سلمى بن عمر... فن الحِرفية في تصاميم عصرية












سلمى بن عمر، المصمّمة المغربية المبدعة، تدمج بين التراث المغربي العريق والرؤية العصرية في تصاميمها. بدأت رحلتها في عالم الأزياء بعد دراستها لإدارة الأعمال، حيث أطلقت علامتها الخاصة التي تتميز بالموضة المحتشمة والقفاطين. تأثرت سلمى بحبّها للحِرف اليدوية واحترامها للتراث المغربي، فحافظت على تقاليد بلادها بينما أضفت لمسات عصرية تواكب ذوق المرأة المعاصرة. بفضل تجربتها في فرنسا ودبي، استطاعت بن عمر تحقيق التوازن بين الأصالة والحداثة، مما جعلها واحدة من أبرز المصمّمات في عالم الموضة المغربية.
- هل يمكنك أن تحدّثينا عن رحلتك كمصمّمة؟
لطالما شُغفت بالموضة، ولكن رحلتي لم تبدأ بالطريقة التقليدية. درستُ إدارة الأعمال وبنيتُ أساساً متيناً في إدارة العلامات التجارية قبل أن أُطلق علامتي التجارية الخاصة. ما دفعني حقاً هو حبّي للحِرف اليدوية واحترامي للتراث المغربي. لطالما آمنتُ بأن الماضي هو مصدرنا الأبرز للإلهام، وكان هدفي هو خلق شيء يحافظ على تقاليدنا حيةً ويجعلها جذّابة للمرأة المعاصرة.
- ما الذي ألهمك للتركيز على الموضة المحتشمة والقفاطين في تصاميمك؟
القفطان ليس مجرد قطعة ملابس، بل هو يحمل التاريخ والثقافة وإحساساً بالفخر. لطالما أُعجبت بكيفية بقائه رمزاً للأناقة عبر الأجيال. هدفي كان أن أضفي على القفطان منظوراً جديداً، حتى لا يبقى في الماضي بل يستمر في التطوّر ويظل ملائماً. الموضة المحتشمة بالنسبة إليّ ليست عن القيود، بل هي إعادة تعريف للأناقة بطريقة طبيعية وبسيطة.
- ما الذي يؤثر في جمالية تصاميمك أكثر؟
أكثر ما يؤثّر في تصاميمي هو التقليد. أؤمن بأن الحاضر والمستقبل ينبعان من الماضي. الحِرفية المغربية غنية جداً، وأحرص دائماً على النظر إلى الأنسجة والألوان والتفاصيل التي تم تناقلها عبر الأجيال. في الوقت نفسه، قدّمت لي فترة إقامتي في فرنسا فرصةً للتعرف على نهج أكثر تنظيماً في الموضة، بينما زوّدني العيش في دبي بما تحمله من تنوع ثقافي، برؤية عالمية. تصاميمي هي مزيج من كل هذه التأثيرات، حيث أحافظ على الماضي بينما أشكّل شيئاً جديداً.
- الموضة المحتشمة تحظى باهتمام عالمي متزايد. ما الذي يميّز تصاميمك في هذه الصناعة المتنامية؟
ما يميز تصاميمي هو الاهتمام بالتفاصيل وجودة الحِرفية. كل قفطان يُصنع بعناية، و80 في المئة من العمل يتم يدوياً. لا أتابع الصيحات، بل أركّز على تنفيذ قطع خالدة تحترم التقاليد وفي الوقت نفسه تُشعر بالحداثة. الهدف ليس مجرد بيع الملابس، بل الحفاظ على تراثنا حيّاً بطريقة تتحدث إلى المرأة اليوم.
- كيف توفّقين بين عناصر الموضة المحتشمة التقليدية والصيحات المعاصرة في مجموعاتك؟
الأمر يتعلق بإيجاد التناغم الصحيح. ألتزم بجوهر القفطان، سواء كان القماش أو التطريز أو الشكل العام، لكنني دائماً أضيف تفصيلاً جديداً. أحياناً يكون ذلك في القَصّة، أو طريقة تدفّق الأنماط، أو حتى الأقمشة التي أختارها. أحب اللعب بالتناقضات، عناصر كلاسيكية مع أشكال معاصرة، أنسجة ناعمة مع خطوط منمّقة، بحيث تبقى التصاميم جديدة من دون أن تفقد هويتها.
- القفطان جزء مهم من ملابس رمضان... ماذا يعني لكِ؟
القفطان يمثل التقاليد والجمال ويعكس إحساساً عميقاً بالانتماء. خلال رمضان، يحمل القفطان معاني أكبر لأنه يُرتدى في التجمّعات العائلية، والإفطارات، وسهرات السحور. هو طريقة للاحتفال بثقافتنا وقيمنا بينما نشعر بالأناقة والراحة. بالنسبة إليّ، القفطان هو تذكير بأن الموضة ليست فقط عن الصيحات، بل عن اللحظات والذكريات والهوية.
- برأيك، ما الذي يجعل القفطان مثالياً لشهر رمضان؟
القفطان الرمضاني يجب أن يكون مريحاً وأنيقاً، ويُستخدم في صنعه قماش خفيف لسهولة الارتداء في الأمسيات الطويلة. يجب أن تشعر المرأة بالتميّز، سواء ارتدت القفطان في تجمّع عائلي خاص أو في إفطار كبير.
- هل يمكنك أن تعطينا لمحة عن مجموعتك الرمضانية لعام 2025؟
