مصمم دار Nina Ricci بيتر كوبينغ
بيتر كوبينغ. الأخيرة كُنية بريطانية رغم أن وقعها العربي صيني. أما بعيداً عن السمع، فوقعها الإبتكاري فرنسي بامتياز. فمصمّم دار Nina Ricci اليوم كان اليد اليُمنى لمارك جايكوبس في دار Louis Vuitton طوال 12 عاماً. متواضع جداً حتى التماهي مع الطبيعة، جسّد الأنوثة الأنيقة بخطوط إمتزجت مع أرشيف نينا ريتشي الذي سبق ولادته. في اليوم التالي لعرضه لموسم ربيع وصيف 2011 وفي حضور سفيرة الدار في الشرق الأوسط سيّدة المجتمع السورية لينا السمّان، تحدّث بيتر كوبينغ مع «لها».
- لم إخترتَ عنوان Coeur Joie لمجموعتك الثالثة لموسم ربيع وصيف 2011 التي تردّد أنها رسّخت روح دار نينا ريتشي العريقة؟
عدت ب«قلب سعيد» إلى أرشيف نينا ريتشي وتحديداً إسم أوّل قارورة عطر تبتكرها الدار وهي بتصميم قلب مزخرف بالزهور تمّ إبتكارها منتصف الأربعينات بالتعاون مع مارك لاليك وكريستيان بيرار. وهو عطر بنفحة وردية، إلهامي الأحب بامتياز الذي يحاكي تشكيلة ربيع وصيف 2011.
- أي أن المجموعة حملت بصمة تاريخية لنينا ريتشي؟
نينا ريتشي هي الدار التي إستأنفت قمة القيم الأنثوية الراقية عبر العقود، وحين مُنحت فرصة إدارة دفة الإبتكار فيها كان لا بد من أن أضمن إنطباعاتي الشخصية تجاه الأنوثة وتجسيدها على الملاء عبر مجموعات منسجمة مع تاريخ هذه الدار ومتناغمة مع رؤيتي كمصمّم على حدّ سواء.
- حين نقول «نينا ريتشي» نخال تلقائياً التفاحة الحمراء والمرأة اليافعة السريالية نوعاً ما التي أرسى صورتها مصمم هذه الدار الذي أعقبه البلجيكي أوليفيه زايسكنز. ما الذي تصبو إلى ترسيخه في الأذهان؟
تستعيد نينا ريتشي مفهوم الأنوثة عبر أيقونتين تمثلان جيلين في الأناقة: الممثلة الأوسترالية الأربعينية نيكول كيدمان والعشرينية البريطانية كاري موليغان اللتان إختارتا فستانين من نينا ريتشي لحضور حفل توزيع جوائز «الغولدن غلوب» هذا العام.
- بأية عناوين تحدّد أناقة شتاء 2011؟
لقد إستوحيت مجموعتي لهذا الموسم من الحديقة الخريفية بصفتي جنائنياً عاشقاً وأنا أملك منزلاً ريفياً. تبوح لي الزهور والورود تحديداً بالكثير وأحتكم إليها بعظمة، وهي المفتاح الجوهري الذي يفتح باب إبتكاري على مصراعيه. الزهور هي الكائن الأمثل الذي يعبّر عن رؤيتي للأناقة.
- ما هي زهرتك المفضلة؟
الوردة بتدرج الزهري العميق الأكثر ضياء من علكة «البابل غام».
- لمَ طغت الفساتين والتنانير على المجموعة الشتوية، وهذا ينسحب على غالبية تصاميمك حيث حضور السروال خجول جداً؟
كان الأمر مقصوداً كوني أحرص على ترسيخ القيم الأنثوية الماضية والغائبة عن الحياة العصرية وإحضارها إلى الممشى مع عبارة «أستطيع إرتداء هذا الزي». وأنا شخصياً أشجع المرأة على إرتداء التنورة والفستان على إمتداد أوقات النهار بتصميم منسجم مع المكان.
- كيف تصف مجموعة لوي فويتون لهذا الموسم والتي أيضاً غاب عنها السروال؟
لقد حاكت بامتياز العصر الجميل La Belle époque والحنين إلى الماضي الأوروبي الذهبي والراقي بتصاميم معتدلة الطول وواسعة.
- لقد إفتتح لوي فويتون متجره الفاخر في بيروت أخيراً، ألن تتوجّه نينا ريتشي إلى الأنيقات اللبنانيات والعربيّات؟
نحن حالياً بصدد العمل على إفتتاح متجرنا في دبي. أما بالنسبة إلى بيروت فما أهتم لأمره حالياً هو تعلّم أشهى الأطباق اللبنانية. (يتوجّه إلى زاوية في مكتبه ليرينا كتابين، أحدهما بعنوان «مذاقات جديدة للمائدة اللبنانية»، لتعلّم مهارات في إعداد أطباق المطبخ اللبناني، من توقيع خبيرة الطهو ندى صالح التي لم نتيقّن من لفظه لإسمها إلاّ عند قراءته).
