تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

خطف طفلها ليجبرها على الطلاق من زوجها والزواج منه

الزوجة حنان

الزوجة حنان

المتهم

المتهم

«من الحب ما قتل»، هذه العبارة ليست مجرد كلمات بلا معنى، وإنما هناك حبّ يدمّر صاحبه بالفعل، عندما تتجاوز تصرفاته الخطوط الحمراء من أجل من يحب، وهذا ما حدث في إحدى مناطق شرق القاهرة، الحب الأعمى دفع شاباً إلى ارتكاب جريمة حتى يجبر حبيبته على الارتباط به، الجريمة التي تسطرها محاضر أجهزة الأمن كانت تصلح لتكون مشاهد في فيلم درامي، العاشق الولهان أراد الضغط على زوجة حتى تحصل على الطلاق من زوجها ليتزوجها، وقرر أن يخطف طفلها حتى يجبرها على الانصياع لطلباته، والتفاصيل المثيرة كانت محل تحقيق في النيابة العامة.


البداية بلاغ مثير من ربة منزل في الثامنة والعشرين من عمرها، تؤكد تعرض ابنها الأصغر للخطف على يد جارها، والنهاية مشهد مثير في النيابة. المتهم قُبض عليه ومعه الطفل المخطوف ليسرد أغرب اعترافات بجريمة خطف... كان يدرك أن السجن يهدده، وأن مستقبله في خطر، لكنه وافق على المخاطرة من أجل حبه، وكان مستعداً لأن يفعل أي شيء في مقابل الفوز بحبيبته، وأكد لرئيس النيابة أنه أحب حنان بجنون، ولم يتخيّل أنها ستضيع منه... وتوالت الاعترافات المثيرة للمتهم الشاب الذي كان يحكي قصة حب «سينمائية» من الصعب أن نجد لها مثيلاً على أرض الواقع. «كنت أحبها بجنون، ولم أفكر في نتيجة فعلتي، لكنني قررت أن أغامر وأقامر بحياتي من أجل إقناعها بالزواج مني»، بهذه الكلمات بدأ عمرو اعترافاته أمام رئيس النيابة ، وواصل حديثه قائلاً أنه كان يعلم أنه يرتكب جريمة نهايتها السجن، لكنه وضع في اعتباره أن حنان ستتجاوب معه، فقرر أن يستخدم ابنها الأصغر حسام كورقة للضغط عليها حتى تستجيب لطلباته.

لم تكن حنان تدرك أن بداية مأساتها الحقيقية ليست لحظة طلاقها، لكنها لحظة لقائها الأول بجارها الشاب عمرو الذي يصغرها بعامين... لم تكن تلتفت إليه من قبل، فكانت مشاكلها الزوجية وخلافاتها المستمرة مع زوجها تشغلها عن الدنيا كلها، فهي كانت مهمومة بحياتها وأزماتها اليومية، لكنها أخيراً حصلت على حريتها بعد نضال سنوات، وأدركت أن سوء التفاهم عنوان حياتها مع زوجها الذي يختلف عنها في كل شيء، فهي رومانسية وهو عملي قاسي القلب، هي صبورة وتتحمّل كل الأذى وزوجها سريع الغضب، لا يعرف معنى الصبر، وهي شديدة الكرم بينما كان زوجها شديد البخل. كان تدرك منذ السنة الأولى للزواج أن الطلاق هو الطريق الأقصر في حياتها، حاولت كثيراً أن تتقارب مع زوجها أو تقنع نفسها بالتجاوب معه، لكن دون جدوى، إذ سرعان ما كانت المشكلات تدق باب حياتها الزوجية من جديد، وتؤكد أن الحياة المشتركة بين أحمد وحنان محكوم عليها بالفشل، ورغم ذلك كانت أسرة حنان ترفض مجرد ذكر كلمة الطلاق.

والدة حنان كانت تضغط عليها كثيراً لتتحمّل مشكلات زوجها، لكن الزوجة فقدت تماماً القدرة على التحمّل، فحسمت أمرها وطلبت من زوجها الطلاق، وأكدت له أنها ستحصل على حقها عبر المحاكم في حالة رفضه تطليقها. وبعد فترة من المفاوضات تم الطلاق، وطلب الزوج من زوجته أن تحسن رعاية طفليه حسام ومحمود. وتنفست الزوجة الصعداء بعد حصولها على حريتها، وراحت تمارس حياتها بشكل طبيعي وترى الحياة التي حرمت نفسها من متعها بعد الزواج.
وفي هذه الأثناء تعرفت على جارها عمرو، لم تخطئ نظرات الإعجاب التي حاصرها بها ومطارداته اليومية لها، وشعرت بالحب ينبعث من عينيه، لكنها كانت تقاوم مشاعرها وتدرك أنها ما زالت في فترة العدة، ومن الممكن أن يردها زوجها السابق إلى عصمته في أي وقت.

