Batool & Marah Kerdi رائدتا المجوهرات بلمسة إبداعية

25 كانون الثاني 2025 | حوار: جولي صليبا

بتول ومرح الكردي

بتول الكردي

مرح الكردي

BijouQ - 01

حين اجتمعت الشقيقتان بتول ومرح الكردي لتأسيس دار BIJOUQ، كانت رؤيتهما أبعد من مجرد تصميم المجوهرات؛ فقد جمعتا بين شغفهما المشترك ومواهبهما المتنوعة لخلق علامة تجارية بارزة في عالم الفخامة. بتول، الاستراتيجية الدقيقة التي ترسم خريطة الطريق للنمو المستدام، ومرح، العقل الإبداعي الذي يصيغ هوية التصميم الفريدة، نجحتا معاً في تقديم رؤية متكاملة تجمع بين الابتكار والتميّز. اليوم، تُعدّ BIJOUQ أكثر من مجرد دار مجوهرات؛ إنها قصة نجاح مستوحاة من الانسجام بين الذكاء الاستراتيجي والرؤية الإبداعية. في هذه المقابلة، نكتشف كيف استطاعت الشقيقتان تحويل شراكتهما إلى علامة عالمية تُلهم العملاء حول العالم، وما الذي يجعل تصاميمهما استثنائية بروحها وقصصها.

- كيف بدأت فكرة تأسيس دارBIJOUQ؟ وهل كانت لديكما رؤية مشتركة منذ البداية؟

انبثقت فكرة "بيجو كيو" BIJOUQ من جذور عائلية ضاربة في عمق عالم المجوهرات، حيث شكّلت خبرة والدنا التي تمتد لعقود أساساً متيناً لرؤيتنا. وبمرور الوقت، أدركنا وجود فجوة واضحة في السوق تتعلّق بتجربة العميل والابتكار في التصاميم وتقديم رحلة شاملة واستثنائية لعشّاق المجوهرات. من هنا، انطلقت "بيجو كيو" BIJOUQ لتكون علامة تحمل رؤية مختلفة ومميزة.

لم تكن رؤيتنا واضحة تماماً في البداية؛ بل كانت أشبه برحلة استكشاف. اختبرنا أفكاراً عديدة، وجرّبنا أساليب متنوّعة، وصقلنا توجهاتنا خطوة بخطوة. لكن كان هناك يقين واحد: كنا نعرف تماماً ما يميّزنا وكيف نريد أن نُعرَف. "بيجو كيو"BIJOUQ لم تكن مجرد علامة تجارية، بل منصّة نحتفي فيها بالتفرّد ونرسم فيها ملامح الأناقة الخالدة بطابع معاصر يحمل بصمة شخصية.

- ما الذي دفعكما لدمج مواهبكما المختلفة لتأسيس علامة مجوهرات مميزة؟

كلانا تملك ميلاً إلى ريادة الأعمال، وهذا الحلم كبُر معنا وشكّل دافعاً داخلياً لابتكار شيء يتجاوز الزمن ويبقى في الذاكرة. ومع التراث العريق الذي ورثناه من والدنا، وجدنا الأساس المثالي للانطلاق نحو تحقيق رؤيتنا المشتركة.

وما منحنا ميزة استثنائية هو طاقتنا الشابة وجرأتنا في التفكير خارج الصندوق. فنحن لم نخَف من تحدّي الأنماط التقليدية، بل اعتمدنا أفكاراً مبتكَرة وأسلوباً جريئاً في التسويق وبناء هوية العلامة. وهذا المزيج الفريد بين حكمة الماضي وإبداع الحاضر مكّننا من تقديم مفهوم جديد يجمع بين عراقة الأصالة وجرأة الحداثة.

- هل شكّل العمل كشقيقتين وشريكتين في المشروع تحدّياً بالنسبة إليكما؟ وكيف واجهتما الصعوبات؟

بالتأكيد! فكما هي الحال في أي علاقة أخوية، واجهنا خلافات حول التصاميم، والاستراتيجيات، وحتى طريقة إدارة العمل. في البداية، لم يكن لدينا هيكل تنظيمي واضح، واستغرق الأمر وقتاً لتحديد الأدوار والمسؤوليات بدقة.

