تحميل المجلة الاكترونية عدد 1084

بحث

تحذير من الرُّز البنّي... الأطفال الأكثر تضرراً

تحذير من الرُّز البنّي... الأطفال الأكثر تضرراً

على الرغم من التسويق له على أنه من المواد الاستهلاكية الصحية، وجدت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة "ميشيغان" أن الرُّز البنّي يحتوي على كمية أعلى بنسبة 15% من الزرنيخ السام مقارنةً بالرُّز الأبيض.

ونُشرت الدراسة في صحيفة "دايلي ميل"، وتبين للباحثين أن الأطفال الصغار هم الفئة الأكثر عرضةً للخطر عند تناول الرُّز البنّي بكميات كبيرة، لأن أدمغتهم تكون في طور النمو وحساسة بشكل خاص لتأثيرات الزرنيخ.

ووجدت الدراسة أن الرضّع والأطفال بين 6 أشهر وعامين اثنين الذين يتناولون الرُّز البنّي يتعرضون لضعف كمية الزرنيخ مقارنةً بمَن يستهلكون الرُّز الأبيض. وهذا التعرض المبكِر يرتبط بمشاكل عصبية خطيرة تتراوح بين صعوبات التعلّم وانخفاض معدل الذكاء وصولاً إلى اضطرابات أكثر تعقيداً مثل التوحّد وفرط الحركة.

ويكمن الخطر في التركيزات العالية من الزرنيخ التي يحتوي عليها الرُّز البنّي، والتي تعود إلى طبيعة زراعته الفريدة. إذ تُغمر حقول الرُّز بالماء، مما يخلق بيئة مثالية لامتصاص الزرنيخ من التربة، وتتركز هذه المادة السامّة تحديداً في النخالة، أي الطبقة الخارجية الغنية بالعناصر الغذائية والتي تعطي الرُّز البني قيمته الغذائية ولونه المميز.

أما الأكثر إثارةً للقلق فهو الصلة الوثيقة بين التعرّض للزرنيخ وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تأثيره السلبي في الوظائف الإدراكية، والذي يظهر في صورة صعوبات في التعلّم واضحة وانخفاض ملحوظ في معدلات الذكاء، خاصة عند التعرض في مراحل النمو المبكِرة.

ورغم هذه النتائج، يطمئن الخبراء بأن الخطر الفعلي لا يظهر إلا مع الاستهلاك المفرط والمستمر على المدى الطويل، حيث توضح البروفيسورة فيليشيا وو، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن "مستويات الزرنيخ في الرُّز البنّي لا ينبغي أن تسبب مشاكل صحية طويلة الأمد إلا إذا تناول الشخص كميات هائلة يومياً على مدار سنوات".

المجلة الالكترونية

العدد 1084  |  نيسان 2025

المجلة الالكترونية العدد 1084