- لمسنا عبر تصاميمك توقيعاً رومانسياً عصرياً وهادئاً. هل أنت مناهض ل«غلواء» الموضة والإطلالة المتكلّفة المحبّبة أحياناً؟
أعتبر أن «غلواء» الأناقة لا تكمن في التفاصيل والمواد المستخدمة بل بوقع الإطلالة، ففي تشكيلة ربيع وصيف 2011 ثمة تصاميم عبارة عن نسج طيّات بالكامل، لن يكون خيار إمرأة تقليدية بل الأنثى الجريئة.
- بعد 12 سنة في دار لوي فويتون والثنائية مع مارك جايكوبس، هل كان سهلاً قرار التفرّد في الرؤية الإخراجية لأزياء دار فرنسية أخرى؟
أكتفي بالقول أنه حين إختارتني نينا ريتشي كمصمّم كان الوقت المثالي للتمتّع بالرؤية الذاتية لدار فرنسية تشاطرني وأشاطرها قيماً جوهرية في ما يتعلّق بأسس الأناقة. أن أكون المخرج الفني لنينا ريتشي يعني أنني في المكان المناسب الذي يشعرني بالراحة والمتعة.
- ألا تشعر بأنه حان الوقت لتوقّع تصاميمك بإسمك على غرار مارك جايكوبس وكارل لاغرفيلد؟
لا أكترث لهذا الأمر أبداً ولست حريصاً عليه مستقبلاً، بل ما يعنيني هو ترك بصمتي على الملابس عبر الخطوط التي أعتمدها والأفكار التي أبتكرها لدار نينا ريتشي.
- ما الذي دفعك إلى إختيار جاكلين كينيدي التي إستوحيت منها مجموعة إستبقت مجموعة ربيع وصيف 2011؟
إلى جانب النظارات الشمسية التي تحاكي أكسسوارها الشهير، إستلهمت هذه المجموعة من إطلالة جاكلين أوناسيس في السبعينات أثناء رحلاتها إلى جزر المتوسط. تمثل هذه السيّدة ثلاثة عناوين تحرص دار نينا ريتشي على تبجيلها في عالم المرأة: الأنوثة والرومانسية والخفة.
- وما الذي دفع نينا ريتشي إلى إختيار سيّدة المجتمع السورية لينا السمّان وليس نجمة تحت الأضواء لتكون سفيرتها في الشرق الأوسط؟
تجسّد السيدة لينا سمّان صورة إمرأة نينا ريتشي المفعمة بالطاقة والحياة الإجتماعية إلى جانب كونها زوجة وأماً. لدى لينا شغف في إختيار ملابسها وهي تملك ذوقاً بالغ الأناقة يمتد إلى كل تفاصيل إطلالتها. لينا «لايدي» ذات شخصية تعكس عناوين حيوية في دار نينا ريتشي دون أدنى شك.
- هل يمكن الحديث عن الحقيبة التي إستوحيتها من لينا السمّان؟
أهديها هذه الحقيبة. بالنسبة إليّ، المرأة العربية مقدامة في ما يتعلّق بالتعبير عن الذات ضمن إطار الموضة. وعبر عالم لينا السمّان الغني بالعلاقات الإجتماعية حاولت ترجمة أسلوب حياتها عبر مواد مترفة كجلدي التمساح والثعبان والدانتيل والزهور بتصميم متموّج «كابوشون». الحقيبة سوداء بالكامل بما يتلاءم مع التصميم، خصوصاً مع كثرة التفاصيل.
- في العالم العربي، نحن معتادون على التماهي مع صورة النجم. ما الأثر الذي قد تبرزه لينا السمّان التي تسوّق اليوم صورة نينا ريتشي في الشرق الأوسط؟
إن وضع لينا السمّان الإجتماعي في الإمارات العربية إلى جانب صورتها في بلدها الأم سورية ولبنان يضعانها تحت أضواء الشهرة المرهفة. وبذلك هي أيقونة مثالية تخوّل نينا ريتشي التعبير عن نفسها بأناقة عصرية تؤثر في شريحة واسعة من النساء العربيات.
- ما هي الإستراتيجية التي ستعتمدها نينا ريتشي في المقبل من الأعوام؟ ماذا عن عالم الرجل؟
تركّز نينا ريتشي اليوم على تنصيب نفسها بيت موضة فاخرة في أعلى المراتب يجذب المرأة العصرية، وتنمية عجلة إبتكار مجموعات تراعي الجمهور النسائي الأوسع. كما سنولي إهتماماً أكبر بعالم الأكسسوار خصوصاً الحقائب. ولا مشاريع متعلقّة بأناقة الرجال حتى اللحظة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024