مؤتمر مصري مغربي في الإسكندرية: القصة القصيرة جداً في ميزان مبدعين ونقاد
لا شك في أن الاهتمام الواسع الذي تحظى به الرواية جاء على حساب أنواع أدبية أخرى، منها القصة القصيرة والشعر. وينطبق ذلك على نوع أدبي يبدو جديداً، على رغم أن له جذوراً في التراث العربي وفي إنتاج عدد لا بأس به من أدباء عصرنا الحديث، وهو "القصة القصيرة جداً".
ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر الأول للسرديات الذي نظمته مكتبة الإسكندرية أخيراً، بالتعاون مع "الرابطة العربية للقصة القصيرة جداً"، بمشاركة مبدعين ونقاد من مصر والمغرب والسعودية واليمن وعُمان وليبيا وسورية وفلسطين وتونس والأردن.
كرم المؤتمر، الذي تركزت أعماله على "القصة القصيرة جداً" الأديب السكندري مصطفى نصر، صاحب روايات "الهماميل" و"جبل ناعسة" و"الجهيني" و"سينما ألدورادو"، وغيرها من الأعمال السردية. كما كرم الكاتبين المصريين شريف سمير وطارق إمام اللذين فازا بجائزة متحف الكلمة الإسبانية للقصة القصيرة جداً لعامى 2012 و2013 على التوالي.
وأكد الأديب منير عتيبة، المشرف على مختبر السرديات التابع لمكتبة الإسكندرية أن المؤتمر يواكب الاهتمام العربي والدولي الملحوظ في السنوات الأخيرة بالقصة القصيرة جداً، مشيراً إلى أن هذا المجال كان موضوع مسابقة المختبر للعام 2012.
وأوضح الكاتب محمد محقق، الذي ألقى كلمة الدكتور جميل حمداوي رئيس "الرابطة العربية للقصة القصيرة جداً"، أن الرابطة حريصة على التواصل مع النقاد والمبدعين المهتمين بهذا الفن، وحريصة على دراسته وتجليته في شكل علمي.
وأصدر المؤتمر كتابين، يتضمن الأول الأبحاث التي نوقشت خلال جلساته التي استمرت ثلاثة أيام، والثاني يتضمن أعمالاً قصصية لـ37 كاتباً وكاتبة، منهم حسن علي البطران وخالد أحمد اليوسف من السعودية، وجمال الدين الخضيري وحسن برطال ومصطفى لغتيري من المغرب، ومحمد الغربي عمران من اليمن، وفاطمة بن محمود من تونس، وأحمد جاسم الحسين من سورية، ومحمد الرحبي من عُمان، وسمر حجازي ويوسف حطيني من فلسطين، وجمعة الفاخري وغادة البشتي من ليبيا، ومن مصر: الشربيني المهندس، إيمان السباعي، أميرة عبد الشافي، حسين منصور، رشاد بلال، ريم أبو الفصل، سهير شكري. وشارك في جلسات القراءة طارق إمام، من مصر، وامتنان الصمادي من الأردن والتي شاركت أيضاً ببحث "عنوانه البناء المراوغ في القصة القصيرة جداً".
وتحت عنوان "القصة التويترية مدخل نظري"، رأى الدكتور معجب العدواني أن الأدباء العرب بدأوا في الخروج بكتاباتهم الأدبية المتنوعة عن أوعية النشر التقليدية إلى أوعية نشر حديثة هيأتها لهم وسائل الاتصال الجديدة، ولما كان أبرز تلك الأوعية مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً "تويتر"، فإن نصوصهم نحت إلى التكثيف، استجابة لشيوع وسائل الإعلام الجديد، وتنوع قنواته، ومن ثمَّ اختلاف مساحة المكتوب المخصصة للنصوص المكتوبة فيها، وتحديدها اضطرارا في بعض تلك القنوات.
ومن جانبه تساءل الدكتور محمود الضبع: هل يمكن اعتبار القصة القصيرة جداً نوعاً أدبياً قائماً بذاته، أم تحولاً من تحولات الكتابة القصصية وشكلاً من أشكالها التعبيرية؟
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024