهقين وقتاً طويلاً أمام الإنترنت يتصفحون مواقعها ويغوصون في جديدها وإضافاتها التكنولوجية التي في الغالب لا يعرف عنها الأهل شيئاً، مما يجعلهم قلقين من صفحات الشبكة الإلكترونية.

يشكل الإنترنت وسيلة رائعة للطفل والمراهق والراشد على حد سواء  يستعملونها بسهولة وبمهارة عالية.  وفي المقابل تخفي هذه الشاشة أخطاراً مقلقة، فالإفراط في الجلوس إليها يعود بالضرر على العلاقات الاجتماعية والعائلية، وعلى النتائج المدرسية. فضلاً عن وجود بعض المواقع التي تسوّق لأفكار عقائدية غالباً ما تكون خطرة تؤثر في فكر المراهق وسلوكه.

 

 

لذا فإن على الأهل توخي الحذر وحماية أبنائهم، ويكون ذلك على الشكل الآتي:

  • فرض وقت محدد للجلوس إلى الكمبيوتر والإنترنت والتلفزيون. فالطفل أو المراهق عليه أن يخصص وقتاً للواجبات المدرسية والنشاطات الرياضية والعلاقات الاجتماعية ومن ضمنها أفراد العائلة والأصدقاء
  • تفعيل ميزة مراقبة البريد الإلكتروني والأبواب الجديدة التي يدخلها الطفل أو المراهق, وهذه الميزة مجانية. فهذه الميزة كفيلة بمنع المواقع الإلكترونية التي تحمل أفكاراً خطرة، كما أنها تحد من استقبال مواقع لا علاقة لها بموضوع البحث.
  • عدم السماح للطفل بأن يدخل إلى أحد المواقع الإلكترونية من دون رقابة الأهل. وعدم السماح له بالتنقل من موقع إلى آخر أو المشاركة بلعبة على الإنترنت أو محادثة جماعية فهو قد يلتقي أناساً لديهم أيديولوجية معيّنة أو نوايا سيئة أو قد يلج مواقع غير أخلاقية.وإذا كان الأم أو الأب يشارك ابنه دخول الموقع الإلكتروني فمهمته ليست فقط منع هذا النوع من المواقع بل عليه أيضاً أن يشرح له السبب بشكل علمي.
  • مناقشة الابنة أو الابن بشكل مستمر في المواقع الإلكترونية التي تهمّه، وتهم الأهل أيضاً. الهدف من ذلك هو بناء علاقة متبادلة ومشاركة في النشاطات الموجودة على الشبكة الإلكترونية. كما يجدر بالأهل أن يصروا على مناقشة أخطار اللقاءات الإلكترونية السيئة والتي يصعب مراقبتها وإن كانت توجد ميزة المنع الإلكتروني. فهذا النوع من اللقاءات يحدث عبر المحادثة الفورية أي «التشات».
  •  يجب التأكد أن ألعاب الكمبيوتر أو تلك التي تقدّمها بعض المواقع الإلكترونية مجاناً، مناسبة لسن الطفل وقدراته. علماً أن العاب الكمبيوتر تذكر السن المناسبة على العلبة الحافظة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079