التغذية السليمة لمريضة سرطان الثدي
تجد مريضة سرطان الثدي صعوبة في تناول الطعام في فترة العلاج. فالشعور بالغثيان أمر طبيعي بعد الخضوع للعلاج الكيميائي. لكن هذا لا يعني أنه يمكن المريضة أن تتساهل في مسألة التغذية وأن تتقبل فكرة أنها عاجزة عن الأكل في هذه المرحلة. فالغذاء السليم لا يسمح بتقوية جسمها ويساعدها في مواجهة المرض والعلاج فحسب، لا بل يمكنها أن تكافح أعراض العلاجين الكيميائي والشعاعي وتعالجها بواسطة الغذاء السليم. اختصاصية التغذية اللبنانية جهينة دواليبي أوضحت أن التغذية السليمة سلاح في يد المرأة لمواجهة المرض والعلاج.
للعلاجين الشعاعي والكيميائي أثر كبير على جسم المرأة ويساهمان في النحول الزائد نتيجة فقدان الشهية والغثيان بعد جلسات العلاج. وبحسب اختصاصية التغذية جهينة دواليبي، أظهرت دراسات عدة أن التغذية السليمة تساعد الجسم على مقاومة المرض وتقبل العلاج بشكل أفضل. كما تشعر المريضة بتحسن وتقاوم الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج. وتقول دواليبي: «عند الخضوع للعلاج الشعاعي تحترق أحياناً أعضاء محيطة بالخلايا السرطانية المستهدفة ومنها منطقة البلع، مما يزيد صعوبة تقبل المريضة للطعام. هذا إضافةً إلى الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج كالتقيؤ والغثيان وفقدان الشهية وجفاف الفم وصعوبة البلع وزيادة الالتهابات نتيجة ضعف المناعة».
لكن هذا لا يعني ان على المريضة أن ترضخ لهذا الواقع وتمتنع عن الأكل، بل ثمة طرق عدة ونصائح يمكن أن تستعين بها لتحسّن أكلها، وأهمها:
- يجب توفير محيط مريح لها لتشعر بالاسترخاء والراحة أثناء الأكل.
- يجب تقديم الأكل بطريقة منظمة ومرتبة بكميات قليلة لتتحسن شهيتها.
- يجب خفض كمية الملح في الطعام لأن المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي يعانون عادةً من انحباس السوائل في الجسم. لذلك ينصح بخفض كميات الملح في الطعام لتجنب هذه المشكلة التي تؤدي إلى زيادة الوزن.
- يجب تأمين وجبات صغيرة دائمة للمريضة غنية بالوحدات الحرارية والبروتينات لتوفير الغذاء الكامل لجسمها.
- يمكن إعطاؤها مغلفات البروتينات الغنية بالفيتامينات لتقوية جسمها وتأمين كل المكونات التي يحتاجها الجسم بكثرة أثناء الخضوع للعلاج.
- ينصح بتقديم الوجبات الصغيرة والخفيفة كالمهلبية والأرز بالحليب والكاسترد كونها مغذية وتفتح الشهية ويشعر معظم المرضى برغبة في تناولها.
- يجب أن يكون الطعام غنياً بالبروتينات والنشويات والحليب واللبن (الزبادي) والأرز بشكل أساسي.
- يمكن تقديم الدجاج والسمك واللحم الأحمر ثلاث مرات في الأسبوع إذا تقبلتها المريضة، إلى جانب السلطة مع الجبنة لزيادة كمية البروتينات في الوجبة.
- يمكن بين الوجبات الأساسية تقديم "التوست" مع الجبنة أو كوب من اللبن لتأمين المزيد من البروتينات في الغذاء.
بشكل عام ينصح بأن تتناول المريضة الطعام الغني بالأرز والحليب أو اللبن مرتين في الأسبوع واللحوم مع السلطة ثلاث مرات في الأسبوع، إذا تقبلتها، والحبوب مرتين في الأسبوع.
أما بالنسبة الى المريضة التي تعاني صعوبة في البلع فيمكن أن تتناول الأطعمة نفسها بعد هرسها.
يجب تقديم عناية خاصة بنظافة الأكل بحيث يكون لوح تقطيع اللحوم مختلفاً عن ذاك الذي يتم تقطيع الخضر عليه. كما أنه يجب طهو الطعام على حرارة عالية لقتل الجراثيم فيه. أما بالنسبة الى الخضر والفاكهة فيجب تعقيمها والأفضل تناولها دون قشرة. ويجب أن تشرب المريضة المياه المعدنية.
يساهم علاج الهرمونات في حالات معينة في الإصابة بترقق العظام. لذلك تُنصح المريضة بالإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، إلى جانب مكملات الكالسيوم والفيتامين "د" التي يصفها لها الطبيب.
من الممنوعات
من جهة أخرى تشير دواليبي إلى أنه لا ينصح بتقديم أطعمة معينة للمريضة في هذه المرحلة لأسباب مختلفة، فإما أنها لا تتقبلها أو أنها تسيء إليها بطريقة أو بأخرى. ومن الأطعمة الممنوعة:
- لا تتقبل المريضة الحامض والمالح.
- لا تتقبل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
- لا تتقبل المقليات لأنها ثقيلة على المعدة ويصعب هضمها.
- ينصح بالامتناع عن إعطائها الطعام الغني بالتوابل والملح والبصل وغيرها من النكهات القوية التي لا شهية للمريضة عليها.
- ينصح بعدم إعطاء المريضة الخضر الثقيلة المذاق كالبروكولي والكرافس والقنبيط.
- ينصح بتقديم الأكل بارداً لأن المريضة لا تتقبل روائح الطعام عندما يكون ساخناً.
قوانين غذائية بعد العلاج
بعد الانتهاء من العلاج، من الضروري أن تلتزم المريضة نظاماً غذائياً سليماً وصحياً ومتنوعاً، وأن تمارس الرياضة بانتظام، خصوصاً أنه تبيّن أن ممارسة الرياضة تساهم في الحد من خطر عودة المرض.
- يجب الحفاظ على وزن مثالي.
- يجب الإكثار من تناول الأطعمة من مصادر نباتية والحد من الأطعمة التي من مصادر حيوانية.
- ينصح بتناول النشويات الغنية بالألياف والخضر والفاكهة.
- يجب الابتعاد عن المقالي والدهون الحيوانية كالسمنة والزبدة.
- يجب الحد من تناول الملح. لذلك من الأفضل تناول الأطعمة المجلّدة بدلاً من تلك المعلّبة الغنية بالملح. كما أنه يجب عدم تناول الأطعمة المدخّنة وتلك المحفوظة بالملح.
- يجب أن تحتوي كل وجبة على النشويات والأجبان.
مثال لنظام غذائي صحي
الفطور
- حصة نشويات (كورن فليكس أو سندويتش)
- جبنة بيضاء خالية من الدهون مع خضر.
وجبة صغيرة
- حصة من الفاكهة.
- سلطة
- طبق من الطهو كاليخنة مع الخضر المطهوة بكمية قليلة من اللحوم.
وجبة صغيرة
- تحلية بسلطة الفاكهة أو الكاسترد أو حبتين من الفاكهة أو الأرز بالحليب.
العشاء
- سندويتش أو معكرونة مع اللبن أو الجبنة
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024