الفيلم الكوري 'هان كونغ جو' ينتزع الجائزة الكبرى لمهرجان مراكش
انتزع الفيلم الكوري الجنوبي "هان كونغ جو" للمخرج لي سو جين الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي اختتمت دورته الثالثة عشرة ليلة السبت السابع من الشهر الجاري، في مسابقة عرفت مشاركة 15 فيلما، مثلت جغرافيات سينمائية مختلفة.
وتدور أحداث هذا الفيلم حول "هان كونغ جو"، وهي فتاة مراهقة اضطرت تغيير مدرستها لأن والديها لم يعودا قادرين على رعايتها، لينتهي بها المطاف بالعيش مع والدة أحد أساتذتها التي ترفض في البداية استقبالها، لكنها تغير رأيها عندما تكتشف أن الفتاة ضحية إهمال والديها. وفي إطار هذا الظرف الجديد، ستقرر "هان كونغ جو" الاعتماد على نفسها لمواجهة حياتها الجديدة، والتألقم مع وضعها، وستجعل من السباحة وهي هوايتها المفضلة متنفسا لها.
وتتوالى أحداث الفيلم ليكتشف المشاهد بعد ذلك أن "هان كونغ جو" ضحية عملية اغتصاب جماعي وضحية ظروف وأخطاء والديها اللذين أهملاها وانشغلا عنها، حتى تورطت في هذه القضية التي ستتعقد أكثر عندما تقدم صديقتها على الانتحار...
وذهبت جائزة أحسن إخراج للفيلم الايطالي "ميدياس" لمخرجه أوندريا بالاورو، أما جائزة لجنة التحكيم التي ترأسها مارتن سكورسيزي فكانت من نصيب فيلم "الدمار الأزرق" للمخرج الأميركي جيريمي سولنيي وفيلم "حوض السباحة" للمخرج الكوبي كارلوس ماتشادو كينتيلا. وحازت الممثلة أليسيا فيكاندر جائزة أحسن دور نسائي عن تجسيدها شخصية إريكا في فيلم "الفندق" للمخرجة السويدية ليزا لانكسيت، كما كانت جائزة أحسن دور رجالي مناصفة لكل من ديديي ميشون، الذي جسد شخصية بنجامان، وسليمان دازي عن شخصية كريم في فيلم " حمى" للمخرج المغربي هشام وعيوش.
وفاز فيلم "باد" لأيوب الهنود وعلاء أكعبون بجائزة أحسن فيلم خلال مسابقة الأفلام القصيرة لطلبة مدارس السينما في المغرب،ويحكي الفيلم قصة شاب أبكم وأصم يعاني من أجل تجاوز إعاقته في عالم عنيف وغير متسامح.
وأعرب أعضاء لجنة تحكيم المسابقة التي يترأسها المخرج المغربي نور الدين لخماري عن انبهارهم بإبداعية ونضج الأعمال المشاركة والتي تبشر بمستقبل واعد للسينما المغربية. وفي التفاتة فريدة، أدى أعضاء اللجنة الرقصة الشهيرة لأغنية "باد" للمغني الراحل مايكل جاكسون.
وتعتبر الجائزة الكبرى لأفضل فيلم قصير "سينما المدارس" هبة خاصة، يمنحها الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، وتبلغ قيمتها 300 ألف درهم، تُرصد لمخرج الفيلم الفائز من أجل إنجاز شريطه القصير الثاني.
تكريم فرناندو سولاناس وتتويج المغربي محمد خيي
على عادته في الاحتفاء بأسماء من مدارات إبداعية مختلفة، خص مهرجان مراكش الدولي للفيلم المخرج الأرجنتيني فرناندو سولاناس بتكريم دافئ لمسيرته الفنية الطويلة التي قدم خلالها سينما ملتزمة بالقضايا الاجتماعية والسياسية النبيلة.
ووصف المخرج نور الدين الخماري، الذي سلم سولاناس نجمة المهرجان، هذا السنيمائي الكبير بأنه "فنان حر لم يقدم تنازلات" بل قدم شهادته كفنان مواطن على واقع مجتمعه، وكان بحق "لسان الضعفاء" في بلاده.
أما فرناندو سولاناس فلم يخف، في كلمته القوية، إعجابه بالمدينة "الساحرة والأسطورية"، مراكش التي كشفت له "عظمة ثقافة هذا البلد".
وتوّج المهرجان النجم المغربي محمد خيي الذي تألق في العديد من الأدوار تحت إدارة أبرز المخرجين المغاربة. وقد تسلّم نجمة المهرجان من رفيق دربه الطويل النجم محمد بسطاوي الذي شاركه العديد من النجاحات في الطريق الى التألق.
وقال بسطاوي، في شهادته حول محمد خيي، إن النجم المحتفى به "مشخّص من العيار الثقيل، تعشقه الكاميرا وتحبه خشبة المسرح"، معرباً عن اعتزازه بالاحتفاء بممثل "حافظ على انسانيته وتواضعه والتزامه الفني". وصنع النجمان محمد خيي ومحمد بسطاوي لحظات فرح على منصة الحفلة حين تفاعلا رقصاً مع مقاطع من موسيقى كناوة.
وفي تكريم السينما الاسكندينافية، سلّم المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي الوفد الاسكندينافي درع المهرجان، وعقب الاحتفالية تم عرض فيلم " من اجل مونيكا" خارج المسابقة الرسمية .
وألقى المخرج الدنماركي نيكولاس ويندينك ريفن محاضرة أمام طلاب مدارس ومعاهد السينما في المغرب، بحضور نقاد سينمائيين مغاربة وأجانب، واستعرض مساره الفني الذي قاده عام 2011 للحصول على جائزة أفضل إخراج في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه «درايف» الذي لقي نجاحاً عالمياً.
كما أحيا المهرجان ذكرى المخرج السينمائي السويدي الراحل فيكتور سيوستروم، الذي قال عنه سكورسيزي إنه أحد رواد السينما العالمية.
وكان الغائب الأكبر عن هذه الدروس السنيمائية المخرج الإيراني الكبير عباس كيارستامي، رئيس لجنة تحكيم دورة 2009، الذي ألغيت محاضرته بعد تعذر مجيئه إلى مراكش لأسباب لم يفصح عنها.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024