تحميل المجلة الاكترونية عدد 1083

بحث

ساعات Audemars piguet تكشف عن لون جديد من السيراميك

تفخر Audemars Piguet صانع الساعات السويسرية الفاخرة، بالكشف عن لونٍ جديد من السيراميك، مُستوحى من لون الأزرق الليلي الأيقوني ذو تأثير سُحابي Bleu Nuit, Nuage 50 الذي طُوِّر عام 1972 ليزيّن ميناء أول ساعة Royal Oak "رويال أوك" (النموذج5402). ويستمد هذا اللون الأزرق العميق تألقه المُميّز من السماء الليلية في منطقة Vallée de Joux، ذلك الوادي الذي ألهم أجيالاً من صانعي الساعات، وقد تطلّب تطوير هذا الابتكار سنوات عديدة، مُتجاوزاً تحدّي الحفاظ على لون مُتجانس عبر جميع مكوّنات الساعة. اليوم، يبرز هذا اللون في ثلاثة إصدارات جديدة من السيراميك ضمن مجموعتي "رويال أوك" و"رويال أوك أوفشور"، والتي تُجسّد التزام "أوديمار بيغه" الدائم بالابتكار، سواء على مستوى التصميم أو المواد، تكريماً للمنطقة التي احتضنت نشأة الدار في لو براسوس قبل 150 عاماً.


إبداع يستمد إلهامه من السماء

منذ القدم، اعتمد قياس الزمن على الملاحظات الفلكية التي وجهّت صانعي الساعات خلال سعيهم نحو الدقة، فأمضوا قروناً في تأمل السماء، مُتتبعين حركة النجوم والقمر، مُحاولين تجسيدها في إبداعاتهم. ومن المعروف أن السماء الليلية في منطقة "فاليه دو جو"، بصفائها الأخاذ، ألهمت أجيالاً من صانعي الساعات منذ القرن الثامن عشر، مما أدى إلى تطوير بعض أكثر الآليات الدقيقة شهرةً في العالم.

لكن الإلهام لم يقتصر على حركة الأجرام السماوية فحسب، بل امتد ليشمل اللون العميق للسماء الليلية في هذه المنطقة، والذي غذّى خيال وإبداع حرفيي "أوديمار بيغه". فقد شكّل هذااللون الأزرق العميق تحديداً، مصدرإلهام للمُصمّم الأسطوري ’جيرالد جينتا‘، الذي جسّدهعام 1972في ميناء أول ساعة "رويال أوك" (النموذج5402).آنذاك، قامت شركة "ستيرن" المُتخصّصة في صناعة الموانىء في جنيف بتطوير لون "بلو نوي، نوياج 50" عبر إضافة الصبغة السوداء رقم50 إلى الطلاء الواقي (الذي يُعرف باسم "زابون"، ما أدى إلى ظهور تأثير سُحابي نشأ عن التفاعل الكيميائي بين الصبغة السوداء وطلاء الورنيش السائل.

وكانت إعادة إنتاج هذا اللون الأزرق عملية مُعقّدة في ذلك الوقت، نظراً لاختلاف التدرّج اللوني وفقاً لمدة ودرجة حرارة عملية. أما اليوم، وباستخدام تقنية الترسيب الفيزيائي للبخار، فقد بات تحقيق لون "بلو نوي، نوياج 50" مُمكناً مع ضمان الحصول على لون مُتجانس ودقيق. وبفضل تعقيده من جهة، وجاذبية أولنموذج من ساعات "رويال أوك" من جهة أخرى، اكتسب هذا اللون مكانة أيقونية ضمن إصدارات "أوديمار بيغه" الفريدة.

إصدار السيراميك، يجمع بين المهارة الحرفية التقليدية وأحدث التقنيات

ينضم الإصدار المصنوع من السيراميك بلون "بلو نوي، نوياج 50" إلى التدرّجات اللونية المُتوفّرة ضمن مجموعات "أوديمار بيغه"، والتي تشمل الأسود، الأزرق الكهربائي، الأخضر، والبني، مما يعزز إرث المصنع العريق في الابتكار من حيث المواد والتصميم.


