فرادة هندسية...

08 أيار 2013

يتميز مصمم الديكور اللبناني ايدي رنّو بعمله التواق إلى الإبداع ونشر أجواء الرفاهية. وفي هذا المنزل نراه يجمع بين الكلاسيكية والحداثة بطريقة فنية بارعة.
يتألف هذا البناء من ثلاث طبقات. من الخارج يرتدي المنزل حلة بيضاء ناصعة عصرية يُبرزها الحجر الأبيض، ويزدان بالأعمدة لتزيده فخامة كلاسيكية.
تحوطه الحدائق من كل صوب، وهي مغطاة بالعشب الناعم وتكثر فيها الورود.
أما الأشجار فيبرز الصغير منها عند مدخل المنزل الخارجي حيث باب كبير خشبي مخطط يؤلف باب أمان وعبور نحو الساحة الخارجية التي برزت لامعة مع الحجر أرضاً وخطوطاً رخامية كالمرايا.
ويتشارك معها جدار كبير مزدان في أعلاه بالشتول، وتتخلله أعمال مائية مخططة بأعمدة تؤلف نهراً صغيراً في كل خط منها. كما تتوزع شجيرات من النخيل في زوايا مدروسة.
ومن الناحية الأخرى للمنزل حيث تتواصل المساحات الخضراء الغنية بالحشائش الناعمة، تبرز بركة سباحة كبيرة مصممة بأحجار من الفسيفساء تتغنى من حولها أشجار من النخيل وجلسات خاصة للتعرض لأشعة الشمس توفر راحة رياضية مثلى.
كما تكثر الأشجار من حول المنزل لتوفر مع أسوارها المشغولة بالحجر بطريقة فنية أماناً وحماية.

الصالونات

ينفتح كل طابق من هذا المنزل على عالم غني بالتفاصيل الفنية، فيبرز طابق الاستقبالات بدءا من موقع آلة البيانو الرائعة يشاركه كرسي أنيق من الانتيك الانكليزي.
وعلى امتداد مساحاته يتغنى بصالونات ترحّب بكل زائر ضمن سحر الأجواء فيها، كما تمتد فيها الجلسات موزعة بحرفية ووقار. وتضم الصالونات أثاثاً متناغما يتنوع بين الانكليزي والفرنسي مع ألوان منسجمة ومتناغمة من الأبيض والرمادي والزهري والبوردو... كما حرص ايدي رنّو على الاستعانة بقطع من «الانتيك» وزعها في الأركان بهدف تحقيق عمل فني ينسجم مع اللوحات التي تزدان بها الجدران...

وأراد المالك صالوناً بألوان زهرية مع البوردو تتوزع فيه ثلاث صوفات كبيرة مع كرسيين بطراز انكليزي منجّدين بخطوط حريرية من البوردو والذهبي لتشكل تناغماً مع أقمشة الصوفات المخملية والحرير.
وتزدان الجدران المطلية بألوان زهرية بلوحات زيتية رائعة الجمال، على خلفية ستائر بألوان البوردو والذهبي تخفي خلفها واجهتين زجاجيتين كبيرتين من النوافذ.

وتبرز قطع السجاد العجمي بحجمه الكبير حيث أرضيات قسم الاستقبال الرخامية، فيما الإنارة بشكلها المباشر وغير المباشر تلفت الأنظار بألوانها المميزة لا سيما ان الواجهات الزجاجية تغرق المنزل نهارا بالإضاءة الطبيعية وتتيح مشهداً رائعاً للمسطحات الخضراء والأشجار وبركة السباحة.

غرفة الطعام

تتواصل الأعمال الناعمة التي تزين الجدران وتحتضن لوحات زيتية، حيث طاولة كلاسيكية كبيرة عملاقة منفذة من الخشب الماسيف وكراسيها المنجّدة بلون بني ضارب إلى البيج وبقماش جلدي بطريقة مبتكرة راقية. وتتدلى من السقف ثريا رائعة من الكريستال تعزّز أناقة المكان. كما تتوزع أعمال من قطع «الانتيك» لتشكل زوايا راقية تزدان سطوحها بإكسسوارات من البرونز من شمعدانات وزهريات نفيسة بألوان حمراء في معظمها.

وعبر قنطرة مربعة مفتوحة نصل إلى مساحة أخرى تضم طاولة دائرية تحوطها كراسٍ فرنسية أنيقة منجّدة بالأزرق الفاتح لتكمل عمل الضيافة لغرفة الطعام الكبيرة... كما تتدلى فوقها ثريا من الكريستال.
كما تتوزع طاولات انتيك بأشكال مختلفة تلاصق الجدار لتزدان بأجمل الإكسسوارات من مصابيح وغيرها...

