يوميات أمّ عاملة... لنا قمصاني: أحب العمل الجماعي لأني أجني ثماره في حياتي
لنّا كامل عبد الله قُمصاني، سعودية، درست المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في السعودية، لتسافر مع عائلتها إلى مصر وتُكمل فيها دراستها الثانوية. سافرت إلى بوسطن، وأكملت دراستها الجامعية في مجال المسرح. تخوف أفراد عائلتها في البداية، لكنها واصلت مسيرتها وحصلت على تخصص آخر في الإنتاج التلفزيوني. عادت إلى مصر، وعملت ثماني سنوات في مجال التسويق، ثم انتقلت إلى التعليم، فعملت في جامعة القاهرة. وفي الوقت نفسه، كان للمسرح النصيب الأكبر في مخيلتها، فقدمت عروضاً في مصر وأميركا، كما عملت على إخراج عرضين مسرحيين، الأمر الذي حدد اتجاهها في هذا المجال. تقول: «لا يقتصر عملي كممثلة على المسرح، إنما يمتد إلى الإخراج وتنفيذ الفكرة».
عادت قُمصاني إلى السعودية ودرّست في جامعات مختلفة، منها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ثم انتقلت إلى جامعة عفت، بالإضافة إلى عملها إختصاصية ومشرفة المسرح ومسؤولة عن القسم الفني في نادي تعليم الدراما للأطفال. «لها» التقت لنا قمصاني زوجة عامر فرعون وأم مريم (سنة وتسعة أشهر)، لتعيش معها يوماً في حياتها العملية والعائلية، وترى عن قُرب ما هي الأولوية في حياتها، عملها أم عائلتها؟
تزوجت قُمصاني من عمّار فرعون، و أنجبت مريم، وهي حامل الآن في الشهر الرابع. ورغم ضغوط العمل ومتطلباته، تعتبر أن عائلتها لديها الأولوية في حياتها، لا يعيقها أي شيء عنها. فهي تعود من عملها لتبقى برفقة ابنتها مريم، وتلعب معها وتطعمها وتروي لها بعض القصص، أو تستمتع معها بالغناء والرقص، أو اللعب مع الطيور التي تربيها قمصاني في منزلها نزولاً عند رغبة زوجها الذي يهوى تربية الطيور. «زوجي يدعمني في كل أمور حياتي، في عملي أجده مُشجعاً لي، وحريصاً على أن أبقى امرأة عاملة قادرة على التوفيق بين عائلتها وعملها. حتى في عملي الإضافي أجده يساعدني وينصحني بعدم إرهاق نفسي، إلا أنه يعرف أني شخصية عنيدة، وأحب أن أبقى في هذه الأجواء التي تمنحني شعوراً لا يوصف، حتى بمساعدتي الناس خارج نشاط عملي. وكذلك الحال في المنزل، فهو يعود من عمله، حتى وإن كان متعباً، يحرص على تمضية الوقت معنا ونتشارك الكثير من الأحداث، أو نخرج لتمضية الوقت مع بعض الأصدقاء، أو للعشاء في مكانِ ما».
المسرح صقل شخصيتي وساعدني كثيراً في تجربتي المهنية
بدأت العمل في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، لكنها لم تكمل هناك، نظراً إلى ظروف بُعد الجامعة التي تقع في مدينة ثُول على شاطئ البحر الأحمر شمال مدينة جدة، ولم تتمكن قُمصاني من الابتعاد من عائلتها وعائلة زوجها، «هم يساعدوني كثيرا في حضانة مريم، ولا أخفيك أني لم أكن أرغب في العيش بهذه المنطقة البعيدة جدا. حتى وإن كنت آخذ ابنتي معي إلى الجامعة لم يكن الأمر يُجدي، فبقيت أمام خيارين، إما أن آخذها معي إلى الجامعة، أو أن أبتعد عنها فترة طويلة من النهار، وهذا ما لا استطيعه، فقررت ترك الجامعة».
حصلت بعد ذلك على عرضٍ من جامعة عفت: «فرصة العمل التي أتيحت لي في جامعة عفت، كانت ملخصاً مناسباً لما تعلمته في حياتي وفي المسرح، خصوصاً من حيث التواصل مع الفتيات وتعليم المهارات الشخصية والاجتماعية، ومساعدتهن في أن يجتزن صعاباً في اللغة يمكن أن تُعيق مسيرتهن الجامعية، وتواصلي مع الفتيات اللواتي يصعب عليهن تحدث اللغة الانكليزية. إضافة إلى عملي في نادي تعليم الدراما للأطفال، وتقديم المهارات الشخصية المتوافرة من خلال الوقوف على خشبة مسرح، ومواجهة الناس دون خوف أو توتر».
5:30
تستيقظ قُمصاني يومياً في الخامسة والنصف صباحاً، لتوقظ زوجها وتحضر له القهوة، ثم تذهب لرؤية ابنتها وتلعب معها قبل الذهاب إلى عملها. تقول: «أحرص دائما، وفي كل صباح أن أرى زوجي قبل أن يذهب إلى عمله لنتحدث».
6:15
وعندما يخرج في الساعة السادسة والربع، ألتفت إلى ابنتي، فأحضر لها الحليب، وأغيَر ملابسها، ليبدأ يومي معها. تتعلم مريم اليوم أن تمسك الفرشاة وتنظف أسنانها، أجد صعوبة في ذلك، لكننا نستمع بهذا النشاط الصباحي.
7:00
وفي تمام الساعة السابعة أحضَر وجبة الفطور لها، وأحرص على بقائي قربها، إلى أن تنتهي من الأكل...
8:30
ثم أنتظر والدتي لتأتي وتعتني بمريم، لأرتدي ملابسي، وأتوجه إلى عملي بحدود الساعة الثامنة والنصف تقريباً
8:30 _ 4 pm
ينتهي دوامي الجامعي في تمام الساعة الرابعة عصراً، وأعود إلى المنزل، لأجالس ابنتي قليلاً».
7 in the evening
في كثير من الأحيان ترافق مريم والدتها إلى المسرح، لتلعب مع من هم في سنها، أو لتبقى في مركز رعاية الأطفال الموجود في المعهد. لتنهي عملها في تمام الساعة السابعة، وتعود إلى منزلها، لترافق ابنتها في موعد العشاء، ثم الخلود إلى النوم الساعة الثامنة والنصف.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024