بقع وشوائب وتعب البشرة...
تصاب البشرة بشوائب طبيعية أو نتيجة لبعض التقلبات الجويّة أو الاضطرابات العضوية، وقد تكون هذه الشوائب صغيرة في الظاهر، ولكنها تسبب متاعب نفسية كبيرة. فالبشرة النضرة، أي تلك الخالية من العيوب والتصبغات والحبوب والبقع، هي مطلب الجميع، كونها تعكس الصحّة والصبا. قد لا يتدارك المرء المشكلة منذ بدايتها، فتأخذ بالتفاقم لتصل إلى حدّ يستدعي التدخّل الطبّي والإستعانة بتقنيات طبية-تجميلية. لذلك، لا بدّ من العناية اليومية الروتينية، إضافةً إلى الإستعانة بإختصاصيين مداورةً، لضمان النضارة والصحّة الجلديّة. ولا بد من القول إنّ الإهتمام البسيط قد يوفّر جهد العلاج الطويل. ومن هذا المنطلق، لا بدّ من التشخيص الدقيق للحصول على الحلّ الأمثل والأسرع والأكثر فعالية.
شوائب، بقع، تصبّغات، حبوب، علامات... كلّها مشاكل جلدية من المرجّح أن تصيب فئة لا يُستهان بها من الناس. فقد إختلفت الأسباب وبقيت النتيجة واحدة: جلدة غير نضرة، باهتة وتعبة! إنّ إنعدام نضارة البشرة أمر لا يجوز الإستخفاف به، لأنه يفضح التعب والعمر المتقدّم ويتيح المجال لظهور التجاعيد، كما يعطي الجلد لوناً باهتاً وغير حيويّ، مما ينعكس سلباً على أجمل ملامح الوجه. فكيف يمكن الحفاظ على بشرة نضرة؟ تشرح خبيرة التجميل ميراي سلّوم أسباب إنعدام النضارة من البشرة وتعبها. وتعطي إرشادات حول الحفاظ على الإشراقة في الطلّة. كما تتحدث إختصاصيّة التجميل إيما الشعّار أبو جودة عن العناية الجلدية والمكمّلات الضروريّة للإهتمام الدوريّ بالبشرة.
مشاكل جمالية
تقول سلّوم: «تظهر النقاط الحمراء في الوجه إجمالاً، ويسببها تمدّد في الأوعية الدموية السطحية الدقيقة. وهي تعطي الخدين والأنف لوناً أحمر مائلاً إلى البنفسجي. وهذه الحالة يزيدها سوءاً الانتقال من جو إلى جو يناقضه فجأة. ومن الضروري العناية بالأمعاء وتجنّب الأطعمة الحريفة والكثيرة الدسم. أمّا إحمرار الأنف، فيظهر بسبب إضطراب الدورة الدموية. وفي ما خصّ شحوب البشرة، فالأمر عائد إلى التعب الجسديّ والنفسيّ أو إلى نقص في الفيتامينات، مما يؤدّي إلى فقدان البشرة حيويتها وتورّدها ونضارتها.
وإنتفاخ الجفون بدوره يعطي منظراً غير جميل وتعب، ومردّه إلى مشاكل صحية وإفتقار إلى النوم وتركيز لفترات طويلة.» وفي ما خصّ الحبوب، فهي نتيجة إنسداد المسام وبسبب لخبطة الهرمونات وبفعل سوء التغذية. والتصبغات متنوعّة الأسباب، وأهمها التعرّض لأشعّة الشمس والحساسية الجلدية. أما التجاعيد فهي إشارة إلى البشرة المهملة المتعبة التي تفتقر إلى العناية والتغذية. وتقول أبو جودة إنّ «البشرة النضرة في عالم التجميل، هي تلك التي تخلو من حبّ الشباب والزؤان والدهن وإفرازاته. وهي أيضاً ممتلئة، بحيث لا نرى هوّةً على الخدّين أو تحت العينين. وهي خالية من التجاعيد ولونها مائل إلى الزهريّ».
روتين بسيط
لا بدّ من إعتماد روتين بسيط للحفاظ على البشرة وحمايتها قدر المستطاع من الشوائب التي قد تطرأ عليها. تشير سلّوم إلى أنه «يمكن الإستعانة بالجرعات الإضافية والمكمّلات الغذائية لضمان صحّة البشرة. كما يجب إدخال عناصر الخضار والفاكهة والماء في النظام الغذائي، لأنها تشكّل المصدر الأنسب للمعادن والفيتامينات النادرة، إضافة إلى الجوز واللوز والبندق والكستناء والفستق النيء، مما يسمح بالحصول على الأوميغا 3 وهي الزيوت المرطّبة للبشرة». يمكن محاربة شيخوخة البشرة وترطيب التجاعيد من دون أيّ عوامل سلبيّة، عبر كبسولات الكولاجين المتوافرة للعناية الفرديّة. تؤكّد سلوم: «الخطوات اليومية من إتباع نظام تنظيف وترطيب متكامل للبشرة، وغسل الوجه بالمستحضرات الخاصة وإستعمال الغسول المناسب والمقشّر والحليب المرطّب والواقي من الشمس وكريم النهار وكريم الليل، تخدم كوسيلة وقائيّة وعلاجيّة معاً». لكن لا يمكن الحصول على بشرة مخمليّة وزهريّة وخالية من الشوائب ومشدودة ونضرة خلال ليلة وضحاها، وإنما تكون النتيجة بفعل الجهود المستمرّة والمواظبة على العناية اليومية.