يُشكّل السيراميك جزءاً من عروض العلامة التجارية منذ عام 1986، وهو يتميّز بخفة وزنه ومقاومته العالية للخدوش، لكنه يمثّل تحدياً في التصنيع نظراً لصلابته الفائقة. ومع ذلك، يُعدُّ السيراميك من أقدم المواد التي استخدمتها البشرية، إذ يعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث عندما استُخدم في صناعة الفخار لأغراض عملية. ومنذ ذلك الحين، شهد هذا العنصر تطوراً مذهلاً، ما سمح باستخدامه في الفنون والديكور، ليصبح أكثر متانة ومقاومة بمرور الزمن.واتخذ السيراميك أشكالاً مُختلفة عبر الثقافات، فقد تطوّر إلى البورسلين في الصين، والفخار في إيطاليا وفرنسا، والسيراميك المزجّج في التقاليد الإسلامية. ومع الثورة الصناعية، دخل السيراميك عصراً جديداً من الابتكار، مما أتاح إنتاجه على نطاق واسع. كذلك، أدت الأبحاث المتواصلة حول هذه المادة إلى تطوير أنواع جديدة ذات خصائص ثورية، ما أفسح المجال لتطبيقاتها المُتعددة في مجالات مُتنوعة مثل البناء، الطيران، الإلكترونيات، الطب، الاتصالات، الروبوتات... وصناعة الساعات.

لم يكن تطبيق درجة لون "بلو نوي، نوياج 50" على السيراميك بالعملية السهلة، فقد تطلّب تحقيقه عدة سنوات من التطوير،وذلك بغية ضمان تجانس اللوّن عبر مختلف مُكوّنات الساعة وإمكانية إعادة إنتاجه بدقة. يمرّ كل عنصر من مُكوّنات الساعة بمراحل إنتاج مُتعدّدة، تشمل التصنيع، والتلبيد، والتشطيب، علماً بأنّ هذه المرحلة الأخيرة تُنفَّذ يدوياً بعناية فائقة وببراعة استثنائية على يد حرفيي "أوديمار بيغه"، الذين يمنحون مُكوّنات السيراميك نفس مستوى التشطيب الفاخر المُخصّص للمعادن الثمينة، رغم صلابة المادة وقابليتها للكسر.وبفضل التناوب بين الأسطح اللماعة والمصقولة بتأثير الساتان، يزداد عمق اللون جمالاًمما يُضفي انعكاسات ضوئية تُبرز التصميم مُتعدّد الأوجه لعلب "رويال أوك" و"رويال أوك أوفشور" الحاضنة. ومن خلال الجمع بين التصنيع عالي التقنية والتشطيب اليدوي التقليدي، تُجسّد هذهالمادة الفريدة مجموعة واسعة من المهارات العصرية في صناعة الساعات الفاخرة.

ثلاثة نماذج تزدان بلون "بلونوي،نوياج 50"

صُمّم نموذج "رويال أوك دبل بالانس ويل أوبن ووركد" بعلبة حاضنة قياس 41 ملم، وهي مصنوعة بالكامل من السيراميك بلون "بلو نوي، نوياج 50" الأيقوني، الذي يمتد أيضاً إلى الإطار الداخلي للساعة. وتأتي هذه اللمسة الجمالية أحادية اللونلتُسلّط الضوء على التباين البصري اللافت بين آلية الحركة بهيكليتها المفتوحة بلون الروديوم، والمثبّتة عند مستوى الميناء تحت الكريستال الصفيري، والتفاصيل المصنوعة من الذهب الوردي مثل العقارب وعلامات الساعات.تنبض هذه الساعة بالعيار (كاليبر 3132)ذاتي التعبئة، الذي يتميز بآلية عجلة التوازن المزدوجة التي سجّلت "أوديمار بيغه" براءة اختراعها عام 2016، ما يُعزّز من دقة وثبات هذا الإصدار. يعتمد هذا النظام على عجلتي توازن ونابضين شعريين مُثبّتين على نفس المحور، مما يسمح لهما بالتذبذب بتناغم مثالي.يُمكن رؤية هذه الآلية،قلب الساعة النابض، من كلا الجانبين، سواء من الميناء أو من خلال الغطاء الخلفي الشفاف، بينما تكشف الجسور المفتوحة عن بعض مُكونات سلسلة التروّس الزمني. تُجسّد هذه الساعة روح "أوديمار بيغه" لتي لا تساوم على الإتقان والابتكار، فهي تجمع بين أحدث التقنيات، مثل التصنيع باستخدام التحكم الرقمي بالحاسوب (CNC)، والمهارة الحرفية اليدوية التي تتجلى في الزوايا المصقولة على شكل V.




بطابعها الرياضي أحادي اللون، صُمّمت ساعة "رويال أوك أوفشور سيلفويندنغ كرونوغراف" بعلبة حاضنة قياس 42 ملم، ومكوّنات خزفية تعكس لون "بلو نوي، نوياج 50" المُعتمد للإطار الداخلي، والميناء المُصمّم بتقنية التنسيج "ميغا تابيسري" وعدّادات الكرونوغراف. هذا الطابع الأنيق المُتجانس يتباين مع البراغي سُداسية الشكل والمصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ على الإطار، بالإضافة إلى رقاقة التاج وغطاء الجهة الخلفية المصنوعين من التيتانيوم.

