الأطعمة المفيدة لصحتنا ولياقتنا
يؤكد العلماء أن الصحة ترتبط عن كثب بالتغذية. وتسعى قوائم الطعام إلى منحنا الجمال، واللياقة، والمعنويات، وحتى الحؤول دون بعض الأمراض.
«طعامك هو دواؤك»، هذا ما قاله أبقراط قبل زمن وكان محقاً فعلاً. فقد بات مؤكداً وجود رابط وثيق بين التغذية والصحة، لاسيما بعدما أثبتته الأدلة العلمية. وتظهر العديد من الدراسات أن التغذية تسهم فعلياً في حماية الجسم. فتناول الغذاء الصحي والسليم يحول دون ظهور بعض الأمراض مثل السرطان، وداء السكري، وأمراض القلب والشرايين وترقق العظام.
إلا أننا نستهلك هذه الأيام كمية كبيرة من الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات. والمؤسف أن الدهون الموجودة في الحلويات والأطباق الجاهزة حلت مكان الحبوب والخضار والبقول والفاكهة. فخلال أربعين عاماً، ازداد استهلاك الحلويات والسكاكر بنسبة 200 في المئة، فيما ازداد استهلاك اللحوم والوجبات المحضرة بنسبة 300 في المئة وتضاءل استهلاك الخضار والفاكهة بنسبة 30 في المئة. فما يرضي ذوقنا لا يلائم صحتنا. وإذا أردت حماية جسمك من بعض الأمراض، عليك التحلي بالمزيد من الوعي والمنطق أثناء اختيار قوائم الطعام.
ضرورة تنويع الأطعمة
يعتبر تنويع الأطعمة أمراً ضرورياً في حماية الجسم من الأمراض والحفاظ على جمال البشرة. فأية مادة غذائية لا تجدي نفعاً وحدها وإنما تحتاج إلى مواد أخرى لتتحد معها. لذا، يوصي اختصاصيو التغذية بضرورة استهلاك أنواع مختلفة من الفاكهة والخضار والبقول والأسماك الدهنية ومشتقات الحليب. ويحذر هؤلاء من الوقوع في فخ المكملات «العجيبة» التي تزعم أنها تزود الجسم كل ما يحتاجه. فخلاصة البروكولي لا تقدم القيم الغذائية نفسها الموجودة في خضار البروكولي نفسها. واللافت أن سكان جزيرة كريت اليونانية والشعب الياباني يعرفون هذا السر منذ زمن بعيد. ولذلك يعتمد هؤلاء الأشخاص نظاماً غذائياً مرتكزاً على زيت الزيتون، والسمك، والفاكهة والخضار، ومشتقات الحليب، والشاي والصويا. بهذه الطريقة، يحمون أنفسهم من الذبحة القلبية وأمراض القلب والشرايين.
اختيار الأصدقاء الحقيقيين
لقد حان الوقت لتتعلمي كيفية اتخاذ القرارات الصحيحة في الأكل. واعلمي أن الألياف الغذائية هي أفضل حليف للصحة. فهذه المركبات النباتية تعمل على إيقاع العدو في الفخ للتخلص منه بسرعة. وتبين أن الألياف تخفض نسبة الكولسترول، وتحول دون البدانة، والإمساك، والبواسير، وحصى الكلى، وداء السكري، وسرطان القولون... وهي موجودة بوفرة في الخضار والفاكهة والبقول والحبوب.
ولا تنسي طبعاً مضادات التأكسد التي تشكل الحليف الثاني للصحة لأنها تقضي على التأثيرات المضرة للجذور الحرة المسببة للشيخوخة والعديد من الأمراض. وتتوافر مضادات التأكسد بكميات كبيرة في الفاكهة والخضار. تجدر الإشارة إلى أن الجذور الحرة تنجم عن التلوث، والتدخين، والشمس، والنظام الغذائي غير المتوازن.
أطعمة لمحاربة السرطان والشيخوخة المبكرة
- البروكولي أفضل مضاد للسرطان لأنه يزخر بالفيتامينين C وE اللذين يعززان الدفاعات الطبيعية للجسم. كما يحتوي البروكولي على الكبريت الواقي من السرطان، فضلاً عن مواد تزيل السموم من الجسم. يوصى باستهلاك 200 إلى 300 غ من البروكولي كل أسبوع.
- البندورة (الطماطم) توفر وقاية شاملة لأن فيتاميناتها المضادة للتأكسد تشكل وسيلة فعالة لمحاربة الالتهابات. وتمتاز البندورة خصوصاً باشتمالها على الكثير من الليكوبين، أحد أفضل أعداء الجذور الحرة المسؤولة عن العديد من أنواع السرطان. واللافت أن البندورة في شكل صلصة تحمي الجسم بصورة أفضل نظراً الى ترافقها مع الزيت المعزز لتأثيراتها. لكن يوصى باستهلاك البندورة كل يوم، سواء نيئة أو مطهوة أو في شكل سلطة.
- المانغا من مضادات التأكسد. فهذه الفاكهة الاستوائية تمنح الجسم كل ما يحتاج إليه يومياً من الحديد والبيتا كاروتين والألياف والفيتامينين C وE، ما يجعلها مثالية لحماية الجسم من الجذور الحرة والعناصر السامة التي قد تسلب دفاعات الجسم وتسبب شيخوخة مبكرة للبشرة والدماغ والعضلات... يوصى باستهلاك المانغا مرتين أسبوعياً.
