تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

ملكة إسبانيا المنتظرة لتيثيا 'أميرة أستورياس'

لم تكن الأميرة لتيثيا خلف الأضواء قبل زواجها وولي عهد إسبانيا الوسيم فيليبي. فهي الصحافية المتألقة التي تنقلت بين أهم الصحف الإسبانية حتى استقرت في عالم المرئي والمسموع ناقلة أهم أحداث العالم، الإنتخابات الأميركية في واشنطن عام 2000 وغرق حاملة النفط Prestige قبالة السواحل الإسبانية عام 2002 والحرب العراقية عام 2003...

شعرت الأميرة لتيثيا بإحراج شديد حين رفض سفيرا إيران والكونغو مصافحتها في قصر زارزويلا الملكي بمدريد خلال مناسبة دبلوماسية تقليدية سنوية. ولكنّ إحراجاً آخر - لا يُقارن -  حاول النيل من ملكة إسبانيا المنتظرة...


كتاب
Adiَs Princesa مزيد من الإحراج

كشف كتاب «وداعاً، أميرة» Adiَs Princesa عملية إجهاض خضعت لها لتيثيا قبل لقائها ولي عهد إسبانيا، ومطالبتها تلف البيانات الطبيّة في عيادة في مدريد حرصاً على العرش الكاثوليكي. ومن اللافت أن مصدر المعلومات والكاتب هو ابن عمها ديفيد روكاسولانو الذي استغلّ صلة القرابة مفشياً أسرار الأميرة ما قبل زواجها الثاني. فعام 1998، تزوجت الكاتب ومدرّس الفلسفة ألونسو بيريز بعد عشر سنوات من تعارفهما بعقد مدني. كان أستاذها. لكن الطلاق وقع بعد عام واحد من الزواج. ويلقب قريب الأميرة زوجها الأول بPygmalion، واصفاً إياها بغير المثقفة التي تكتفي بقراءة أكثر الكتب مبيعاً. ويبدو أن ردود الفعل السلبية بدأت بالتحرّك، فقد طالبت صحيفة La Gaceta الكاثوليكية الإسبانية بفتح تحقيق للتأكد من صحة خبر إجهاض الأميرة.

 

أكثر من 300 صفحة

انقطعت علاقة لتيثيا وديفيد بعد تورطه بقضية فساد. وعلاوة على عنوان كتابه المصيري، يبدو حاقداً عليها للغاية خصوصاً أنه أهدى كتابه إلى روح شقيقة الأميرة الصغرى، إيريكا التي وجدت منتحرة عام 2007. ويعزو السبب إلى شعورها بالوحدة وإهمال شقيقتها التي باتت أكثر انسجاماً مع حياة القصر. يقع الكتاب في أكثر من 300 صفحة ويستعرض تفاصيل مؤرّقة ومفاجئة تتعلّق بشخصية الأميرة، التي كانت تطلق أخباراً غير صحيحة اختباراً لأقاربها وميولهم لنشر كل ما يتعلّق بها. إلاّ أن الجزء الأخطر هو ما يتعلّق بالإجهاض الذي تمّ قبل عام من لقائها فيليبي. ويبدو أن الأميرين وثقا بروكاسولانو الذي خان ما أودعاه إياه حرصاً على إخفاء الأمر عن الملكين خوان كارلوس وصوفيا والعالم بأسره. تضمّن الكتاب أيضاً نصيحة روكاسولانو للأميرة بعدم التوقيع على 50 صفحة من اتفاق ما قبل زواجها من الأمير فيليبي التي تقرّ بأنه إذا حصل الإنفصال يمكنها الاحتفاظ بالمقرين الصيفي والشتوي لكنها ستخسر حضانة طفلتيها. لكنها لم تنصت إليه. وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرّض فيها الأميرة لتيثيا لإحراج الأقارب. فقد سبق أن ظهرت عمتها في النسخة الإسبانية من مجلة Vanity Fair وكشفت أسرار ابنة أخيها عارضة بيع صور زواجها الأول بمبالغ خيالية. كما سبق أن نشر كتاب بعنوان Letizia Ortiz: A Republican in the Court of Juan Carlos للكاتب والصحافي الكاتالوني Isidre Cunill.


