تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

زهور الريّس صاحبة أول دار مغربية للأزياء الراقية...

اسم بارز في عالم الموضة. الأميرات وسيدات المجتع المخملي في الشرق والغرب يضعن ثقتهن في تصميماتها وتشكيلاتها الفنية التي تمزج بشكل خلاق ما بين التقليدي والعصري. 

شعارها الأناقة والإبداع والتميز، الإرادة والحماسة والتألق. شغوفة بجمالية القفطان المغربي والأزياء التراثية العربية وبفن التطريز، فتنهل من هذا التراث وترفعه إلى المستوى العالمي ببصمة تحمل اسمها...
إنها زهور الريس صاحبة أول دار مغربية للأزياء الراقية التي سنتعرف عليها من خلال هذه المقابلة.



- إذا طلبنا من زهور الريس أن تتحدث عن نفسها ماذا عساها تقول؟
زهور الريس سيدة تعتز بمغربيتها، وتتشبث بجذورها، وبثقافتها وببلدها. سيدة معطاء من خلال تربية بناتها الثلاث، وشغفها بالقفطان، حاصلة على دبلوم لدى السيدة إينس، ودبلوم ثان من معهد الفنون الجميلة في الدارالبيضاء، وآخر من معهد «اس مود». هي واحدة من المبدعات اللواتي يجتهدن حتى يتلاءم القفطان مع السيدة العصرية، بمعنى أن يستهوي امرأة اليوم.

- من ساعدك في دخول عالم الأزياء؟
ترعرعت وكبرت في وسط يعتمد الخياطة. والدي كان خياطا، والوالدة تصنع كل ملابسنا، والجدة لديها أيضا الميل نفسه. في هذا الوسط العائلي، حيث الجميع شغوف بالخيط والإبرة، كبرت واشتد عودي، وكانت الخياطة في هذا المحيط شيئا عاديا.

- كيف بدأت مهنة تصميم القفطان؟
في صغري كنت أزور خالاتي في مراكش، في هذا الجو الحماسي، بـ«الرياض»،  تملكني الحنين والحب لهذا العالم المتفرد. كنت في البداية معجبة بهذا الخليط من الألوان بالجدران، وهذا التبليط، وهذه المفارش المتنوعة، وكنت مأخوذة بأدق التفاصيل. لكنني كنت، بكل تأكيد، مهووسة بخيالات النساء المترفات في هذه القطع من الملابس: سروال، تشامير، قفطان، مجدول، إلى جانب قصات شعورهن المختبئة وراء وشاحات على الرؤوس، عالم دفعني إلى ابتكار مجموعاتي الخاصة.


علاقتي بالألوان لا يمكن تفسيرها...  ولا أحب لونا أكثر من غيره

- أي الألوان أقرب إلى قلبك؟
علاقتي بالألوان لا يمكن تفسيرها، إنها علاقة غريبة، كما لا يمكن تعريفها وتحديدها. لا أحب لونا أكثر من غيره، أحب جميع الألوان، لأن لكل لون أسراره وإغراءاته.

- ما الذي يميزك عن بقية المصممين؟
لي تجربتي الخاصة، ولا أرغب في المقارنة، لكل مساره، إنني إنسانة شغوفة وجادة في الوقت نفسه، أحترم نفسي، كما أحترم زبوناتي. لست امرأة تجارية، وعندما أقدم استشارة لإحداهن أفعل ذلك عن حب وشغف.

- كم سنة لزمتك لتحقيق حلم إنشاء أول دار مغربية للأزياء الراقية؟
ست سنوات من التفكير والتخطيط  لأفتح أبواب مشروعي المتمثل في دار الخياطة بمدينة الدارالبيضاء.

- لماذا اخترت المغرب لإطلاق مجموعتك الجديدة أخيراً؟
قدمت حديثاً مجموعة في أمستردام، في إطار معرض «شغف من أجل الكمال»، وهي مجموعة الفن الإسلامي للأستاذ ناصر الدين خليلي. ألخص هذه المجموعة في المغرب وطني، أحب جذوري وبلدي، وعلى هذا الأساس كان من الطبيعي أن أفتح دار الخياطة في المغرب، وأقدم مجموعتي.

- من أين تستنبطين أفكارك عندما تصممين مجموعة جديدة؟
استلهم إبداعاتي من كتب التاريخ، ومن الأفلام الوثائقية، وقراءة الروايات، والمجلات، وكل شيء له علاقة بالراهن والاتجاهات والمعارض والصالونات، ورغبات زبوناتي وبناتي.

