تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

مشاكل وحلول تجميلية للرجال

بعد أن إقتصر الإهتمام بالشكّل والعناية بالطلّة على السيدات في السنوات المنصرمة، يبدو أنّ العدوى قد إنتقلت بطريقة  علنيّة ومكثّفة، إلى الرجال الذين بدأوا يهتمّون بشكلهم، محاولين بدورهم إيجاد حلول لمشاكلهم التجميلية بغية تصحيحها قدر المستطاع، أو حتى التخلّص منها نهائياً إذا جاز الأمر. بات مفهوم الرجولة متغيّراً، من مظهر خشن وغير مرتّب إلى طلّة أنيقة و«نظيفة»، حتى يشعر الرجل حقاً بأنه شاب يانع، من الداخل والخارج، وأنه شريك المرأة في كلّ شيء، في المجتمع والبيت والزواج، وحتى في الجمال... إلى درجة أنه أصبح هناك عيادات تجميلية خاصة بالرجال! آنفاً، كان الرجل الراغب في الإعتناء بمظهره، يخجل من الإقرار بذلك، أو يتسلّل خلسة ليحاول بنفسه إيجاد حلّ للمشكلة، فكان يصيب حيناً ويُخطئ أحياناً. ولكن مع التطوّر الكبير في عالم التجميل، أضحت حصّة الرجال من التجميل محفوظة، وأصبح لديهم مستحضرات خاصة بهم، وتقنيات مفيدة لحلّ كافة مُعضلاتهم الجمالية. فلم تعد تدعو الحاجة إلى الإستعانة بالتجميل الأنثويّ بتاتاً.

 يشرح السيد ألكسيس ماليشيف، صاحب مركز تجميل، عن الرجل في العيادة التجميلية، متطرّقاً إلى أبرز المشاكل الجمالية التي قد يعاني منها، وشارحاً عن الحلول المتوافرة لها. ومن جهتها، تشير السيدة غادة حدّاد، من خبرتها الواسعة في عالم التجميل، عن سُبل العناية اليوميّة والدائمة التي على الرجل أن يتقنها للحفاظ على شكله الأنيق وطلّته المتكاملة.

 شباب ومشاكل
في كلّ مرحلة عمريّة، يمرّ الشاب والرجل بمشاكل تجميليّة، تتدرّج من بسيطة وزائلة، إلى معقّدة ودائمة. ولعلّ أكثر ما يحزّ في النفوس هو إهمال الشاب، من حيث يدري أو لا يدري، شقّ العناية الخاصة به، ليكون على غرار المرأة، مرتّباً وأنيقاً.

يقول ماليشيف: «قبل سنّ الخامسة والعشرين، من الطبيعيّ أن يشكو الشاب من إفرازات دهنيّة في وجهه وفي شعره وقد تهدأ من تلقاء نفسها بعد سنتين أو اكثر. فمع الفورة الهرمونيّة ، قد تتحوّل هذه الإفرازات إلى مشاكل حبّ شباب وزؤان، ويستدعي الأمر عندها معالجة طبّيّة. إذ إنّ البثور والحبوب قد تترك أثراً على البشرة  كما قد تخلّف ندوباً في الحالات المستعصية. أمّا بالنسبة إلى الشعر، فغالباً ما يعاني الشاب من تزييت في رأسه، يُضطرّه لغسله مرّتين يومياً احياناً، ما يولّد  مشاكل إضافيّة».

تجدر الإشارة إلى أنّ بشرة الرجل تختلف عن بشرة المرأة. إذ إنّ بشرة الرجل أكثف وغدد الدهن والماء لديه تفرز أكثر. وبالتالي، إذا كانت بشرته دهنيّة ومسامه مفتوحة، قد يعاني بكثرة من الزؤان الأسود وبخاصة على المنطقة المتوسّطة من وجهه  أي T-Zone.

 رجال ومشاكل تجميليّة
قد يظنّ البعض أنّ الرجل يتخطّى من تلقاء نفسه كل المشاكل التجميلية التي قد تصيب بشرته وشكله، بعدما يتخطّى سنّ المراهقة. بيد أنّ هذا الأمر عارٍ عن الصحّة. يقول ماليشيف: «بعد سنّ الخامسة والعشرين، تتغيّر نوعيّة المشاكل التجميلية التي تُصيب الرجل. فتظهر مشكلة الشعر الزائد في مناطق غير مرغوب بها مثل الظهر والرقبة والخدّان والحاجبان. إضافة إلى مُعضلة الوزن الزائد والترهّل في العضلات، ومشكلة تساقط الشعر والصلع، ناهيك بظهور حبوب من جرّاء الحلاقة وبروز تجاعيد الشيخوخة».