مجموعة هذا العام تدور حول جلب الماضي إلى الحاضر. لقد استلهمتُ من تقنيات مغربية قديمة ولكن أضفتُ قصّات جديدة وطبقات وأنسجة لجعل المرأة تشعر بالحداثة. سترون مزيجاً من الأقمشة المتدفّقة مع قطع أكثر تنظيماً، وتطريزات تقليدية مع لمسات حديثة، وألواناً تتراوح من الألوان المحايدة الناعمة إلى درجات عميقة وغنية.
لقد لعبتُ هذا العام أكثر مع التباين. بعض التصاميم تتميز بأشكال سائلة هوائية، بينما تحتوي الأخرى على قصّات أكثر حدةً وتعريفاً. التطريز مستوحى من العمارة المغربية، الأقواس، الأنماط الهندسية، والتفاصيل الموجودة في القصور القديمة، لأن رمضان بالنسبة إليّ هو وقت الاتصال بجذورنا، التوازن بين التقاليد والتجديد، بين العائلة والتأمّل الشخصي، وأردت أن تعكس المجموعة ذلك.
- كيف تصمّمين للراحة والأناقة في الوقت نفسه، وهما أمران مهمّان خلال رمضان؟
أبدأ دائماً بالقماش، وأحرص على أن يكون مريحاً على البشرة، خاصة في الطقس الحار. ثم أركّز على الشكل، بما يسمح بالحركة مع الحفاظ على الإحساس بالتنظيم. التفاصيل موضوعة بعناية لتعزيز التصميم من دون أن تجعله ثقيلاً. الهدف هو ضمان أن تشعر المرأة بالثقة والراحة في الوقت نفسه.
- كمصمّمة تعيشين في دبي ولديك جذور مغربية، كيف تمزجين تأثيراتك الثقافية في تصاميمك؟
أرى نفسي جسراً بين عالمين. الحِرفية المغربية هي أساس تصاميمي، وهي ما يمنحها الروح. ولكن العيش في دبي، المدينة التي تحتضن الحداثة والتأثيرات العالمية، علّمني كيف يمكنني تكييف هذا التراث بطريقة تُشعر بالحداثة. آخذ التطريز التقليدي، الأنسجة، والأنماط وأمزجها مع الأقمشة الحديثة، القصّات، والأساليب لتصميم قطعة تتحدث إلى النساء من ثقافات مختلفة.
- ما أبرز لحظة فخر لكِ في مسيرتك المهنية حتى الآن؟
كل مرة أرى فيها امرأة ترتدي تصاميمي، خاصة إذا لم تكن من جذور مغربية، أشعر بعظمة الإنجاز. فهذا يعني أن الحِرفية المغربية تخطّت حدودها، وهذا شيء كنت شغوفة به طوال الوقت. مهمّتي كانت الحفاظ على تقاليدنا حيةًّ، ليس فقط داخل المغرب، ولكن على نطاق عالمي، مما يجعلها ذات صلة وجذّابة لعالم اليوم.
من أبرز اللحظات في مسيرتي المهنية، تصميم خيمة رمضان «أمسي» في فندق One&Only Za’abeel. كان مشروعاً يتجاوز الموضة، ويتعلق بإيجاد مساحة تفاعلية تحترم التراث المغربي بينما يتم تكييفه ليواكب بيئة فاخرة ومعاصرة. كان التحدّي يكمن في الحفاظ على الأصالة بينما يتم جعل المكان أنيقاً وعملياً لتجربة ضيافة فاخرة. حين وجدت رؤيتي تتحقق في مكان مرموق كهذا، حيث تم تنسيق كل تفصيل بعناية ليعكس رفاهية الحِرفية المغربية، انتابني شعور بالفخر.
- أين ترين مستقبل الموضة المحتشمة خلال السنوات العشر المقبلة؟
الموضة المحتشمة أصبحت أكثر انتشاراً، وأعتقد أنها ستستمر في التطّور بطريقة تدمج التراث الثقافي مع صيحات الموضة العالمية. أرى المزيد من المصمّمين يركزون على الحِرفية والجودة بدلاً من مجرد التغطية. هدفي هو الاستمرار في تحديث القطع التقليدية مع الحفاظ على هويتها بحيث تظل ذات صلة للأجيال القادمة.
- هل يمكنك أن تشاركينا أي خطط أو مشاريع مثيرة في المستقبل القريب؟
أعمل حالياً على توسيع مجموعة الأزياء إلى الأثاث المنزلي، مع إدخال الفلسفة التي أتابعها في الموضة إلى ديكور المنزل. تماماً كما حدّثتُ القفاطين مع الحفاظ على جوهرها، أرغب في خلق قطع تحتفل بالحِرفية المغربية بطريقة عصرية. كما أعمل على تعاون مثير مع منتجع فخم، حيث سأقدّم مجموعة تعكس أناقة التقاليد ممزوجةً بجمالية فاخرة ومعاصرة. هناك العديد من المشاريع المثيرة قيد التنفيذ، وأتطلع إلى مشاركة المزيد قريباً.
شاركالأكثر قراءة

إطلالات المشاهير
الملكة رانيا والأميرة رجوة وابنتها في عيد الأم...

أخبار النجوم
أميرة أديب تردّ على مطالبة الجمهور لها باعتزال...

أخبار النجوم
أحمد السقا يتحدث عن انفصاله عن زوجته ويردّ على...

أخبار النجوم
رحمة رياض تنشر للمرّة الأولى صور عملية ولادة...

إطلالات النجوم
إطلالات النجمات مع أمهاتهن... نانسي ولجين وسيرين
المجلة الالكترونية
العدد 1083 | آذار 2025
