تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

ما لا تعرفه عن الشاي وفوائده

اشتهر الشاي منذ ما يقارب 2000 عام، وازداد انتشاره قبل 400 سنة، ليحتل مكانة مرموقة خلال السنوات العشرين الأخيرة.  وقد عرف الشاي «الفرط» في السعودية أولاً قبل أن تدخل أكياس الشاي عن طريق الشركات التجارية المختلفة التي تتنافس على تقديم الأجود من الشاي لتختلف ألوانه ونكهاته ما بين الأسود والأحمر والأخضر والأبيض، وما بين المنكه بالفواكه والياسمين والعسل والتوابل وغيرها.  وبيّنت دراسة حديثة أن حجم الاستهلاك السعودي من الشاي هو نحو 7 ملايين كوب يومياً، ما يعني كوباً ونصف كوب لكل فرد.  ما هي فوائد الشاي التي أثبتتها الدراسات العالمية؟ وما الكمية المحددة للفرد في اليوم؟ سؤالان وسواهما في حديث مع استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية سابقا الدكتور خالد المدني.


عرّف المدني الشاي كالآتي: «أوراق أو براعم أوراق لنبات اسمه العلمي كاميليا سلين، ويأتي بعدة أنواع أهمها الشاي الأخضر والأحمر. الشاي معروف منذ اكثر من 2000 سنة، وكان هناك لدى الطبقة الارستقراطية في أوروبا ما يسمى وقت الشاي الذي تتجمع خلاله النسوة. وخلال العشرين سنة الأخيرة وجدنا أن هناك زيادة في الأبحاث الخاصة بالشاي ومكوناته» .
وعن كيفية تحضير الشاي قال:» كل أنواع الشاي تخرج من نبته واحدة، وبناء على عملية الحصاد يختلف الشاي من الأخضر إلى الأحمر إلى الأو لونغ تي. فمثلا الشاي الأخضر يتولد عن التسخين ثم الفرط  والتجفيف، فنجد أنه لم يمر بأي مرحلة تخمر، بعكس الأو لونغ تي الذي يخضع للتسخين ثم التقليب، فعملية تخمر بسيط. وهذا يمثل نسبة أقل من 2 في المئة من أنواع الشاي، فيما يمثل الشاي الأخضر 20 في المئة، ليأخذ الشاي الأحمر النسبة الباقية».


دراسة: الشاي الأحمر يقي من أمراض القلب والأخضر يخفض الدهون

أكد عدد من الأبحاث، كما ذكر مدني، أن الشاي الأحمر يزيد اليقظة والتنبيه والتركيز، ويمثل نوعاً من الوقاية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية، بينما يعمل الشاي الأخضر على خفض نسبة الدهون والوقاية من أمراض السرطان.
وأظهرت الدراسات التي أجريت على مجموعة متجانسة من النروجيين أن الخطورة الناتجة عن الوفاة بسبب الإصابة بأمراض القلب التاجية هي أقل بنسبة 36 في المئة لدى الرجال الذين يتناولون أكثر من كوب من الشاي يوميا مقارنة بالرجال الذين لا يستهلكون الشاي على الإطلاق.

وذكرت الدراسة ذاتها أن تناول الشاي يرتبط بانخفاض حالات الجلطة، وأن مكونات الشاي تملك خصائص مضادات الأكسدة الفعالة وقد تمثل وقاية من الإصابة بأمراض الأوعية القلبية من خلال عدد من الآليات، ومنها منع أكسدة الشحوم البروتينية المنخفضة الكثافة.
وأضاف أن مركب الفلافونويدات يعمل على تثبيط تكدس الصفائح الدموية، كما يعمل على منع التخثر في الشريان التاجي. إلا أن هذه النتائج لا تزال تلقى اهتماما ودراسات أكثر. ( المصدر نشرة التغذية الصحية الدورية الإصدار التاسع ) فيما أكدت دراسات أخرى أن الشاي الأخضر يعمل على تثبيط الأورام الناتجة عن التأثير الكيميائي في سرطان الأمعاء الغليظة، ومقدمة أعلى المعدة، الكبد، الرئة، والأنسجة الثديية.


الشاي في العالم

يختلف تناول الشاي على مستوى العالم تبعا لاختلاف الثقافات والبلدان، فمثلا هناك دول غالبا ما تستخدم الشاي الأخضر والتي منها الصين، واليابان، وتركيا، والمغرب.
وهناك دول تفضل الشاي الأحمر كما هو الحال في الدول الأوروبية والشرق الأوسط والهند.
وحتى طريقة تناول الشاي لها طقوس معينة، ففي اليابان طقوس محددة في استخدام الشاي الأخضر المضاف إليه الياسمين. الهند، مثلاً، تستعمل الشاي الأحمر مع التوابل والسكر. وفي انكلترا يستخدمون الشاي الأحمر بإضافة الحليب المركّز والسكر. وفي أميركا يتناول كثر الشاي بصيغة مشروب بارد منعش.


المشروب الثاني بعد الماء

يقول مدني: «تعد المياه المشروب الأول في كل دول العالم، وعلى الفرد أن يستهلك يوميا ما بين 8 و 10 أكواب. ويأتي الشاي المشروب الثاني مباشرة بعد المياه في كمية الاستهلاك. وهناك بعض الاعتقادات الخاطئة لدى شريحة من المجتمع تفيد بأن تناول كمية من الكافيين يؤدي إلى الجفاف من حيث أن هذه المادة تعمل على زيادة التبول، إلا أن الدراسات أثبتت أن تأثير الكافيين يعتمد على الجرعة المتناولة، فتناول 250 مليغراماً وأكثر يمكن أن يؤدي إلى جفاف، ولكن إن كانت النسبة معتدلة وبشكل متفرق تكون مفيدة، فمثلا شرب أربعة أكواب من الشاي خلال اليوم يعادل شرب الماء تماما».

ومن الأفكار الخاطئة أيضا أن الشاي يسحب الدم من الجسم، وأنه يعمل على تكسير الحديد. وعن هذه الفكرة الخاطئة قال: «للحديد مصدران مهمان هما الحيوان والنبات، والمعروف أن الحديد المستمد من العامل الحيواني لا يتأثر أبدا بالشاي، ولكن الحديد من مصدر نباتي يصل امتصاصه إلى 5 في المئة، هو المتأثر بشكل مباشر من كثرة شرب الشاي». وأوضح أن من يتناول غذاء متوازناً وصحياً لن يتأثر بشرب الشاي، لأن كمية الحديد في الجسم ستكون طبيعية ومتوازنة. ونصح من يتناول الحديد من مصدر نباتي بشرب الشاي بعد تناول الوجبة بفترة لا تقل عن ساعة حتى لا يتأثر الحديد به.

أيضا من الأفكار الخاطئة أن الشاي يؤدي إلى تسوس الأسنان، والحقيقة أن إضافة السكر إلى الشاي هي ما يؤدي إلى التسوس. والعكس صحيح لأن الشاي يقوي نسبة الفلورايد مما يعني أنه يحمي الأسنان من الالتهابات والتسوس.
بل أكدت الأبحاث أن الشاي يعمل على زيادة نسبة التركيز والحيوية والهدوء. وأجريت حديثاً دراسة على عدد من السيدات اللواتي يتناولن ما يقارب عشرة أكواب من الشاي يوميا، فتبين أن لديهن زيادة في العمر تقارب سبع سنوات. إضافة أن أبحاث أخرى أكدت أن تناول الشاي يعمل على الوقاية من السرطان بكل أنواعه.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078