في ما خصّ البثور الملتهبة على خطّ الرقبة، تفسّر  غادة حدّاد: «غالباً ما يعاني الرجال بسبب كثرة الحلاقة، من بروز بثور، تزداد حالتها سوءاً اذا وضع ربطة عنق، لأنّ الإحتكاك ما بين البثور الصغيرة وربطة العنق، يتسبّب إلتهاب البثور ليُصبح منظرها أحمر ولمسها مؤلماً، إذ تغوص الشعرة تحت الجلد مقفلة على ذاتها حيث تلتهب وتعرف ب Folliculite».

وفي مجال آخر، يعاني قسم لا يُستهان به من الرجال من مشكلة تساقط الشعر جزئياً أو حتّى من الصلع. ويفسّر ماليشيف أنّ «مردّ ذلك هو العوامل الهرمونيّة والوراثيّة المعقّدة، ولعلّ أبرزها هو تحوّل الهرمون الذكريّ اي التستوستيرون إلى هرمون آخر هو الديهايدروتستوستيرون الذي يسبّب تساقط الشعر وفقدانه تدريجياً عند الرجال».

وأمّا الوزن الزائد وترهّل العضلات، فيأتيان نتيجة الوراثة ونمط الحياة المفتقر إلى الحركة الدائمة والرياضة، وإلى نوعيّة الطعام والكمّيّة. يؤدّي هذا الأمر إلى تكدّس للشحوم الموضعيّة وإلى زيادة نسبة الدهون في الجسم، كما يتسبّب بإرتخاء العضل.

 علاجات متنوّعة للبشرة
يقول ماليشيف: «لا بدّ من معالجة كلّ مشكلة على حدة، وفور بروزها، مخافة من أن تتضاعف وطأتها وتصبح أصعب. فلا يجوز مطلقاً الإستخفاف بالبثور على الوجه، بل يتمّ علاجها، حسب درجتها، بأدوية ومضادات حيويّة وبإعطاء منظّفات وأدوية وكريمات لمنع تكاثر الزؤان ولوقف إفراز الدهون .

وقد يصل بالأمر إلى الإستعانة بآلات تنظيف خاصة للتخفيف من الدهون والإفرازات. ويكون الحلّ الأقصى هو بإستعمال دواء يحتوي على تركيبة الIsotretinoin وال TCA - AHA.

تضيف حدّاد: «يجب أن يتعلّم الشاب طريقة تنظيف وجهه صباحاً ومساءً، وأن يبتعد عمّا من شانه أن يُضرّ ببشرته مثل التدخين والشوكولا والشمس والطعام الحار والتوابل»...

وفي ما خصّ البثور الملتهبة على الرقبة ترى حدّاد أنه «يمكن التلخلّص بكلّ بساطة من بُصيلة الشعرة نفسها على إمتداد خطّ العنق بواسطة الليزر، كما يمكن وضع مضادات موضعيّة لمعالجة تطوّر وضع الحبوب هذه، في الحالات البسيطة».

يبقى أنّ مشكلة الشعر الزائد لم تعد تشكّل عبئاً كبيراً بفضل التطوّر في عالم الليزر. ويشرح ماليشيف: «حسب لون البشرة ونوعيّة الشعر يتمّ التوجّه نحو ماكينة الليزر المتخصّصة للقضاء على الشعر الزائد نهائياً من دون التسبّب بالحروق والدبوغات. ولكن يجب التاكّد من أنّ مركز التجميل-الطبيّ قد إستقدم ماكينات الليزر الحديثة، بعيداً عن لعبة التسويق والتجارة، والتي تعطي النتيجة المضمونة النهائيّة».

 

علاجات لمشاكل الشعر
لعلاج تزييت الشعر الذي هو أحد مسبّبات تساقط الشعر، يتمّ وصف نوع خاص من الشامبو وأدوية لفروة الرأس. وقد يُصار إلى تناول خلطة من الفيتامينات المساعدة على تخفيف الإفرازات الدهنية الزائدة مثل الفيتامين «ب» ومعدن الزنك ومادة السيستيين.

أمّا في حال المعاناة من بداية تساقط للشعر، فتقول حدّاد أنه «يتمّ إستعمال نوع خاص من الشامبو المقويّ لبصلة الشعر كما يُستعان بفيتامينات. ويتمّ تدليك جلدة الرأس وخاصة القسم الأساسيّ منها، يومياً لمدّة خمس دقائق صباحاً ومساءً، لتحريك الدورة الدمويّة التي قد تكزن ضعيفة في وسط الجمجمة».

يتابع ماليشيف: «في المراحل المتقدّمة، لا بدّ من إتباع تدابير أخرى للمحافظة على ما تبقّى من الشعر ولزرع شعر بدل الذي تساقط. يمكن إستعمال أدوية خاصة لكن بشرط المثابرة عليها دونما توقّف، ويكون ذلك برشّ المنطقة التي تعاني من التساقط يومياً بمادة Minoxidil  حسب إرشادات الطبيب، إضافة إلى إستعمال الشامبو الذي يحتوي على المادة عينها. يبدأ إستعمال ال Minoxidil  الخفيف ٢٪ لمدّة سنة، ومن ثمّ إستعمال النسبة الأعلى ٥٪ ».