رشيقة وأنيقة... صاحبة أجندة منذ 2006

تفرّدت الأميرة لتيثيا بنشاطاتها، ولم تعد تحركاتها تقتصر على رفقة الأمير داخل إسبانيا وفي دول العالم. استقلّت بأجندتها عام 2006، رغم أنها يد زوجها اليمنى. هي معروفة بدعمها لدور الأزياء والماركات التجارية الإسبانية وولعها بتصاميم دار فيليب فاريلا. يسيطر على أسلوب أناقتها الفساتين الصغيرة والأحذية المجرّدة بلون البيج التي تنسقها مع غالبية أزيائها. وتعتبر دوقة كامبريدج الأميرة كايت المنافسة الأولى للتيثيا لناحية جذب الأضواء للأناقة العصرية التي غزت قلوب وعروش أوروبا. وهما تتشاركان صفة إعادة ارتداء وانتعال الأحذية نفسها في مناسبات متقاربة. إلاّ أن الأميرة الأسبانية تبقى أكثر جرأة لناحية الألوان التي تختارها. بدت في غاية أناقتها في زفاف ولية العهد السويدية الأميرة فيكتوريا ولم تناسب وجهها النحيف القبعة الكبيرة التي اعتمرتها في زفاف الكونتيسة البلجيكية ستيفاني دو لانوي.


ماذا ينتظر ليونور وصوفيا؟

ما هو مستقبل حفيدتيْ العرش الأسباني الأميرتين ليونور وصوفيا؟ حتى جدهما الملك خوان كارلوس يتعرض للنقد اللاذع لممارسته هوايات بأموال طائلة. وقد اعتذر من شعبه - الذي يعاني اقتصادياً - عن قيامه باصطياد الفيلة في بوتسوانا الأفريقية حيث قام برحلة سفاري العام المنصرم. كما أن عمّتهما الأميرة كريستينا، الابنة الصغرى للملك، متهمة بمساعدة زوجها دوق بالما دي مايوركا في جرائم اختلاس مالي واستغلال نفوذ. وهذه المرة الأولى في تاريخ إسبانيا الحديث التي يستدعى فيها عضو في الأسرة الملكية للتحقيق في قضية جنائية. ومع ذلك، تعتبر ليونور وصوفيا أمل العرش الأسباني لقربهما من الشعب وحضورهما الدائم بصحبة والديهما في مباريات كرة القدم والمناسبات الدينية... ويبدو أن تحضير ليونور (7 سنوات) للعرش بدأ في التعليم لناحية عدد اللغات التي تتلقنها، ومنها الصينية (المندرين). وكان يوم دراستها الأول محط اهتمام كل أسبانيا خصوصاً حين اصطحبها الأميران فيليبي ولتيثيا إلى المدرسة.


لتيثيا

المراسلة التي اعتلت العرش الإسباني

  • ولدت لتيثيا في العاصمة الإسبانية مدريد بتاريخ 15 أيلول/سبتمبر 1972، لأب صحافي وأم ممرضة، وهي كبرى شقيقتيها تيلما وإيريكا. انفصل والداها في العام نفسه من انتهاء زواجها الأول.
  • يوم زفافها، تكّللت بالتاج نفسه الذي وضعته حماتها الملكة صوفيا في عرسها. صمّم مانويل بيرتيغاز (93 عاماً) فستانها باللون الأبيض العاجي المشغول بحرير فالنسيا، الذي جذبت أزياؤه جاكلين كينيدي وأودري هيبورن...
  • حضر فيليبي ولتيثيا زفاف الأمير الأردني حمزة بن الحسين والأميرة نور بنت الأمير عاصم بن نايف عام 2004. وكانت مناسبة لهما لتمضية شهر عسل في منتجع العقبة الأردني على البحر الأحمر.
  • أبدل متحف الشمع في مدريد تمثالها الشمعي بعد خضوعها لعملية تجميل لأنفها. لم تكتفِ إدارة المتحف بإجراء بعض التعديلات على التمثال بل قررت تبديله.
  • خلال ولاية الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، تصدّرت كارلا بروني ساركوزي والأميرة لتيثيا قائمة أكثر زوجات رجال الدولة أناقة في أوروبا. وقد تألقتا معاً جنباً إلى جنب خلال زيارة الرئيس الفرنسي الرسمية لمدريد.
  • تعتبر الأميرة لتيثيا من النساء الأوروبيات اللواتي قدِمن إلى العرش من صفوف الشعب ومن مستوى معيشي متوسط، وهذا ما عرفته بريطانيا مع الأميرة كايت وموناكو مع الأميرة شارلين وهولندا مع الأميرة ماكسيما والدنمارك مع الأميرة ماري...
  • تحرص لتيثيا على توثيق علاقتها بالملكة صوفيا، وهي تعتبر كاتمة أسرارها لناحية معاناتها من مغامرات الملك خوان كارلوس العاطفية. يذكر أن الملكة صوفيا كانت وريثة لعرش اليونان وتخلت عنه من أجل ملك اسبانيا.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077