لكل مشكلة صحية أطعمتها الشافية
هل تعلمين أنه يمكن تفادي الأمراض السرطانية، والأمراض القلبية الوعائية وداء ألزهايمر عبر تناول أطعمة معينة؟ لكن ما هي هذه الأطعمة؟ إليك أجوبة الخبراء...
الوقاية خير من ألف علاج. وبات العلماء مقتنعين أن الحلّ يمرّ عبر الصحن! فقد أثبتت دراساتهم وجود رابط بين الغذاء واحتمال التعرض للسرطان والأمراض القلبية الوعائية وداء ألزهايمر وأمراض الدماغ. واللافت في هذه الأبحاث أن الأطعمة المفيدة للقلب هي أيضاً مفيدة للدماغ ولمحاربة السرطان. لذا، ينصح الاختصاصيون دوماً باستهلاك الأطعمة الغنية بالفلافونويد مثل بعض أنواع الفاكهة الحمراء، والكاكاو، والشاي الأخضر والأسود... هل تكون هذه أول العناصر في قائمة الطعام الصحية المحاربة لكل الأمراض؟
السرطانات «حساسة» لأسلوب العيش
أظهرت الدراسات العلمية أن 30 في المئة من السرطانات يمكن تفاديها عبر ممارسة نشاط جسدي معين، وتناول غذاء متوازن ومتنوع.
- يؤكد الأطباء أن الفاكهة والخضار تأتي في أولوية الأطعمة المفيدة لمحاربة السرطانات. فقد تبين أن الاستهلاك المنتظم للفاكهة والخضار يحمي من سرطانات الجهاز الهضمي، وخصوصاً سرطان القولون والمستقيم بسبب احتوائها على الكثير من الألياف. وبالإضافة إلى الخصائص المضادة للتأكسد، تحفز الفاكهة والخضار جهاز المناعة، وتقمع تكاثر الخلايا، وتبطل بعض المواد السامة، وتنظم الهرمونات. كما تعتبر الخضار مصدراً ممتازاً للفيتامين B9 الذي يؤثر في قلب الخلايا. إلا أن عدداً قليلاً من الأشخاص يلتزم لسوء الحظ بالكمية الموصى بتناولها يومياً من الفاكهة والخضار، أي الحصص الخمس.
- تبين أن الإكثار من تناول الملح يحفز الإصابة بسرطان المعدة. والمؤسف أن 70 في المئة من الملح مخبأ في الخبز، والبيتزا، واللحوم المصنعة، والأجبان، وحتى الحلويات. ويقول الأطباء إن الملح يتلف الغشاء المخاطي للمعدة ويحمي مواد أخرى مسببة للسرطان أو بكتيريا مثل Helicobacter pylori مسؤولة عن قرحة المعدة.
- اللحم الأحمر واللحوم المصنعة مضرّة للقولون، وفي حال الإكثار من تناولها يزداد خطر التعرض لسرطان القولون والمستقيم. وتشير الدراسات إلى أن الخطر يرتفع بنسبة 29 في المئة في كل حصة 100 غ من اللحم الأحمر يومياً، وبنسبة 21 في المئة في كل حصة 50 غ من اللحوم المصنعة. فاللحوم الحمراء واللحوم المصنعة تولد، عبر آلية التهاب، إنتاج الجذور الحرة والمركبات المسببة للسرطان. لكن لا بد من الإشارة إلى أن اللحوم تحتوي أيضاً على مواد مغذية أساسية مثل البروتينات، والحديد، والزنك، والفيتامين B12. يجب إذاً تناولها باعتدال ومن دون إفراط.
- الرمان ممتاز لمحاربة سرطان البروستات نظراً لمكوناته المضادة للتأكسد. فقد أظهرت الدراسات أن الاستهلاك اليومي لعصير الرمان يثبّت معدل PSA (مؤشر سرطان البروستات) ويقمع تكاثر الخلايا السرطانية. وينصح الأطباء بتناول عصير الرمان لأنه غني أيضاً بالبوليفنولات، منها 40 في المئة فلافونويد، تقمع التوتر المؤكسد المسؤول عن السرطان.
- هل صحيح أن شواء اللحم والأطعمة الأخرى فوق الفحم يحفز الإصابة بالسرطان؟ لم تتوصل الدراسات العلمية إلى نتائج حاسمة في هذا الصدد، لكنها تؤكد أن الطهو بالووك (المقلاة الصينية الكبيرة) ليس صحياً جداً مثلما يظن البعض، لا بل إنه يحفز الإصابة بسرطان الرئة. يعزى ذلك ربما إلى شكل مقلاة الووك الذي يجعل الزيت يسخن حتى حرارة مرتفعة جداً، مما يولد مركبات مؤذية للصحة.
