ريم عكرا: أستمدّ قوّتي من ذاتي، من داخلي
«اتّصلت بي أمّي يوماً وطلبت منّي أن أقرأ ورقة كتبتها عندما كنت صغيرة. عام 1979. كتبت شكراً يا ربّي لأنّك أعطيتني أكثر من الجمال، شكرا لأنّك أعطيتني القدرة على صنع ما هو جميل». فبالرغم من أنّ الفتيات في هذا العمر متردّدات، وغير واثقات من انفسهنّ، كانت المصمّمة اللبنانيّة ريم عكرا تصنع زهوراً من القماش، وباقات زهور، وتساعد في تنظيم حفلات والدتها... كانت تصنع الفساتين منذ كانت في الخامسة من عمرها، ولكنّها لم تكن تعلم أنّها ستصبح مصمّمة أزياء عالميّة ترتدي أزياءها أجمل نساء العالم وأشهرهن. التقيتها مراراً، بين نيويورك وبيروت.... في نيويورك حدّثتنا عن ريم المرأة، وفي بيروت التقيناها في «صبحيّة» دعتنا إليها في منزلها في وسط المدينة.
- هل تخبئين أيّة نقاط ضعف وراء قوّتك؟
طبعاً... أكذب إن قلت لا. لدينا كلّنا نقاط ضعف.
- ما الذي يشعرك بالضعف؟
تضحك كثيراً ولا تجيبني...
- كيف أنت في الحبّ؟
أعطي الكثير، أعطي كلّ شيء... لهذا أفضّل العطاء في مجال عملي وإبداعي وتصميم ما هو جميل وإسعاد من حولي. لا يمكنك التحكّم في الأشخاص وجمال العلاقة. أحبّ أن أتمتّع بالجمال. وأحياناً الجمال غير موجود في العلاقة. أحبّ حياتي كثيراً، أعشق حياتي وأحبّ أن أذهب إلى بيتي ولو وحدي، لا يزعجني الأمر. منزلي رائع أستمتع بكلّ دقيقة فيه. إن وجدت الشخص المناسب الذي يستمتع بما أستمتع به، بعمق وليس بطريقة سطحيّة، فأهلاً به في حياتي... لكن هذا الرجل من النادر أن نجده، من النادر ان أجد الشخص المثقّف المتفهّم للجمال في طبيعته... سأكتفي بالقول: الفنّ هو حبّي.
- كيف تجدين إقامتك في لبنان؟
أحبّ لبنان كثيراً، ليس هناك ما لا يحبّ في لبنان. زياراتي قصيرة جدّاً، فعادة ليس لديّ الكثير من الوقت. لهذا أحبّ أن ألتقي أصدقائي.
- أخبرينا قليلاً عن مجموعتك لربيع وصيف 2013؟
المجموعة كانت أصداؤها رائعة. مجموعة مميّزة، عصريّة جدّاً مستلهمة من الفنّ. فيها أفكار جديدة، وأنا فعلاً فخورة بها. فقد وضعتنا على مستوى أرقى وأرفع.
المجموعة كانت لإمرأة قويّة. لكن في نهاية العرض قدّمت فستاناً زهرياً مموّجاً رائعاً... أشبه بحلم.
- تعلمين أن ختام العرض يجب أن يكون دائماً ناعماً ورومانسيّاً، ونحن على كلّ حال لدينا مكانتنا ووجود قويّ في ما يتعلق بفساتين السهرة، وهي الروح التي يعكسها أصلاً اسم ريم عكرا.
ولكن ريم عكرا في الوقت نفسه في توسّع مستمرّ. ونحن نعمل اليوم على الألبسة الجاهزة والعصريّة، وهي لعبة يصعب تنفيذها. ولكن مع هذا نلاقي النجاح الكبير فيها.