خدمات إختصاصيين
تقول أبو جودة: «تضمن تقنية الميزوتيرابي، التي هي كناية عن حقن الجلد بالفيتامينات، إمتصاص البشرة لكلّ المغذيات والفيتامينات الضرورية لنضارتها. كما تتوافر جلسات تجميلية متنوّعة للتقشير والتنظيف العميق والترطيب وحتى للتنشيط عبر تقنية الـ Rejuvenation. فبات من الممكن تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، لتعود الإشراقة إلى البشرة بعد نحو بضع جلسات». ويمكن للرجال والنساء اللجوء إلى المراكز المختصّة للتشخيص السليم وإختيار وسيلة العلاج الأكثر فعالية.
ومن أحدث ما توصّل إليه عالم التجميل هو علاجات جلدية خاصة بإعادة النضارة إلى البشرة الباهتة، عبر تدليك البشرة وإعادة تنشيط الخلايا وتأمين كلّ المغذيات التي تحتاجها لتعود يانعة نقيّة ومشدودة، خالية من المشاكل.
والمراكز التجميلية على أهبّة الإستعداد لإستقبال الراغبين في العناية والعلاج للتمتع ببشرة مخملية الملمس، خالية من الشوائب!
أسباب تعب البشرة
كثيرة هي العوامل التي تؤثر سلباً في الجلد، منها المسببات الخارجية، ومنها أيضاً العوامل الشخصيّة. تفسّر سلّوم: «تؤثّر الحالة النفسية للمرء في صحّة البشرة ونضارتها. فالقلق المستمرّ والتوتر النفسيّ وعدم الإنتظام في النوم والأكل، تؤدّي إلى تأكسد خلايا البشرة ومنع الأوكسيجين عنها، مما يسبّب فقدان البريق. والعامل الثاني هو المرض كالأمراض العصبيّة والصداع النصفيّ والأمراض السرطانية. والسبب الثالث هو ببساطة التدخين، وهذا عامل خطير يُحيل لون البشرة إلى رماديّ بفعل النيكوتين وأوكسيد النيتريك وأحادي أوكسيد الكربون. واستنشاقه يؤثر سلبا في طبقات البشرة الدفاعية مما يودي إلى تفكك الكولاجين في البشرة، ناهيك بالأمراض التي يتسبّب بها».
تضيف: «إنّ إهمال العناية بالبشرة وعدم المواظبة على إستخدام أي كريم أو مستحضر وعدم الإستعانة بالإختصاصيين لتنظيف البشرة، من شأنها أن تزيد الشوائب الجلدية وتؤدّي إلى تراكمها. وأخيراً إنّ نوعيّة النوم غير الجيّدة وكمّيّة النوم القليلة وتقطّع النوم والأرق، تسبّب إنعدام الحيويّة للبشرة، وخاصة حول العينين». كما أنّ النظام الغذائيّ المفتقر إلى الفاكهة والخضار والزيوت والحديد والبروتين هو مضرّ بجمال البشرة. ولتلوّث الجوّ والمياه وأشعّة الشمس وسواها مفعول سلبيّ أيضاً.
نصائح عمليّة
تلفت سلّوم إلى «عدم جواز إهمال عنصر الترطيب، إذ يجب ترطيب البشرة والجسم على حدّ سواء لإعطاء النضارة والإشراقة والبريق. كما علينا الحصول على قسط وافر من النوم، وإتباع الغذاء السليم والإبتعاد عن التدخين. والأهمّ هو تفادي التعرّض لأشعّة الشمس من دون وقاية».
تختم أبو جودة: «البشرة السليمة لا تُقاس بالعمر، بل بنوعيّة الحياة الصحّيّة. فمنذ سنّ يافعة، نبدأ روتين العناية لتفادي قدر المستطاع مشقّة العلاج لاحقاً. فحسب نوعية البشرة والمشاكل التي تعانيها، تُستخدم الكريمات والمستحضرات المناسبة، بعيداً عن الإنجراف وراء الإعلانات التجارية ووصفات الأصدقاء».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024