الأمراض القلبية الوعائية
يؤكد الأطباء أن الغذاء المنوع والمتوازن قادر على الحؤول دون ثلث حالات الذبحة القلبية! فقد تبين أن نسبة الوفيات من مرض القلب عند الأشخاص الذين تعرضوا قبلاً لذبحة قلبية واعتمدوا غذاء صحياً متوازناً تنخفض بنسبة 70 في المئة تقريباً مقارنة مع الأشخاص الآخرين الذين لا يتبعون أية حمية معينة. والحمية الغذائية المثالية لمحاربة الأمراض القلبية الوعائية هي تلك التي تحتوي على السمك، والكثير من الفاكهة والخضار، وزيت الزيتون بدل الزبدة. وفي فنلندا، مثلاً، التي كانت فيها الوفيات مرتفعة جداً نتيجة أمراض القلب والشرايين، انخفضت الوفيات بنسبة 55 في المئة تقريباً عند الرجال و68 في المئة عند النساء بعد فرض الحمية الغذائية المتوازنة في سياستها الصحية.
- الفاكهة والخضار مفيدة للتوتر. فقد تبين أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الفاكهة والخضار يعانون بنسبة أقل من أمراض القلب والشرايين لأن الفاكهة تخفض ضغط الشرايين وتسهم أليافها في خفض معدل الكولسترول.
- أحماض أوميغا 3 ضرورية للشرايين. فهي تزيد سيولة الدم، وتخفف تكوّن الصفائح المسؤولة عن الحوادث القلبية الوعائية. وأظهرت الدراسات الحديثة أن أحماض أوميغا 3 الموجودة في ثمار البحر هي الأكثر فائدة على الإطلاق.
- الأحماض الدهنية المشبعة، تلك الدهون السيئة الموجودة خصوصاً في مشتقات الحليب، غير سيئة جداً مثلما يظن البعض. فقد أعاد العلماء النظر في الرابط الموجود بين الأحماض الدهنية المشبعة والأمراض القلبية الوعائية. بالفعل، تبين أن الأشخاص الذين يتناولون مقداراً أقل من الدهون المشبعة يزيدون في المقابل استهلاكهم من الأطعمة الغنية بالسكر، وليس هذا أفضل لا بل أسوأ. والواقع أنه لا يمكن المساواة بين كل الأحماض الدهنية المشبعة، لكن النوع الأسوأ هو ذلك المشتق من زيت النخيل، الموجود كثيراً في الأطعمة المصنعة (مثل الشوكولا الزهيدة والبسكويت والأطباق الجاهزة...). لذا، بدل التركيز على الدهون الحيوانية مع استبعاد الجبنة من قائمة الطعام، يفضل الحرص على التوازن بين مختلف المواد الدهنية.
- التريغليسيريد، تلك الدهون التي تتحرك في الدم مثل الكولسترول، مسؤولة عن نسبة مهمة من الأمراض القلبية الوعائية. إلا أن مصدر هذه الدهون مختلف إذ تأتي من السكريات في الأطعمة ذات مؤشر السكر المرتفع، مثل البطاطا والسكاكر والخبز الأبيض والمشروبات الحلوة. وعند تناول هذه الأطعمة بكميات مفرطة، ينخفض مستوى الكولسترول الجيد ويرتفع مستوى التريغليسريد السيء في الدم. لذا، توصي الجمعية الأميركية لأمراض القلب بخفض كمية السكريات المضافة إلى الأطعمة.
داء ألزهايمر
يمكن التأثير إيجاباً في داء ألزهايمر عبر تغذية الدماغ. فقد تبين أن كل الأطعمة المفيدة لجهاز القلب والشرايين مفيدة أيضاً للدماغ وداء ألزهايمر. وتعتبر الحمية الغذائية المتوسطية الأفضل على الإطلاق في هذا المجال، إذ تبين أنها تؤخر ظهور داء ألزهايمر خمس سنوات تقريباً، ما يعني خفض عدد الحالات إلى النصف.
- الكولسترول "الجيد" واقٍ. نعرف جميعاً الرابط بين ارتفاع ضغط الدم وداء ألزهايمر. وتبين أخيراً أن المعدل المرتفع من كولسترول HDL (أي الكولسترول الجيد) يخفف خطر التعرض لداء ألزهايمر. فالدماغ يستهلك الأوكسيجين، والكولسترول الجيد يحفز تزويد الدماغ بالأوكسيجين عبر منع انسداد الأوعية الدموية.
- أوميغا 3 مفيدة أيضاً لداء ألزهايمر. فالأشخاص الذين يكشفون عن معدلات مرتفعة من أوميغا 3 يكونون عادة أقل عرضة للخَرَف أو داء ألزهايمر. بالفعل، تنتقل أوميغا 3 بسهولة من الدم إلى الدماغ وتؤثر في أغشية الخلايا العصبية ووظيفتها.
- إن استهلاك ثلاثة فناجين فقط من القهوة كل يوم يحمي دماغ النساء من التقهقر الإدراكي. وينجم هذا التأثير الإيجابي عن تأثير الكافين في مستقبلات الدماغ. لكن هذه الحقيقة لا تنطبق أيضاً على الرجال. لكن عصير التوت ممتاز لتحسين ذاكرة الرجال، ويعزى ذلك خصوصاً إلى غناه بمضادات التأكسد.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024