لكن علاقتنا كأختين كانت دائماً مصدر قوّتنا. إذ تعلّمت إحدانا كيف تصغي للأخرى، وكيف تقدّر نقاط قوّتها، كما تعلّمنا كيف نحوّل اختلافاتنا إلى عنصر إيجابي يدعم نمو العلامة. فمن أهم مبادئنا أن نكون شريكتين أولاً، ونترك دور الأختين خارج سياق العمل. وهذا التوازن بين العاطفة والاحترافية ساعدنا في تحويل التحدّيات إلى فرص للنموّ والتطور.

- بتول، بصفتك العقل الاستراتيجي، كيف توازنين بين الجانب الإبداعي والجانب التجاري في العمل؟

تحقيق التوازن بين الإبداع والإدارة يشبه تصميم قطعة مجوهرات مثالية حيث كلّ عنصر يتكامل مع الآخر بتناغم. أحرص على أن تنعكس قيم العلامة ورؤيتها في كلّ قراراتنا، أكان ذلك على مستوى التصميم أم في السياق التشغيلي. أخصّص وقتاً لتطوير الأفكار الإبداعية ووقتاً للتخطيط المالي، وأسعى لإرساء الانسجام بين الجانبين، بحيث يعزّز الجانب العملي من حرية الإبداع. فالتنظيم الجيد، وتحديد الأولويات، ومعرفة اللحظة المناسبة لطلب المساعدة أو الاستشارة، كلّها عناصر أساسية للحفاظ على التوازن وتحقيق النجاح.

- مرح، كيف تسعين للحفاظ على هوية العلامة الإبداعية مع تحقيق النجاح التجاري؟

الأمر أشبه برحلة للبحث عن النقطة المثالية حيث يتقاطع الفنّ مع احتياجات العملاء. أحرص على بناء هوية بصرية قوية تبرز من خلال قنوات التسويق المختلفة وتنعكس في كلّ تفاصيل العلامة، من الصور إلى تصاميم المتجر والتجربة الرقمية.

كما أحرص على الاستماع إلى آراء العملاء ومواكبة توجّهات السوق، لكنني أفسّر هذه المعطيات من خلال رؤيتنا الإبداعية. والتحدّي هنا يكمن في أن نحافظ على هوّيتنا مع الاستجابة في الوقت ذاته لمتغيّرات السوق بمرونة، وهذا هو سرّ نجاح العلامة في تشكيل تجربة أصيلة تعكس الروح الإبداعية التي تأسّست عليها "بيجو كيو" BIJOUQ.

- كيف تؤثر رؤيتكما المختلفة في اتخاذ القرارات المشتركة للشركة؟

رؤيتنا المختلفة هي من أكبر نقاط قوّتنا. فبتول تتميّز بنظرة تجارية عملية تضمن لنا تحقيق الربحية والاستدامة، بينما يضيف توجّهي الإبداعي لمسة فنية تحافظ على أصالة هوّيتنا الإبداعية.

نادراً ما نتفق من اللحظة الأولى، لكننا من خلال التعاون والاحترام المتبادَل، نصل إلى حلول تجمع بين رؤيتينا بشكل متناغم. وهذا التوازن هو ما يمكّننا دائماً من تخطّي الحدود المعتادة وتقديم تصاميم استثنائية.

- ما هي المصادر الرئيسية لإلهامكما عند تصميم المجوهرات؟

تصاميمنا هي لقاء متناغم بين الهندسة المعمارية والطبيعة. ففنّ العمارة يُلهمنا بخطوطه النظيفة، وتماثله، وهياكله الجريئة، بينما تضيف الطبيعة جمالاً عضوياً من خلال أشكالها الانسيابية، وأنسجتها الدقيقة، وأنماطها الساحرة.

وهذا التناغم بين العالمين يتيح لنا تقديم قطع حديثة وأنيقة تحمل بصمة "بيجو كيو" BIJOUQ المميزة، وتجمع بين الأصالة واللمسة العصرية لتبقى خالدة في الذاكرة الجمالية.

