تحميل المجلة الاكترونية عدد 1081

بحث

ظاهرة “بيزنس” النجوم... استثمار أم خوف من غدر الفن؟

تامر حسني

تامر حسني

أحمد حلمي

أحمد حلمي

أشرف عبد الباقي

أشرف عبد الباقي

سمية الخشاب

سمية الخشاب

عبير صبري

عبير صبري

هالة صدقي

هالة صدقي

في الآونة الأخيرة، اتجه عدد كبير من نجوم الفن إلى “البيزنس” وأطلقوا مشاريع متنوعة ومختلفة، حتى أن عدد الفنانين الذين يتجهون الى “البيزنس” بات يزداد يوماً بعد يوم. فمَن هم أبرز النجوم الذي خاضوا تلك التجربة؟ وما هي الأسباب التي دفعتهم إليها؟ وهل هو نوع من الاستثمار المطلوب أم خوف من غدر الفن حين يتقدّمون في السنّ؟


أشرف عبد الباقي: هدف مختلف

الفنان أشرف عبد الباقي كان ضمن قائمة النجوم الذين قرّروا دخول عالم “البيزنس”، واختار أن يقيم سلسلة مطاعم في مصر ودول الخليج، وأطلق عليها اسم “طنط” ليكون استثماراً جيداً له.

وفكرة إنشاء سلسلة المطاعم تختلف لدى أشرف عبد الباقي عن باقي زملائه، فهو يرى أنها فرصة جيدة لمساعدة الشباب على الزواج وتكوين أُسر، مؤكداً أن على صاحب المشروع ألا يفكّر في جمع المال فقط، بل يجب أن يعرف كيف يدير هذا المال لمساعدة الشباب.

وقال أشرف خلال لقاء تلفزيوني: “على كل شخص يُطلق مشروعاً تجارياً أن يكون له هدف أسمى من جمع المال، وهو أن يتيح فرص العمل للشباب لتأمين مستقبلهم”.

لم يكتفِ أشرف عبد الباقي بإنشاء “البيزنس” الخاص به في مصر، بل افتتح فرعاً جديداً للمطعم في المملكة العربية السعودية، وكشف أن “موسم الرياض” كان الدافع الرئيس وراء اتخاذه هذا القرار، قائلاً: “ما شجّعني على افتتاح فرع للمطعم خارج مصر هو “موسم الرياض”، وتحديداً اختياري للفعاليات هناك”.

وأوضح أشرف عبد الباقي أن “موسم الرياض” يتميز بتنظيم فعاليات متنوعة تشمل تجسيد ثقافات من مختلف دول العالم، ومن بينها مصر، حيث يعرض نماذج مصغّرة للمعالم المصرية مثل الأهرامات، وأبو الهول، والمعابد.

وعلّق على ذلك ساخراً بأن مطعم “طنط” يُعدّ واحداً من هذه المعابد، ليقدّم تجربة مصرية فريدة للزوّار.


تامر حسني: مساعدة الشباب

وعلى النهج نفسه، سار الفنان تامر حسني، حيث افتتح مطعماً راقياً في مدينة الشيخ زايد بالقاهرة، أطلق عليه اسم نجله “آدم”، وأقام حفلاً ضخماً بمناسبة افتتاح المطعم دعا إليه عدداً كبيراً من أصدقائه الفنانين، كما حضرت طليقته الفنانة بسمة بوسيل لمساندته وتهنئته بمشروعه الجديد.

ورغم أن تامر لا يُشرف على المشروع بنفسه، نظراً لارتباطاته الفنية، لكنه يدير المطعم ويتابع سير العمل فيه مع فريق مسؤول حرصاً منه على نجاحه.

وكان تامر حسني قد أكد في تصريحات سابقة أنه قرر الدخول في هذا المشروع ليتيح فرص عمل لعدد من الشباب لمساعدتهم في بداية حياتهم، وأنه مثلما يقدّم الفرصة للموهوبين في حفلاته، قرر أن يفسح في المجال لمجموعة من الشباب الذين يفتقرون الى الموهبة في الغناء أو التمثيل، لإثبات الذات في مشروعات أخرى.


أحمد حلمي: “البيزنس” ليس عيباً

الفنان أحمد حلمي كان من أوائل النجوم الذين اتجهوا إلى “بيزنس” المطاعم والمقاهي، ورغم مرور فترة على افتتاح مشروعه، إلا أنه لا يتحدث عنه كثيراً.

وكان حلمي قد افتتح “الكافيه” والمطعم الخاص به والذي أطلق عليه “praecingo”، في حفل ضخم دعا إليه عدداً كبيراً من نجوم الفن والإعلام والشخصيات العامة البارزة.

أسّس حلمي المطعم بمشاركة عدد من أصدقائه من خارج الوسط الفني، وحرص الجميع على دعوة أصدقائهم المقرّبين لمشاركتهم الاحتفال في المطعم الكائن في منطقة الزمالك.

وعلى الرغم من تربّعه على عرش إيرادات السينما، أعلن حلمي وقتها أن اتجاهه إلى “البيزنس” ليس عيباً، فالفن لا أمان له، وهناك عدد كبير من الفنانين انخفضت أسهمهم في السينما وأحجم المنتجون عنهم، حتى أن بعض أشهر الفنانين في تاريخ السينما المصرية مرّوا بظروف صعبة ومحن كثيرة في أواخر أيامهم. فـ”البيزنس” بالنسبة الى أحمد حلمي كان نوعاً من الاستثمار قبل أن يكون خوفاً من غدر الفن.