ودون أن تدري استطاع عمرو أن يتسلّل إلى حياتها، تعرّف إلى طفليها وأحسن معاملتهما، وارتبط حسام وشقيقه بعمو عمرو الذي وجد مبرراً للحديث مع فتاة أحلامه، فتجاذب معها أطراف الحديث، وأكد لها أنه يعرفها منذ فترة طويلة لكنها لم تكن تهتم به.
كان أسلوبه يجذبها، لكنها لم تستطع أن تبادله مشاعر الحب التي ظهرت في نبراته، وتعددت اللقاءات بينهما، وكان يتصل بها كثيراً ويستمع إلى شكواها من طفليها وشقاوتهما وحنينهما إلى والدهما، وبدأت المطلقة تحكي لعمرو بعض أسرارها مع زوجها السابق وسبب طلاقهما.

شعر عمرو بسعادة بالغة، إذ أدرك أنه يقترب من فتاة أحلامه، وراح يفاتحها برغبته في الارتباط بها، فأصابتها الدهشة، وأخبرته بأنها لا تفكر في هذا الموضوع الآن، بل تحصر اهتمامها بمستقبل طفليها اللذين يمثلان كل حياتها. غلبه الإحباط، لكنه لم يعرف اليأس، وأدرك أن الالتفاف حول النساء قد يؤتي ثماره. لذا ظل يطاردها وهو يمنّي نفسه باللحظة التي تستسلم فيها لمشاعره وتحبه كما يحبها. واستمرّت العلاقة بينهما تسير على هذا المنوال، ولم تمانع المطلقة الشابة حين طلب منها أكثر من مرة أن يصطحبها وطفليها في رحلة نيلية، ولم تنكر حنان أنها شعرت بالسعادة الشديدة للمرة الأولى في حياتها، لكن في الوقت نفسه كانت نفسها تحدثها بأنها تفعل شيئاً غير منطقي، وهي التي لم تعرف الخطأ يوماً، فهي تحسب كل شيء بدقة لامتناهية وتفكر ألف مرة قبل أن تخطو خطوة واحدة. وفي هذه الأثناء بدأ زوجها السابق يرسل معارفه وأقاربه إلى أسرتها للتوسط بينهما ويقسم أنه تغيّر ولم يعد الزوج السابق بمشاكله وأخطائه العديدة، كما أن الطفلين كانا يزدادان حنيناً إلى والدهما.

وبدأت الأم تضغط على ابنتها لقبول الصلح والاستجابة لطلب الزوج بالعودة إلى عصمته، وبدأت حنان تتراجع عن رفضها، فكرت في مستقبل طفليها في ظل الحياة بعيداً عن الأب، وقررت أن تقبل العرض أملاً في تغيّر زوجها.
وقع الخبر على عمرو كالصاعقة، فقد انهارت كل طموحاته، وحاول أن يثني حبيبته عن العودة إلى طليقها مؤكداً لها أنه يحبها وسيفعل المستحيل من أجل إرضائها، لكنها جزمت بأنها لا تستطيع أن تقبل هذا العرض غير المناسب، وطلبت منه أن يغلق صفحتها من سجل حياته.
رفض عمرو أن يستسلم، وظل يطارد حبيبته حتى بعد رجوعها إلى زوجها، وبدأ الغضب يعمي عينيه عن رؤية أي شيء، خاصة أنه علم أن المياه عادت إلى مجاريها بين الزوجين، وأن الزوج يحاول بشتى الطرق أن يبدو أمام زوجته شخصاً آخر.

 

«تهديد»

لم يمل عمرو المطاردات الهاتفية لحنان التي بدأت تهدده بإبلاغ الشرطة، لكنه أقسم ألا تكون إلا له، وأخبرها بأنه سيجبرها على الزواج منه بعد أن تطلب الطلاق من زوجها بمحض إرادتها، لكن حنان لم تلتفت إلى تهديداته، إلا أن الأيام كانت تحمل لها مفاجأة قاسية.
كان ابنها الأصغر حسام يلهو مع شقيقه أسفل منزلها، وفجأة عاد ابنها الأكبر ليبلغها لها أن ملثماً  خطف شقيقه، فجنّ جنون الأم التي هرعت إلى الشارع بحثاً عن ابنها، لكنها لم تجد له أي أثر. أبلغت الشرطة ولم تتهم أحداً، وفي مساء اليوم نفسه تلقت مكالمة من عمرو الذي أكد لها أن ابنها عنده ولن يعود إليها إلا في حالة طلاقها من زوجها وزواجها به. لم تصدق حنان ما سمعت وحاولت أن تقنع عمرو بالتراجع عن موقفه لكن دون جدوى، فهددها بقتل ابنها في حالة إبلاغها الشرطة أو رفضها العرض الذي قدمه لها. أبلغت الأم الشرطة، وبدأت رحلة تتبع هاتف المتهم، ولم تمض ساعات حتى سقط العاشق الولهان في قبضة الشرطة، وتم تحرير الطفل من قبضته ليعود إلى أمه بعد ساعات من الرعب. اعترف المتهم بجريمته أمام النيابة التي قررت حبسه ليدفع ثمن حبه الجنوني.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077