- الكيوي مضادة للشيخوخة لأنها غنية جداً بالفيتامين C، وهي تسهم بقوة في الوقاية من الشيخوخة المبكرة للدماغ والرئتين والعينين. كما تحتوي الكيوي على جرعة كبيرة من الفيتامين E والكثير من الفيتامينات B التي تحمي الدماغ والأنسجة العصبية. يوصى باستهلاك حبة كيوي كل يوم خلال فصل الشتاء، وحبة على الأقل كل أسبوع خلال بقية فصول السنة.
- سمكة الاسقمري تحمي القلب من خلال تنظيم خفقانه وإزالة الرواسب الدهنية من شرايينه. كما تحمي الجهاز العصبي والدماغ بفضل احتوائها على الكثير من الأحماض الدهنية الأساسية الضرورية للخلايا العصبية، وكذلك الفيتامين A المضاد للتأكسد، ومجموعة من الفيتامينات B الواقية للأعصاب. يوصى بتناول هذه السمكة مرتين أسبوعياً، علماً أن تعليبها لا يسلبها مزاياها.
أطعمة حليفة للقلب والدماغ
- الثوم سلاح فعال ضد أمراض القلب والشرايين. فهو الأمثل في زيادة سيولة الدم، وحماية الشرايين، وتخفيض ضغط الدم ونسبة الكولسترول. يوصى باستهلاك فص ثوم كل يوم لخفض الكولسترول بنسبة 20 في المئة.
- زيت اللفت للوقاية من الذبحة القلبية. فقد أثبتت الدراسات أنه باستطاعة مرغرين اللفت خفض أمراض الشرايين التاجية بنسبة 70 في المئة. كما يحمي زيت اللفت من السرطان وبعض أمراض الجلد والدماغ. يوصى باستهلاك ملعقة أو ملعقتيّ طعام من هذا الزيت كل يوم.
- الملفوف قنبلة غذائية. فهو يزخر بالفيتامينات C وA وE وB، فضلاً عن السيلنيوم والزنك. وهذا ما يجعله مثالياً لحماية الدماغ وإبطاء داء ألزهايمر. يوصى باستهلاك الملفوف مرة أسبوعياً.
- خميرة الجعة لحماية الجهاز العصبي المركزي. فهذه الخميرة غنية بالفيتامينات B التي تحمي الجهاز العصبي المركزي. كما تحتوي خميرة الجعة على السيلنيوم الضروري لحماية الجهاز العصبي. يوصى باستهلاك ملعقة صغيرة من خميرة الجعة كل صباح.
- رشيم القمح الدواء الشافي. فهو يحتوي على قسم كبير من الفيتامينات B المسؤولة عن تعزيز مناعة الجسم وحماية الجهاز العصبي. كما يحتوي رشيم القمح على كمية كبيرة من الفيتامينات A وC وE فضلاً عن الزنك والأحماض الأمينية. يوصى بتناول ملعقة طعام من رشيم القمح كل يوم، علماً أنه يمكن رشها فوق السلطة أو الحساء.
أطعمة حليفة للرشاقة
- النخالة. إنها أفضل مصدر للألياف القابلة للذوبان. وحين تصل إلى الجهاز الهضمي، تتخثر وتأسر المواد المغذية في الأمعاء، ثم تغادر الجسم مع البراز. تتوق الألياف إلى الكثير من الماء وهي تمنحنا الإحساس بالشبع. يوصى بتناول ملعقة أو ملعقتيّ طعام من النخالة كل يوم.
- الباذنجان هو الخضار الأكثر غنى بالبكتين، المادة التي تتخثر أفضل من النخالة وتتيح بالتالي التخلص من الدهن بصورة أفضل. يوصى باستهلاك 200 غ من الباذنجان كل يوم.
- الخيار غني بالماء ويسهم في تصريف الأوساخ من الجسم. يمكنك استهلاك الخيار بقدر ما تشائين.
التركيز على الفيتامينات المضادة للتأكسد
يشتهر الفيتامين C بتأثيره الإيجابي في الصحة، ويزيد المناعة والمقاومة للأمراض ويحارب القلق والإجهاد. إنه موجود في الفاكهة الحمضية، والخضار الخضراء، وخضار السلطة، والفاكهة الحمراء.
أما الفيتامين E فيعتبر سيد الفيتامينات المضادة للتأكسد وهو يمنح الجسم النشاط ويحفز جهاز المناعة. كما يلطف الروماتيزم ويخفض نسبة الكولسترول في الدم. تجدر الإشارة إلى أن الزبدة والمرغرين، وكل أنواع الزيوت، والحبوب الكاملة، والأجبان الدهنية، ومشتقات الحليب، والأسماك الدهنية، والخضار الخضراء تحتوي على الكثير من الفيتامين E.
ثمة مادة أخرى مضادة للتأكسد تحتل مرتبة أساسية في الطب الوقائي وهي أصباغ الكاروتينويد. فهذه الأصباغ تحدّ من خطر التعرض للسرطان والأمراض القلبية الوعائية، وهي موجودة في الفاكهة والخضار الحمراء والصفراء والبرتقالية وذات الأوراق الخضراء الداكنة.
هناك أيضاً البوليفنولات التي تعتبر مضادات التأكسد الأكثر وفرة في الغذاء لأنها موجودة في الفاكهة، والخضار، والحبوب والشاي. وهي تحول بفاعلية دون ظهور السرطان وأمراض الشيخوخة وداء السكري والأمراض القلبية الوعائية.
ولا ننسى طبعاً مزايا الزنك والسيلنيوم، العنصرين الأساسيين الموجودين بوفرة في ثمار البحر، والسمك، واللحم، والبيض والحبوب. وفي أية حال، يبقى الأكل السليم والمتنوع أمراً ضرورياً للحفاظ على الصحة الجيدة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024