تحميل المجلة الاكترونية عدد 1083

بحث

نور فتح الله... إبداع يلامس الأناقة والجمال

المصمّمة نور فتح الله واحدة من الأسماء البارزة في عالم الأزياء الراقية، واستطاعت أن تدمج بين الرقي والحداثة لتخلق تصاميم تحمل في طيّاتها تفاصيل دقيقة تروي قصصاً فريدة. من خلال تجربتها الشخصية والمهنية، تجسّد نور في أعمالها شغفها العميق بعالم الموضة الذي بدأ منذ طفولتها، حين كانت تراقب والدتها وتستلهم منها حُبّ الأناقة. في هذه المقابلة، نغوص في عالم نور الإبداعي، حيث نتعرف على مصدر إلهامها، التحدّيات التي تواجهها، والأُسس التي تقوم عليها تصاميمها المميزة. من عشقها للتفاصيل الدقيقة إلى دمجها بين التأثيرات الشرقية والغربية، تكشف نور عن رؤيتها الشخصية للموضة، وتوجّه نصائحها للمصمّمين الشباب في بداية مسيرتهم.


- متى بدأ شغفكِ بعالم الأزياء؟ وهل هناك شخص معين أثّر في اختياراتك المهنية؟

شغفي بعالم الأزياء بدأ منذ طفولتي، تحديداً عندما كنت أراقب والدتي وهي تهتم بأدق تفاصيل إطلالاتها وتنسّق أزياءها بحِرفية. هذا الحب للأناقة والجمال تطوّر مع الوقت إلى رغبة حقيقية في التعبير عن ذاتي من خلال التصميم. وعلى المستوى المهني، تأثرت بعدد من المصمّمين العالميين، لكن يبقى التأثير الأكبر للمصمّم اللبناني إيلي صعب، الذي أذهلني بقدراته على المزج بين الفخامة والأنوثة بطريقة ساحرة.

- كيف تصفين أسلوبكِ في تصميم الأزياء؟ وهل هناك عناصر معينة تميّز تصاميمكِ عن غيرها؟

أسلوبي يجمع بين الرقي والحداثة، مع لمسة شرقية واضحة. أحب إبراز التفاصيل الدقيقة التي تحكي قصة في كل قطعة أصمّمها، سواء من خلال تطريز معين أو القصّات غير التقليدية. أحرص دائماً على أن تحمل تصاميمي هوية مميزة تعكس شخصيتي .

- من أين تستمدّين الإلهام؟

أجد الإلهام في كل شيء حولي، في الطبيعة، في الفن التشكيلي، في الموسيقى وحتى في السفر. أي شيء يترك بصمة في أفكاري وأحياناً في اختياراتي للأقمشة أو الألوان.

- ما أبرز التحدّيات التي تواجهينها، وكيف تتعاملين معها؟

التحدّي الأكبر هو الحفاظ على التوازن بين الإبداع ومتطلبات السوق، خاصة في ظل سرعة تغيّر الموضة. أتعامل مع هذا التحدّي بالبحث المستمر ومتابعة كل جديد، مع الحرص على الحفاظ على بصمتي الخاصة.


- ما هي المواد أو الأقمشة التي تفضّلين استخدامها في تصاميمك، ولماذا؟

أميل إلى استخدام الكريب والشيفون والدانتيل، فهي أقمشة أنثوية راقية وتسمح لي بتنفيذ أفكاري بحرّية.

- ما هو دور التفاصيل الدقيقة في تصاميمكِ؟

التفاصيل الدقيقة هي الروح الحقيقية للتصميم، لأنها تميّز القطعة وتُظهر الحِرفية والإبداع. أحياناً تكون التفاصيل الصغيرة هي السبب في أن تقع المرأة في حُبّ الفستان من النظرة الأولى.

- كيف تدمجين التأثيرات الشرقية والغربية في تصاميمكِ؟

أدمجها من خلال القصّات العصرية ذات الطابع الغربي، مع تطعيمها بتفاصيل مستوحاة من التراث الشرقي، سواء من خلال التطريز العربي أو النقشات المزخرفة.

- ما أبرز العناصر التي يجب أن تتوافر في كل تصميم من تصاميمك؟

الأنوثة، الأناقة والراحة. أؤمن بأن التصميم الناجح هو الذي يجعل المرأة تشعر بالثقة والجمال في آنٍ واحد.

- كيف تواكب تصاميمكِ الموضة واحتياجات المرأة العصرية؟

أواكب الموضة من خلال متابعة المنصّات العالمية وعروض الأزياء، مع التركيز على ما تحتاج إليه المرأة العصرية في مناسباتها الخاصة.

- هل من تصميم معين ترينه الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟

نعم، أول فستان زفاف صمّمته... كان تجربة مليئة بالمشاعر وصببتُ فيه كل حبّي وإبداعي ليكون قطعة تحمل ذكريات العمر.

- ما هي رؤيتك الشخصية لما يجب أن تكون عليه المرأة في عصرنا الحالي عندما تختار أزياءها؟

أعتقد أن المرأة اليوم يجب أن تختار أزياءها بناءً على شخصيتها أولاً وليس فقط تِبعاً للموضة. الأناقة الحقيقية تنبع من الراحة والثقة في النفس.

- في عالم مليء بالموضة السريعة، كيف تضمنين أن تبقى تصاميمك خالدة؟

أركّز على الحِرفية العالية وجودة المواد، وأحرص على أن تحمل كل قطعة قصة خاصة. التصاميم التي تحمل معنى وتُنفّذ بإتقان تعيش طويلاً وتبقى في الذاكرة.


- هل تحرصين على أن تعكس تصاميمكِ عنصر الاستدامة أو الحسّ البيئي؟

بالتأكيد، أصبحت الاستدامة جزءاً من حياتنا. على قدر المستطاع، أختار الأقمشة الطبيعية وأحاول إعادة تدوير بعض الخامات، كما أدعم الحِرف اليدوية المحلية.

- بمَ تنصحين المصمّمين الشباب الذين يرغبون في دخول عالم الهوت كوتور؟

أنصحهم بالصبر، فالهوت كوتور يحتاج إلى وقت طويل لتأسيس اسم قوي. والأهم هو الإصرار على تقديم هوية واضحة وأصيلة، مع تطوير المهارات الحِرفية باستمرار.

- هل من مشاريع جديدة في المستقبل القريب؟

نعم، هناك مجموعة جديدة أعمل عليها حالياً مستوحاة من جمال الطبيعة.

المجلة الالكترونية

العدد 1083  |  آذار 2025

المجلة الالكترونية العدد 1083