أسرار ورموز المجوهرات الملكية... ماذا تخبرنا عن ملكات وأميرات العالم
تعتبر المجوهرات الملكية أحد أبرز أشكال الفن الراقي الذي يجسد تاريخ وثقافة العائلات الملكية عبر العصور. فكل قطعة مجوهرات تُنتج تحت إشراف الملكيات أو تُورَّث من جيل إلى جيل تحظى بمعانٍ ورموز عميقة، ليس فقط من حيث المواد المستخدمة في صناعتها، ولكن أيضاً لناحية الرسائل التاريخية والثقافية التي تحملها.
رمزية المجوهرات الملكية
المجوهرات الملكية ليست مجرد زخارف فاخرة، بل تحمل بين طياتها رموزاً سياسية ودينية واجتماعية. فالتاج الملكي، على سبيل المثال، غالباً ما يُصمّم ليعكس السلطة والمقام، ويُصاغ من المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة، ويُزخرف بالأحجار الكريمة التي تشير إلى القوة الدائمة، مثل الماس والياقوت. بعض المجوهرات قد تحتوي على رموز دينية أو قومية تعبّر عن الانتماء والوحدة الوطنية، بينما قد تحتوي أخرى على إشارات لأحداث تاريخية أو أساطير عائلية.
أسرار وراء التصاميم
تصاميم المجوهرات الملكية غالباً ما تحمل أسراراً تتعلق بالأسرة المالكة نفسها. ففي العديد من الحالات، قد تكون الأحجار المستخدمة في المجوهرات مرتبطة بتاريخ الأسرة أو تمثل أحداثاً مهمة في الحياة الملكية. على سبيل المثال، في المجوهرات الملكية البريطانية، نجد أن بعض التيجان تحتوي على أحجار من عصور مختلفة أو متعلقة بتواريخ معركة مهمة، بينما قد تحمل خواتم الزواج الملكي حجراً قديماً يرمز إلى الاستمرارية والروابط العائلية.
المجوهرات كأداة للسلطة والهيبة
كانت المجوهرات الملكية في كثير من الأحيان وسيلة لتعزيز السلطة والهيبة. كان الملوك يستخدمونها لعرض قوّتهم وجاذبيتهم لدى الشعوب، وكذلك لإرسال رسائل الى الأعداء حول مدى ثرائهم. وكانت الماس والياقوت والزمرد تمثّل رموزاً للثروة، في حين أن الذهب والفضة كانت تستخدم كرموز للنفوذ والسلطة. تتنوع التصاميم الملكية في أشكالها، من التيجان الضخمة إلى الخواتم الماسية والقلائد الذهبية، وكل قطعة تعتبر رمزاً لمرحلة معينة من تاريخ الأسرة الملكية.
المجوهرات الملكية في العصور الحديثة
في العصر الحديث، ما زالت المجوهرات الملكية تحتفظ بمعاني عميقة رغم تغيّر الزمان. العديد من العائلات المالكة اليوم ما زالت تعتز بالمجوهرات الملكية التي ترمز إلى تراثها وتاريخها العريق. على سبيل المثال، المملكة البريطانية، لا تزال تحتفظ بتاج الملكة إليزابيث الثاني الذي يتضمن بعضاً من أثمن الأحجار الكريمة في العالم. كما تُعدّ مجوهرات الأميرات والملوك اليوم وسيلة لتمثيل الدولة واهتماماتها، سواء كانت في المناسبات الرسمية أو الاحتفالات الملكية.
الاستدامة في التصاميم الملكية
تُظهر بعض التصاميم الملكية الحديثة اهتماماً متزايداً بالاستدامة وحماية البيئة. فقد بدأ العديد من العائلات الملكية في اختيار المجوهرات المصنوعة من المعادن والمواد المستدامة، مثل الأحجار المكرّرة أو تلك التي تم استخراجها بأساليب أقل ضرراً بالبيئة. بذلك، تُعبّر المجوهرات الملكية عن تحول في العادات الملكية، حيث أصبح الاهتمام بالجماليات يوازيه اهتمام بالحفاظ على كوكب الأرض.
كيف ارتدت الملكة إليزابيث وكيت ميدلتون وأفراد العائلة المالكة المجوهرات العائلية
على مر العصور، حرصت العائلة المالكة البريطانية على توريث مجوهراتها الثمينة من جيل إلى جيل، مع الحفاظ على لمعانها رغم مرور الزمن. ومع أن بعض القطع تم تعديلها لتتناسب مع الأذواق الحديثة، لكن تظل رموزاً للعائلة المالكة وتاريخها العريق.
إحدى أبرز القطع هي "تيارا العُقد" Queen Mary's Lover's Knot Tiara التي صمّمتها الملكة ماري عام 1913، وكانت تردّد أنها مستوحاة من تيار مماثل لأجدادها. وبعد وفاتها، انتقلت إلى الملكة إليزابيث الثانية ثم إلى الأميرة ديانا، قبل أن ترتديها كيت ميدلتون في عام 2015، لتصبح إحدى قطع المجوهرات المفضّلة لها.
كذلك، تتفاخر الملكة ماري بمجموعة من القلائد والأساور الماسية، مثل "سوار الماس بار" Diamond Bar Choker Bracelet، الذي كانت تلبسه في مناسبات مختلفة. بعد وفاتها، ارتدته الملكة الأم في صورة شهيرة لها بمناسبة عيد ميلادها الـ75، واليوم تظهر كيت ميدلتون وهي ترتديه في مناسبات عدة.
أما عن "قلادة اللؤلؤ ذات الصفوف الأربعة" The Four-Row Pearl Choker، فقد كانت هدية من الحكومة اليابانية للملكة إليزابيث، وقد أعارته لاحقاً للأميرتين ديانا وكيت ميدلتون.
أما "بروش الأمير ألبرت" The Prince Albert Brooch الماسي والياقوتي، فقد أهداه الأمير ألبرت لزوجته الملكة فيكتوريا قبل زفافهما، وقد أصبح قطعة ملكية تُورَّث بين الملكات، وارتدته جميع الملكات منذ ذلك الحين، بمن فيهن الأميرة آن.
وبينما تظل هذه المجوهرات جزءاً من التقاليد الملكية، فإن بعض القطع، مثل خاتم خطوبة الأميرة ديانا، كانت محط جدل لأنها لم تُصمّم خصيصاً، بل كانت اختيارهما من بين المجوهرات المتاحة في كتالوغ "جارارد" Garrad. رغم ذلك، ظل خاتم الخطوبة، الذي أصبح رمزاً، ينتقل من جيل إلى جيل، حيث قدّمه الأمير ويليام إلى كيت ميدلتون عند خطوبتهما.
المجوهرات الملكية ليست مجرد قطع من الزينة، بل هي تراث عائلي يتنقل عبر الأجيال ويحمل معه ذكريات ومشاعر العائلة المالكة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1081 | كانون الثاني 2025