وتوزعت جلسات من أمام واجهات زجاجية، منها جلسة ملونة بالأزرق والبني حيث صوفا وكرسيان ووسطهما طاولة مربعة يمكن أن تستعمل طاولاتها في وسطها إما للجلوس او لتسهيل الضيافة.
كما تتواصل جلسة حول طاولة دائرية تتجمع حولها أربعة كراس من الجلد الابيض الوثير.

وفي مساحات مدروسة وزع المهندس رنّو صالونات عصرية صغيرة يبرز واحد منها فيه صوفا كبيرة بلون ضارب إلى الأخضر مع كرسيين من الجلد الضارب الى لون «الكوراي»، مما يعكس عصرية رائعة، خاصة أمام جدار مشغول بأحجار رخامية نافرة بفن وتواصل لافتين.
ويبرز إلى جانبه مكتب عصري متعدد الاستعمالات بلون ازرق مشغول بخشب الجوز والجلد الأزرق.

المطبخ

المطبخ غاية في الأناقة والروعة خصوصاً مع استعمال خشب الجوز. وتبرز الاعمال الكلاسيكية فيه وصولا حتى السقف حيث الاشكال الهندسية واضحة في الجص، لتتدلى في وسطها ثريتان مميزتان من الكروم المعتق أحضرتا خصيصا من الولايات المتحدة.

هنا استغل ايدي رنّو مساحة هذا المطبخ الكبيرة بشكلها المستطيل ليضع طاولة تضم خزائن لتسهيل الخدمة، مع سطح رخامي، وطاولة اخرى لتناول الطعام لأفراد العائلة خصوصا أن هنالك مطبخاً آخر خارجياً مخصص لتحضير الاطباق.

غرف النوم

تمتاز غرف النوم الست في الطابق العلوي من هذا المنزل بالبساطة الراقية والأناقة الحديثة، فهي مخصصة للراحة ، لذا اتخذت الطابع العصري برحابتها ودفئها.

كل غرفة منها تعكس شيئاً من شخصية صاحبها، تسودها نفحة مخمليّة عصرية. وفي هذا الإطار، يحل في كل منها التناسق بين ظهر السرير والسقف المصمّم بشكل مدروس. كما تلاحَظ أشكال هندسية على الخزائن والسقف وفوق السرير.
ويبدو انتقاء الديكور الخشبي للسقف موفّقاً يبرز جمالية الإضاءة الموزّعة بشكل متقن إضافة إلى تناغم الألوان.

توزع الباركيه في كل غرف النوم، وخُصّ أصحاب المكان بباركيه فرنسي مميز «فيرساي»، يليق بالأثاث الذي أُحضر من فرنسا وأميركا.

تمتاز غرفة النوم الرئيسية بمساحتها الواسعة والوانها الزرقاء، وتتضمّن سريراً مزدوجاً بخلفية راقية حيث الإنارة الخافتة تحثّ على الاسترخاء، وتبرز الرسوم الناعمة على جانبي الجدار وخاصة من امام المصابيح العصرية

ومن غرف النوم أيضا تبرز غرفة تتأنق بلون ازرق على غطاء السرير لتعكس جمال الأعمال الجلدية في رأس السرير وبألوان الستائر والجدران من حوله، وتتعاكس هذه الألوان مع أخرى إذ نجد السرير ملتحفاً بالأبيض بينما يظهر رأسه مع جلسة لبانكيت عند أسفله مشغول باللون الأزرق القاتم...

غرف التسلية

خصص المهندس العديد من الجلسات العائلية الحميمة في مختلف الطوابق، الا أن غرفة السينما أو التسلية بشكل عام كل ما فيها مميز وغير عادي، فهي تتضمن، إضافة إلى الطاقم الجلدي الأبيض الوثير، شاشة عملاقة تسكن وسط جدار شُغل بكامله ويشكل مكتبة راقية.
كما ألبس المهندس الجدار الخلفي بقماش أحمر لمزيد من الحيوية.

أما الأثاث فقد صممه المهندس بشكل خاص من الجلد الأبيض، فجاءت الكنبات وثيرة ومريحة أمام الشاشة، واتخذت أخرى شكل الزاوية المريحة، تتوسطها طاولة من الستانليس.

تتضمن هذه الغرفة كذلك طاولة للعب البليار وكل ما يمكن للتسلية، وسط اضاءة مدروسة وتوزيع خاص للصوت ليتناسب مع مختلف النشاطات التي يمكن ان تمارس في رحابة هذه الغرفة.

المكتب
أحب مالك المكان أن يتميز مكتبه في المنزل لكي لا يشعر بأنه في عمله، فاختار مكتباً بطاقم شرقيّ الطراز بألوان البوردو والاخضر والاصفر، مع رسوم بنقوش شرقية زينت السقف والثريات الشرقية المتدلية منه التي تجمع بين النحاس والخرز.. بالإضافة الى الفوانيس الجميلة على الطاولات المحفورة، وحتى اللوحات الفنية التي زينت الجدران والستائر المطرّزة.