- شخصيّاً هل تجدين نفسك في الكوتور أو الألبسة الجاهزة أكثر؟
كوني أصمّم كوتور وألبسة جاهزة في الوقت نفسه أعتبره تحدّياً نجحنا فيه. فقد ربحنا قلوب الصحافة والكلّ ينتظرنا ويتساءل ما الجديد. هذا أمر يثيرني ويدفعني للعمل أكثر. فأنا اليوم أمضي وقتاً طويلاً على الأبحاث والتفكير في ما هو جديد ومبدع لأقدّم الخطوات الجديدة.
- ما الجديد من ريم عكرا إذاً؟
الجديد سترينه وقت العرض، لن أبوح بأيّ شيء قبل موعده.
- في عرضك في نيويورك، يعجبني كثيراً الاعتناء بأصغر التفاصيل، من الإضاءة إلى اختيار خشبة العرض. هل تهتمّين شخصيّاً بهذه الأمور؟
طبعاً! فهذه كلّها تكمل صورة المصمّم وتعكس ذوقه. أقرّر ما هي الفكرة التي أريدها، التصميم والألوان، كلّ هذه الأمور. ومن أنجح عروضنا كان عرض الشتاء السابق، حيث تبعت خطواتنا أكبر دور الأزياء.
- لقد عدت أخيراً للعرض ضمن أسبوع الموضة في نيويورك وليس بطريقة مستقلّة. هل آعجبك المبنى الجديد والتنظيم الجديد؟
نعم، طلبوا منّي العودة وأحببت الحلّة الجديدة والمركز الجديد، فهما أفضل من قبل بكثير... فقرّرت القبول بالعودة.
- ما رأيك في التقدّم التكنولوجيّ والانترنت ومواقع الاتصال الاجتماعيّة؟
أعتقد أنّنا ما زلنا في بداية عصر الاتصال الاجتماعيّ، وسنرى حتماً تطوّراً أوسع في هذا المجال. يجب متابعة هذا العالم التقنيّ وأن نفهم كيف يتغيّر كل ثانية. ما زلنا في بداية هذا الزمن، أنا أكيدة.
- ما هو هدفك في عام 2013؟
أطمح الى البقاء على المستوى نفسه، وتسلّق الخطوات التالية. عام 2012 كان عاماً مهمّاً، وأتوقّع أن تكون السنة المقبلة أهمّ. أحبّ أن أقوم بعملي خطوة خطوة، فأنا في هذا المجال منذ 15 سنة فقط. وأعتقد أنّ ما حقّقناه الى اليوم انجاز كبير.
- هل سنرى المزيد من المجوهرات من ريم عكرا؟
أصمّم المجوهرات لنفسي ولأصدقائي.. أعمل على الكثير من المشاريع حاليّاً، لكنّني لن أقول لا... فالمستقبل أمامنا.
- كيف ترين المرأة في ريم عكرا الصيف المقبل؟
أراها حقّقت نفسها، تحبّ الفنون، واثقة من نفسها، مثقّفة، سافرت كثيراً، وتعرف نفسها جيّداً، قويّة دون شكّ... ترين ذلك من خلال أزيائها.
- من أين تستمدّين قوّتك؟
من ذاتي، أنا قويّة من داخلي، وأيضاً من الخارج... كما أنّني طموحة جدّاً، وأعمل... أعمل كثيراً على ما أملكه.
- هل تجدين أيّ وقت للاسترخاء؟
ليس لديّ الكثير من الوقت... لهذا لا أقوم بالكثير من المقابلات. عندما يسمح لي الوقت آتي الى لبنان وألتقي أصدقائي. أحاول أن أستفيد من وقتي هنا قدر الإمكان.
- ماذا تقولين للمرأة في الشرق الأوسط؟
المرأة في الشرق الأوسط هي دائماً مصدر للإلهام، وأتشوّق دائماً للعمل معها...
- هل هناك أيّة نجمة مشهورة تعجبك في الشرق الأوسط؟
للأسف، لست على إطّلاع واسع في ما يتعلّق بالنجمات هنا، ولكن أتمنّى معرفة المزيد عنهنّ في المستقبل.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024