المصممة مها الخليدي... أزياؤنا التقليدية جزء من ثقافتنا
مصممة الأزياء مها الخليدي هي أول يمنية عملت عارضة في بداية مشوارها. تبدي اهتماماً بتطوير الأزياء التقليدية والحفاظ عليها من الاندثار. بدأت تصميم الأزياء بدافع الهواية، ثم اتجهت الى دراسة فن التصميم في مصر واليونان، وحوّلت الهواية الى احتراف. معها كان هذا اللقاء.
- من أين تستوحي مها الخليدي تصاميمها المختلفة؟
من الأزياء الشعبية والتقليدية في الريف اليمني لأنها موحية وغنية بالأفكار. فالمعروف ان اليمن غنية بتراثها ومنه الملابس كما أعتمد على خيالي مع الاستفادة من الملابس، والتصاميم اليمنية القديمة ومحاولة تجديدها ووضع أفكاري الخاصة. لكن ما يوحي بالافكار الخلاقة حقيقة هو مشاهدة عروض الأزياء، والاطلاع على آخر المستجدات في هذا المجال.
- كيف تسنى لك معرفة الأزياء التقليدية في مختلف المناطق اليمنية؟
بذلت جهداً كبيراً في البداية وزرت كل المحافظات اليمنية بهدف التعرّف على الأزياء القديمة، خصوصاً النسوية منه، وبحثت في مراجع عدة بهذا الخصوص.
- لماذا كل هذا الاهتمام بالملابس التراثية؟
كان مشروعي الرئيسي تجديد التراث وإدخاله حيّز المنافسة وإنقاذه من الزوال. لكني للأسف الشديد وجدت الناس مقبلين على استيراد الملبوسات دون وعي، مبتعدين عن ملابسهم القديمة التي هي جزء من تراثهم ومن ثقافتهم أيضاً.
- ما هو أهم مظهر طبيعي انطبع في ذاكرتك البصرية باعتبارك محترفة تصميم؟
لون الأسماك المختلفة تحت الماء عندما كنت أمارس هواية الغوص في البحر. ألوان الأسماك شكّلت في ذاكرتي لوحة فنية جميلة.
- هل لديك معارض خاصة؟
بكل تأكيد لديّ مشغل خاص في وسط صنعاء ومحل عرض في باب اليمن.
- أين كانت محطات البداية؟
الحقيقة بدات علاقاتي مع الأزياء مبكراً، فقد عملت عارضة أزياء لمدة تزيد على 7 سنوات في مصر مع مصممين كبار.
- لماذا تركت العمل في عرض الأزياء؟
واجهت معارضة شديدة من أهلي باعتبارهم أسرة محافظة، فقررت العمل في مجال التصاميم لكي أبقى قريبة من الأزياء.
- هل كانت البداية مجرد هواية؟
كانت هواية حوّلها التحصيل العلمي الى احتراف، اذ عملت في البداية اعتماداً على خبراتي وتجاربي، لكن بعد تركي العمل كعارضة صرت مساعدة لمدير المؤسسة الايطالية التي كنت أعمل لحسابها. بعدها درست التصميم في مصر واليونان، وذهبت أخيراً الى كندا لدرس تصميم الأزياء الحديثة.
- لكل بداية مصدر إلهامي. ماالذي لفت انتباهك إلى تصميم الأزياء؟
نشأت في أسرة مهتمة بالأزياء، فوالدتي مصممة أزياء معروفة، وكانت تشركني في عملها وأبدي رأيي في تصاميمها. وتعرفت من خلالها على عدد من مصممي الأزياء في إيطاليا، فتعلقت بهذا المجال، وعملت لاحقاً كعارضة لأحد بيوت الأزياء الايطالية.
- كيف جذبت انتباه اليمنيات الى وجودك كمصممة؟
من خلال إقامة عروض الأزياء فأنا أول يمنية تقيم عروض أزياء وكنت أستقدم عارضات أزياء خارجيات، وحاولت في البداية أن أقيم العروض في فنادق، لكن بعض النساء يرفضن الحضور الى الفندق نظراً إلى طبيعة الوعي المجتمعي المحافظ، لذلك كنا نقيم عروضنا في أفنية المنازل أحياناً.
- هل سوق الأزياء في اليمن مشجع ومربح؟
غالبية اليمنيين يقبلون على شراء الملابس والتسوق بشكل موسمي، خصوصا في مواسم الأعياد والأفراح، وهذا يؤدي الى ركود سوق الأزياء في المواسم الأخرى. تستطيع القول إن العمل في سوق الأزياء اليمنية موسمي الى حد كبير. ولكن توافد السياح الى اليمن ينشط عملية المبيعات، فالسياح يهتمون بالتصاميم اليمنية في مختلف المواسم والمناسبات.
- ما سر اهتمام السياح وإقبالهم على الملابس التقليدية؟
هم مغرمون باقتناء الأزياء اليدوية ذات الخامات الأصيلة. أيضاً الناس في الخارج لديهم خبرات كثيرة تتناسب مع أذواقهم، ويقبلون على شراء الموديلات غير المقلّدة،لأن غالبية الأزياء المعروضة في أسواقهم هي ملابس مقلّدة وإن كانت بتصاميم مختلفة.
- لماذا تتشح المرأة اليمنية بالسواد وهل يحمل الأسود قيمة جمالية؟
للأسف، إن اليمنيات متمسكات باللون الأسود مع أنه يعبّر عن الحزن. ولا مبرر لذلك سوى تقليد النساء في بعض الأقطار العربية، مع أنهن لو عدن قليلاً إلى الوراء لوجدن أن الألوان الموجودة في العباءات القديمة هي ألوان فرحة زاهية وبرّاقة.
- هل تراعين في عملك طبيعة المجتمع المحافظة؟
المحافظة لم تعد ممثلة إلا في العباءة السوداء، لكن تحتها ترتدي الكثير من النساء الملابس القصيرة.
- هل تقترحين على بعض زبوناتك فكرة التصميم؟
أقترح عليهن في أغلب الحالات إدخال بعض الأفكار اليمنية من حيث القصات والتطريز بالنسبة إلى الأقمشة التراثية مثل الستارة والمغمق والعباءة السوداء. لكن قليلات يستجبن، والأخريات يفضلن إضافة الأفكار الخليجية إلى العباءة.
- هل تلاحظين وجود اهتمام في اليمن بالموضة الخارجية؟
اليمنيات لديهن حرص كبير على متابعة كل جديد في سوق الأزياء، ولكن الاهتمام في الغالب ينصب في معرفة كل ما هو جديد في تصاميم العباءة لأنها أكثر رواجاً.
- ما هي أهم معارضك الخارجية؟
قبل ثلاث سنوات أقمت عرض أزياء في اديس ابابا، عرضت فيه ملابس يمتزج فيها الفلكلور الاثيوبي بنظيره اليمني. ونالت الفكرة إعجاباً كبيراً.
- هل لديك خامات معينة تفضلين العمل عليها؟
أفضّل المنسوجات اليدوية التي كانت تنسج في معامل تقليدية على أيدي حرفيين يملكون مهارات في الحياكة التي كانت تنتشر في مناطق من البلاد خصوصاً في محافظتي لحج وابين. وبسبب قلّة الطلب على ذلك النوع من الاقمشة التقليدية تراجعت أمام وجه الأقمشة المستوردة واضطرّ معظم المشتغلين بالحياكة الى الانتقال الى مهن أخرى.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024