- هل من قصة مميزة خلف إحدى مجموعات BIJOUQ تفخران بها بشكل خاص؟

بالتأكيد "جيومتريكا" هي إحدى المجموعات الأقرب إلى قلبينا، كونها أول مجموعة أطلقناها وما زالت حتى اليوم الأكثر مبيعاً.

استلهمت هذه المجموعة من تمازج عناصر جمالية عالمية، مثل الفسيفساء المنمّقة، والأنماط الهندسية، والزخارف الزهرية، والهياكل المعمارية المهيبة، فضلاً عن نوافذ الزجاج الملوّن الساحرة في الفيلات الإيطالية. تتمتع هذه التصاميم بجاذبية خالدة تتواصل ثقافياً مع عملائنا، ما يزيد من جاذبيتها.

- كيف تجمعان بين تقنيات التصميم التقليدية والحديثة في تنفيذ قطع مجوهرات فريدة؟

نُكرّم التراث من خلال دمج تقنيات عريقة مثل النحت اليدوي والأعمال المعدنية الدقيقة. وفي الوقت نفسه، نحتضن التقنيات الحديثة مثل التصيير ثلاثي الأبعاد واستخدام المواد المستدامة لتحويل أفكارنا إلى واقع ملموس.

وهذا الدمج بين القديم والجديد يمنحنا القدرة على ابتكار قطع مجوهرات تستمد أصالتها من التاريخ ولكنها تواكب المستقبل بإبداع متجدّد.

- كيف تنجحان في بناء علاقة عاطفية بين مجوهرات "بيجو كيو" والعملاء؟

كلّ قطعة مجوهرات من "بيجو كيو" BIJOUQ مصمّمة لتحكي قصة، وندعو عملاءنا ليكونوا جزءاً من تلك القصة من خلال لمسات شخصية مثل النقوش المخصّصة.

فعند التزيّن بقطعة من مجوهراتنا، تتحوّل من مجرد أكسسوار إلى ذكرى عزيزة، أو رمز للحب، أو احتفاء بلحظة مميّزة في الحياة. هذه العلاقة العاطفية هي جوهر رسالتنا، وتجعل مجوهراتنا انعكاساً للقصص التي يعيشها عملاؤنا ويحملونها معهم دائماً، أكثر من كونها مجرّد مجوهرات.

- ما هو الشعار أو المبدأ الذي تعتمدانه في حياتكما المهنية والشخصية؟

"الإبداع بهدف، والقيادة بروح". هذا المبدأ هو جوهر كلّ ما نقوم به، ويضمن أن تكون أعمالنا نابضة بالمعنى ومدفوعة بالشغف والإصرار.

- إذا طلبنا منكما وصف "بيجو كيو" BIJOUQ بكلمة واحدة، فما هي ولماذا؟

"خالدة"، لأن تصاميمنا تتجاوز حدود الزمن، حيث تجمع بين الأناقة الكلاسيكية والروح العصرية، لتصبح قطعاً يُحتفى بها عبر الأجيال.

- أين تريان "بيجو كيو" BIJOUQ خلال خمس سنوات؟ وهل من خطط للتوسّع العالمي؟

نطمح لأن تصبح "بيجو كيو" BIJOUQ علامة عالمية مرادفة للفخامة والابتكار. عام 2025 سيشهد دخولنا إلى الأسواق الأوروبية والأميركية، ونحن متحمّستان لمواصلة التوسّع خارج منطقة الخليج العربي وإيطاليا.

كما نعمل على مشروع ثوري سيغيّر مفهوم المجوهرات التقليدية، لكن تفاصيله ستظلّ طيّ الكتمان حتى يحين موعد الكشف عنه... فترقّبوه!

- ما هي نصيحتكما للشابات اللواتي يطمحن لدخول مجال ريادة الأعمال؟

الاستمرارية والصبر هما سرّ النجاح. لا تخفن من الفشل؛ فهو جزء أساسي من رحلة التعلّم والتطوّر. فالنجاح لا يتحقّق بين ليلة وضحاها، لكنه ثمرة الإصرار والعمل اليومي لبناء الثقة وتحقيق النتائج.