لكن من الملاحظ في بعض الحالات النادرة، المعاناة من دقّات قلب سريعة أو من هبوط في الضغط أو من أوجاع في الرأس إثر إستعمال هذه المادّة مطوّلاً.

من جهة أخرى، يقول ماليشيف «إنّ إنهاء مشكلة الصلع بشكل نهائيّ هو عبر الزرع الذي تطوّر كثيراً في العقود الأخيرة. فهناك تقنيّات متطوّرة يتمّ بها زرع الشعر بشكل طبيعيّ وغير مرئيّ مثل الزرع شعرة شعرة أي Micro-Graft بدلاً من طريقة المجموعة «تي» وسواها من الطرق الطبيّة».

لكن يجب معرفة إنتقاء الإختصاصيّ الماهر الذي يكون كفيلاً بإعطاء النتيجة المطلوبة وليس الإهتداء إلى الأرخص ثمناً الذي يزيّف الصور ولا يؤمّن المطلوب.

 عناية جلديّة وحلول جذريّة
في الماضي، كان الرجل يخجل من الإهتمام بشكله ولم يكن يولي بشرته عناية وافرة. لكن الآن، لم يعد الموضوع وصمة عار. تفسّر حدّاد «تشهد عيادات التجميل حالياً إقبالاً وافراً من الرجال على العناية بالبشرة لتحسين مظهرها والحدّ من مشاكلها. إذ بات الرجل يخضع لكل علاجات الترطيب والتطهير من الدهون والتقشير لمحاربة التجاعيد والإحمرار والجفاف والتشقّق والهالات السوداء. كما يتوّجه البعض حتى إلى حقن وجوههم لإخفاء كلّ أثر للتجاعيد ولتعبئة الفجوات في الخدود لإستعادة إستدارة الخدّ والوجه ولإعطاء النضارة والصبا إلى البشرة».

وأمّا في الحالات الأكثر تطوّراً، فيلجأ الرجال إلى الجراحة التجميليّة من دون تردّد ملحوظ للتخلّص من العيوب في الوجه والجسم. وأبرز الجراحات التي يُقدم عليها الرجل هي تسلسلاً جراحة تقويم الأنف وزرع الشعر وشفط الدهون وجراحة الجيوب تحت العين وشدّ العنق.

إهتمام بالجسم
إنّ المعاناة من الوزن الزائد هي مشكلة يعاني منها عدد كبير من الرجال. تفسّر حدّاد أن «المواظبة على العناية أمر سهل وفي متناول الجميع. فما عليهم سوى ممارسة الرياضة بإنتظام، والإنتباه إلى نوعيّة الأكل والكمّية، والحصول على قسط وافر من النوم وشرب كميات من الماء. كما يمكن إرتياد النوادي الرياضية وممارسة الرياضة على الماكينات المتخصّصة التي تعمد إلى شدّ العضل ومنع الترهّل إضافة إلى خسارة الشحوم المتكدّسة».

يقول ماليشيف: «يمكن الإستعانة بالتقنيّات المنحّفة والماكينات التي تشفط الدهون وتكسّر الشحوم وتصقل القوام وتنحت العضلات. إذ توجد ماكنات متطوّرة تساعد على خسارة الوزن بطريقة أسهل عبر تذويب الشحوم داخل الجسم ليتمّ تصريفها بشكل طبيعيّ، حسب حالة الرجل وحاجة الجسم. ويمكن اللجوء إلى الجراحة التجميليّة كحلّ جذريّ لشفط الدهون».

للرجال حصّتهم الوافرة في عالم التجميل، وما عليهم سوى الإهتمام قليلاً بشكلهم بمساعدة الإختصاصيين للحصول على النتيجة التي يُريدون بأقلّ جهد ممكن. فلم تعد المرأة هي وحدها المسيطرة على عالم التجميل!

 مستحضرات للرجال
بما أنّ بشرة الرجل تتعرّض بإستمرار للحلاقة، فقد يكون أثر هذا الفعل المتكرّر جفافاً في البشرة. فيعمد  بعض الرجال إلى إستخدام كريمات الزوجة أو الأمّ للترطيب وغالباً ما يكون ذلك في الخفاء.

لكن اليوم، تؤكّد حدّاد: «تنتشر الكريمات الرجالية والمستحضرات في أجنحة كبيرة في المحال والسوبرماركت والصيدليات، من أشهر الماركات العالمية. وتتألف عموماً كريمات الرجال من أنواع متعدّدة من مستحضرات الحلاقة، منها الرغوة ومنها الهلام، وتكون خالية من الكحول الطبية أو مقلّصة للمسام أو مرطّبة او لمعالجة الإفرازات الدهنية ولمعان البشرة. كما توجد كريمات خاصة بتجاعيد العين، إضافة إلى الأقنعة والمقشّرات والمنظّفات على أنواعها.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077