ظواهر طبيعية في العالم
كثيرًا ما نقف مدهوشين أمام ظواهر الطبيعة التي تشعرنا بالرهبة والخشوع لقدرة الخالق على رسم لوحات متحرّكة يعجز تفكيرنا الإنساني عن استيعابها.
وفي العالم ظواهر طبيعية تجعل عدسة الكاميرا كما عدسات أعيننا غير قادرة على إدراك ما تلتقطه، فلحظة الضغط على الزر يتغير المشهد لنفاجأ بعد تجميدها أن ما في الصورة مختلف عما رأيناه، وكأن بها تخضع لسيرورة متسارعة من أجزاء الثواني.
ولا شكّ أن في العالم كثرًا ممن يهوون تجميد اللحظات المتغيّرة لهذه الظواهر. وما عليهم إلا أن يحزموا أمتعتهم ويحضروا كاميراتهم ليحلقوا إلى الأماكن التي يستمتع سكّانها بجمال هذه الظواهر المهيبة.
كامانشاكا، صحراء أتاكاما في تشيلي
بأقل معدل أمطار في العالم (واحد ملم في السنة)، وبعض المناطق لم تستقبل نقطة مطر منذ 400 سنة، صحراء أتاكاما الشاسعة في تشيلي تستحضر مشهد كوكب المريخ حيث الهواء الجاف والحار جدًا.
ورغم ذلك فإن الحياة موجودة في قسم كبير منها بفضل ظاهرة الكامانشاكا التي تأتي من المحيط الهادئ، فسحب الضباب العملاقة التي تغلف المنطقة تحمل معها الرطوبة فتساهم في بقاء بعض أنواع الحيوانات مثل ثعلب الصحراء ونبتة الصبار Cactus والغواناكوس، وهو جمل الصحراء الأميركي.
مشهد مهيب يقصده الكثير من السياح فقط ليتأملوا الضباب وهو يغلف الريف الصحراوي
أوروريس بورياليس، أبيسكو في السويد
إنه السحر الذي يخطف الأنفاس، عند تأمله تعجز الألسنة عن التحدث عما تراه. تخيّلوا راقصات باليه بإشعاعاتهن المهيبة الخضراء والحمراء يتمايلن ويتماوجن على ألحان سمفونية تعزف في فضاء حالك الظلمة. مشهد مسرحي باهر يحدث عند خطوط العرض في القطب الشمالي، حيث السماء صافية بشكل دائم.
وأبيسكو في لابونيا السويدية أحد أفضل الأماكن لمراقبة هذه الظاهرة الطبيعية الفضائية التي تظهر تقريبًا كل ليلة على مدار السنة.
إنها اللحظة للإستفادة من أكثر الظواهر الكونية سحرًا وغرابة. وبحسب الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) فإن هذه الظاهرة تصل إلى ذروتها عام 2013.
«برق كاتاتومبو» عند بحيرة ماراكايبو في فينزويللا
يُنتج إلتقاء الريح الجليدية المنزلقة من سفوح جبال الأندين، والهواء الرطب الحار الذي يحوم فوق بحيرة ماراكايبو العائمة على مستوى البحر في فنزويللا، عواصف رعدية، الأكثر تكرارًا والأطول في العالم وتعرف ببرق»كاتاتومبو» .
ورغم أن هذه الظاهرة بدأت تتراجع قوتها في الأعوام الأخيرة، فإنها تستمر 160 ليلة في السنة، مع 40 وميض برق في الدقيقة يستمر طوال تسع ساعات.
وقد يبدو أن لا شيء جديداً في ظاهرة البرق هذه، ولكن اللافت أنه يمكن رؤيتها على مسافة 400 كيلومتر.
ويتكرر هذا المشهد في جو من الصمت غير الواقعي، فبعد البرق لا يأتي الرعد، بل مجموعة ومضات تخترق ديوج الليل من دون أن يليها رعد، وأنوار بأشكال مختلفة تترك للخيال الإبداع في فهم ما تحمله صورها.
قوس القزح القمري عند شلالات فيكتوريا في زامبيا
عند شلالات «موتزي أوا تونيا» وتعني التسمية «الدخان الذي يزمجر»، منعطف نهر زامبيز بعرض 1700 متر يتدفّق على علو أكثر من 100 متر مشكلاً شلالاً مهيبًا.
خلال النهار يحصل احتكاك بين ضوء الشمس ورذاذ مياه الشلال الكثيف، فيتشكل قوس قزح قد يستمر حتى ساعات المساء الأولى، عندما يكون القمر بدرًا والشمس غائبة، فالظلام بالكاد يتمكّن من محو ألوان قوس قزح.
وللإستمتاع بقوس القزح القمري على هواة هذا النوع من الظواهر التوجه إلى الجهة الزامبية بعد ظهور القمر مباشرة، ولكن يجدر توخّي الحذر من البوفالو أو الثور البري والفيلة لأنها أيضًا تحب التنزّه خلال الليل...
ماوسينرام مغالايا في الهند
تعني مغالايا باللغة الهندية « دار الغيوم»، لقب يناسب هذه الولاية الهندية الأكثر رطوبة في البلاد. تسكن قرية ماوسينرام في الهضاب الخضراء شرقي كاسي الهندية، حيث معدل الأمطار السنوي فيها 11872 ملم تغذي الشلالات المتدفّقة على المنحدرات القوية المحيطة بالمنطقة.
وليس بعيدًا عن هذه القرية فإن شيرابونجي هي المنطقة التي فيها أعلى معدّل أمطار في العالم.
ولكي ينتقل السكان أثناء وابل الأمطار فإنهم يسلكون جسورًا طبيعية من جذور شجرة البنيان المشهورة في المناطق الإستوائية.
أفضل وقت لمغامرة تصوير
تقع أبيسكو على مسافة 100 كيلومتر غرب كيرونا حيث يوجد مطار. وأفضل وقت للسفر إلى هذه المنطقة بين شهري كانون الأول/ ديسمبر وآذار/ مارس.
تنظم رحلات ليلية على ريو كاتاكومبو انطلاقًا من ميريدا، والموسم المناسب لخوض هذه المغامرة والإستمتاع بهذه الظاهرة يكون خلال موسم الأمطار من أيار إلى كانون الأوّل/ ديسمبر.
يظهر قوس القزح القمري بشكل واضح بين شهري نيسان/ أبريل وتموز/ يوليو، عندما يكون مستوى مياه النهر بأقصى علو فيولّد بخاراً يكون كافيًا لولادة قوس قزح قمري.
الأمطار الموسمية الصيفية في ميغالايا بين الأسبوع الثالث من شهر أيار/ مايو وتشرين الأوّل أوكتوبر مما يجعل السفر إلى هذه المنطقة خلال هذه الفترة مغامرة فريدة من نوعها لا يمكن تفويتها.
تعتبر سان بيدرو أتاكاما معقل سياح المنطقة تبعد 1670 كيلومترًا عن سانتياغو ويستغرق الوصول إليها بالحافلة 20 ساعة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024