- ما الذي يميز تصاميمك عن غيرها؟
كل واحد من إبداعاتي جيد، ويجب أن تكون أعمالي متناسقة ومنسجمة، ولا تخضع للإعادة. كل إبداع متفرد في ذاته، لا يوجد المتشابه في أعمالي. إنه أسلوبي الخاص الذي يوحي بالإبداع نفسه لكنه لا يكرره، لأن التشابه للرمال.



موادّي تتميز بنبلها وجودتها مثل التخريم والدانتيل والساتان

- ماهي الأنسجة أو المواد التي تعتمدين عليها لابتكار أزيائك، وأي واحدة منها تفضلين؟
لا أحب الأشياء المعقدة، وموادي تتميز بنبلها وجودتها مثل التخريم والدانتيل والساتان، إضافة إلى الأورغانزا والحرير.

- ما هو الشقّ الأصعب الذي تواجهينه عند تحضيرك لمشروع جديد؟
كل مشروع جديد أعتبره مغامرة جديدة وتحديا من نوع آخر، أخوضهما بالعزم والإصرار، وأحدد ماذا يجب علينا فعله، ومعرفة أين سنضع أقدامنا و نثبت خطواتنا. الجرأة والإرادة والحماسة والشغف والحلم كلها عناصر أساسية في مشاريعي.

- متى تكونين راضية عن عملك؟
يكون ارتياحي في عملي كبيرا حين أتلقى في اليوم التالي مكالمة من زبونة تؤكد فيها أن إبداعي، الذي ارتدته، أدخل البهجة عليها وتؤكد ذلك بالقول: «زهور أشكرك كثيرا، إني فخورة بالتزين بإبداعاتك».

- كيف تختارين العارضات؟
أعتمد في اختياري لعارضات الأزياء على شرط المهنية أولا، وثانيا مبدأ الاحترام، بعد ذلك يأتي التنسيق، والأناقة، والإحساس، والشباب.

- كيف توازنين بين الأناقة والراحة في التصاميم؟
لباس أنيق بكل بساطة هو لباس جيد وأنيق في بساطته. يجب البحث عن التوازن في كل ما نلبس من زركش، ومن ألوان القفطان، من أجل أن نكون أنيقين، فيجب الإحساس بذلك من الداخل. ومن هنا تظهر مهارة المصمم، والقصة الجيدة تشعر بها الزبونة حين ترتدي القفطان.

- ما هي الصعاب التي تعترضك عموما؟
الصعاب التي تعترضني تتمثل في العمل غير المتقن، وهذا الأمر يجب الامتناع عن قبوله، لكني أعمل على تحفيز الحرفيين الفنانين على تقديم الأجود.

- هل ترسمين التصاميم بنفسك؟
بالنسبة إلى زبوناتي لا أجد الوقت الكافي، وإنما نقوم بإبداع التصميمات جميعا، انطلاقا من حديثنا، والثقة التي يبدينها تجاهي.

- كيف تدبرين فريق ورشة العمل؟ 
نشتغل في جو عائلي يسوده الاحترام، لا توجد بيننا مراتب، فالقفطان مثلا يمر بمجموعة من الأيادي، وكل يد لها طابع خاص وتضيف أشياء مختلفة عن الأخرى، وأكون قريبة جدا من هذه الأيادي الصغيرة.

- كيف ترين تطور القفطان المغربي ما بين الأمس واليوم؟
الفقطان لباس وطني وتاريخي، سافر كثيرا، واكتسب اليوم صفة تراث ثقافي. في ما مضى القفطان كان يرتديه الرجال، وبعدهم تزينت به النساء. وكان القفطان فضفاضا وواسعا، واليوم بفعل التطور يخضع في تصميمه لمقاس الجسد، كل سيدة مغربية لها فقطان في خزانة ملابسها، لأن القفطان جزء من هويتنا الوطنية.

- هل يمكن القول إنه صار ماركة مسجلة عالميا؟
الحضور العالمي للقفطان ترسخ منذ مدة طويلة، و تاريخه عميق ومتجدد في حياتنا الاجتماعية. غير أن هذا لا يكفي للحفاظ على ألقه، فأظن أن هناك عملا كبيرا في انتظارنا لنطور هذا اللباس أكثر.

- من موقعك أي دور تلعبينه في الحفاظ على المكانة المرموقة للقفطان والجلباب المغربيين؟
كل الفضل يعود إلى الحرفيين. أعكف على تطوير الجلابية وتحديثها وعصرنتها، إلى جانب القفطان أيضا، لكن يوجد خط أحمر لا يجوز تجاوزه، والاحتفاظ بملامح الإبداع الطبيعية ضروري لكي لا يتعرض للتشويه.

- ماذا عن مشاريعك؟
لدي الكثير، لكني لن أفصح عنها الآن، سأضعكم في الصورة عندما تأخذ الأمور شكلها النهائي.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078