هالة صدقي: حماية من قبول أدوار ضعيفة

الفنانة هالة صدقي واحدة من نجوم الفن الذين قرّروا تأمين مستقبلهم ومستقبل أولادهم، حيث أقامت مشروعاً زراعياً وتجارياً في الوقت نفسه، فزرعت البصل في أرض تملكها للمتاجرة به، بجانب بعض المواد والسلع الأخرى، بمساعدة نجليها، حيث أعلنت أنها تساعدهما في “بيزنس” صغير.

ولم تكتفِ هالة بالزراعة والتجارة لتأمين مستقبلها ومستقبل ولديها، بل افتتحت مطعماً لتستغل المحصول الزراعي في أرضها، كما تهتم بتربية الدواجن والماشية وتستخدم لحومها وألبانها في مطعمها، بجانب بيعها لمطاعم أخرى.

وكشفت هالة في أحد لقاءاتها التلفزيونية أنها اضطرت للعمل بنفسها في الأرض ونقل البصل من الحقل إلى أماكن خاصة بتخزينه بسبب عدم حضور المزارعين في موسم الحصاد، مما اضطرها لتعمل بيديها، مؤكدةً أن الشغل ليس عيباً.

وعن الأسباب التي دفعتها لدخول هذا “البيزنس”، قالت هالة إنها لو لم تفعل ذلك لاضطرت لقبول أدوار لا ترضى عنها حتى تكسب رزقها ورزق نجليها، مؤكدةً أنها بذلك صانت اسمها الذي صنعته في الفن طوال السنوات الماضية.

لم يكن مشروع الزراعة أو المطعم هو الأول في مسيرة هالة صدقي التجارية، فقد أسّست في محافظة كفر الشيخ مع طليقها شركة لإعادة تدوير النفايات، إلا أن الخلافات التي دبّت بينها وبين زوجها دفعت الأخير لعدم إعطائها نصيبها من رأسمال الشركة أو الأرباح، لذا قررت ألاّ تشارك أحداً في أي مشروع تُقدم عليه في ما بعد.


عبير صبري: الخوف من غدر الزمن

الفنانة عبير صبري قررت الاستثمار في مجال آخر غير المطاعم والكافيهات، حيث افتتحت متجراً لبيع الملابس النسائية في منطقة مصر الجديدة، تُشرف عليه بنفسها معظم الوقت.

عبير أكدت أنها كانت بحاجة إلى مشروع خاص بها حتى لا تحتاج لأحد، خاصة أن العمل في مجال الفن غير مضمون، وقد علّقت في أحد لقاءاتها الصحافية قائلةً: “الفن ما بيأكلّش عيش... والدليل أن كثيراً من عمالقة الفن رحلوا من دون أن يتركوا وراءهم أموالاً تُذكر، لأن أموال الفن تُنفَق عليه”، مشيرةً إلى أن انشغالها بالفن لم يؤثر في مشروعها الذي تقضي فيه معظم أوقاتها، فالأهم في رأيها أن تكون حاضرة وتتابع بنفسها سير العمل.


سمية الخشاب: هواية و”بيزنس”

عندما فكّرت الفنانة سمية الخشاب في دخول عالم “البيزنس”، قررت أن يكون للمجال الذي تعمل فيه ارتباط وثيق بعملها الفني، لذا قرّرت اقتحام عالم الأزياء، حيث افتتحت “أتيليه” لتصميم الأزياء وبيعها، مؤكدةً أنها لا تعتبره مجرد “بيزنس”، وإنما هواية ورغبة حققتها، لأنها طوال حياتها تحب تصميم الأزياء وقد تعلّمته من والدتها التي وصفتها بالبارعة في هذا المجال.

قالت سمية عن هوايتها في تصميم الأزياء: “وجدت نفسي أصمّم ملابسي والسواريهات التي أرتديها في المناسبات المختلفة، ما جعل الكثيرين يسألونني عن مكان شراء ملابسي، فأبادر بالإجابة أنها من تصميمي، فكانوا ينصحونني ويشجّعونني على الاستمرار بالاحتراف في هذا المجال، وبالفعل بدأت مشروعي، ونظّمت عروضاً للأزياء باسمي، وكانت خطوط الموضة فيها من تصميمي، إضافة الى أيدي كبار مصمّمي الأزياء”.

وعن دور المشروعات التجارية في حياتها، قالت الخشاب: “لن أقول إن الزمن غدّار ولا بد للإنسان من أن يؤمِّن حياته بنفسه، خاصة أن العمل في الفن غير مضمون ولا أحد يعرف مستجدّات الأمور، فعلاقتي بـ”البيزنس” ليس لها ارتباط برغبتي في جمع المال من طريق مجالات أخرى غير الفن، ولكنها نابعة من اقتناعي بأن موهبة تصميم الأزياء عندي تستحق مني الإقدام على مشروع يخص هذا المجال، وقد استشرت صديقاتي في هذا الشأن ووجدت ترحيباً كبيراً منهنّ، وأكثر ما حمّسني وقتها هو أن والدتي كانت ستدير “الأتيليه” الخاص بتصميم الملابس”.

وعن سر إصرار بعض الفنانين على الدخول في مجال “البيزنس” رغم المكاسب التي يحققونها من خلال العمل في الفن، أجابت الخشاب قائلةً: “لا أحد يعرف ظروف الآخرين، فأنا متفهّمة لرغبة البعض بإنشاء “كافيه” مثلاً أو مشروع من هذا القبيل ليدرّ عليه دخلاً يساعده في مواجهة أعباء الحياة، لأن العمل الفني مُربح، ولكنه في الوقت نفسه يتطلب أعباء مالية كبيرة”.

المجلة الالكترونية

العدد 1081  |  كانون الثاني 2025

المجلة الالكترونية العدد 1081