وفي خطوة لتوفير قراءة واضحة للوقت، تبرزمن على خلفية الميناء الأزرق عقارب ومؤشرات الساعات المصنوعة من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً والمضيئة في الظلام،على غرار شعار "أوديمار بيغه"، بينما تتألق كلٌّ من مؤشرات الكرونوغراف ومقياس سرعة الدوران وعرض التاريخ باللون الأبيض. وتحافظ عدّادات الكرونوغراف على التناسق الرأسي المُميز للمجموعة، حيث تعرض الساعات عند موقع الساعة 12، والدقائق عند موقع الساعة 9، والثواني الصغيرة عند موقع الساعة 6. ومع هذا الطراز، ترحّب المجموعة بسوار جديد مصنوع بالكامل من السيراميك، حيث تم دمج الدبابيس التي تربط الوصلات بالعروات بسلاسة تامة، مما يُضفي لمسة من الأناقة الراقية.ينبض هذا الإصدار على إيقاع العيار (كاليبر 4404)، وهو كرونوغراف ذاتي التعبئة مُتكامل مزوّد بعجلة عمودية ووظيفة التوقيت الإرتدادي، مما يُتيح إعادة التشغيل الفوري دون الحاجة إلى التوقف أو إعادة الضبط أولاً. وإلى جانب تسليط الضوء على الزخارف المُتقنة لآلية الحركة والوزن المتأرجح المصنوع من الذهب الوردي، يوفّر الغطاء الخلفي من الكريستال الصفيري رؤية استثنائية لآلية عمل العجلة العمودية، مما يجمع بين الأناقة الجمالية وروعة فن صناعة الساعات.

أما ساعة "رويال أوك أوفشور سيلفويندنغ كرونوغراف" بقياس 43 ملم، فهي ثنائية اللون بتصميم يجمعبين الفولاذ المقاوم للصدأ والسيراميك بلون "بلو نوي، نوياج 50" على الإطار وأزرار التحكّم والتاج، مما يخلق تبايناً لونياً جذاباً يمتد إلى الميناء. كذلك، يُشكّل نقش التنسيج "ميغا تابيسري" بلون "بلو نوي، نوياج 50" خلفية مثالية للعقارب ومؤشرات الساعات المصنوعة من الذهب عيار 18 قيراطاً والمطلية بمادة مضيئة، مما يُضفي مظهراً قوياً على هذه الساعة. يُشار إلى أنّ مؤشرات الكرونوغراف ومقياس سرعة الدوران مطبوعين باللون الأبيض لضمان وضوح فائق في القراءة.ويُشغّل العيار (كاليبر 4401) وظائف هذه الساعة، وهو يتميز بعدّاد دقائق عند موقع الساعة 9، وعدّاد ساعات عند موقع الساعة 3، وعدّاد ثوانٍ صغيرة عند موقع الساعة 6، وقد صُمّمت كلها بدرجة أفتح من اللون الأزرق لتعزيز التباين وسهولة القراءة، بينما يتألق شعار ’أوديمار بيغه‘من الذهب الأبيض عند موقع الساعة 12. ويوفر الغطاء الخلفي للعلبة الحاضنة المصنوع من الكريستال الصفيري، رؤية واضحة للزخارف المُتقنة المُنفّذة على آلية حركة الكرونوغراف الإرتدادي، بالإضافة إلى الوزن المتأرجح المصنوع من الذهب الوردي عيار 22 قيراطاً والمطلي بالروديوم. تم تزويد هذا الطراز بحزام من جلد العجل المُزخرف المُتناسق مع لون السيراميك، مع نظام تبديل الأساور وسوار إضافي من المطاط الأزرق يتكامل مع الهوية الرياضية للمجموعة.

ومن الجدير ذكره أن معهذه النماذج الجديدة من السيراميك بلون "بلو نوي، نوياج 50"، نجحت "أوديمار بيغه" في بناء جسر يربط بين الماضي والمستقبل، تكريماً للمواهب التي ساهمت في تشكيل تاريخها من جهة ولمنطقة "فاليه دو جو"، حيث تأسست الشركة منذ 150 عاماً من جهة ثانية.

المجلة الالكترونية

العدد 1083  |  آذار 2025

المجلة الالكترونية العدد 1083