تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

باكو رابان: أعلن اليوم موت الخياطة الراقية!

لطالما كان المصمّم الإسباني الأصل باكو رابان فناناً مثيراً للجدل. كلّ ما قدّمه كان ثورياً: تصاميمه المعدنية وعطوره الثورية وأفكاره الفذّة وتوقّعاته الماورائية الغريبة والصادمة. شخصية جدلية كهذه، لا يمكنك كصحافي إلا أن تسعى للقائها. فكان أن جمعتنا حفلة إطلاق عطره الرجالي الجديد «المليون» One Million وهو عطر يحمل الكثير من صفات مصمّمه، وذلك في باريس، عاصمة الأناقة التي احتضنت موهبته منذ البدايات وقدّمت له الفرصة للإبداع الى جانب كبار فناني حقبته أرمانArmand  وسيزار Cesar وغيرهما من الذين أطلقوا موجة الواقعية الجديدة New Realism. فكان هذا الحوار...


«هل قدمتِ من لبنان؟»، بادرني المصمّم قبل أن أفتح جعبة أسئلتي. «نعم» قلت مجيبة، فارتسمت فوق وجهه ابتسامة من فاجأته ذكرى عزيزة، وقال:   
«كنت في لبنان قبل يومين من اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، وقد غادرتُ والعارضات اللواتي كن برفقتي مطار بيروت تحت وابل غزير من القذائف، وركضنا كالمجانين على المدرج للصعود إلى الطائرة التي كانت تنتظرنا. لقد كانت ذكرى مؤسفة، لكنها مليئة بالتشويق والحماسة. 

- هل أفهم أنك اعتدتَ الإثارة والمخاطر التي نعيشها في الحروب إلى حدّ بتّ تستمتع بها؟
أنا أكره الحروب! لقد عايشت الحرب الأهلية الإسبانية والحرب العالمية الثانية... الواقع انني عرفت الكثير من الحروب، ما يكفي لكرهها. مسكين لبنان، مسكين هذا اللبنان الذي أحبّ كثيراً، هذا الوطن الجميل المسالم الذي عرف أفظع الحروب وأشدّها شراسة وعنفاً.

- بعيداً عن الحروب، ماذا علّمتك والدتك عن الخياطة؟ وهل الوالدة كانت وراء اختيارك تصميم الأزياء؟
لقد كانت أمي الخيّاطة الرئيسية لدى دار بالنسياغا Balenciaga في العشرينات، وقد علّمتني منذ النعومة أصول الأناقة وحبّ الابتكار وأهميّة البحث الفني. وكانت هي وراء اختياري مهنة تصميم الأزياء.
بعد أمّي، يأتي فضل باريس، مدينة الأناقة، في صقل موهبتي. حين انتقلت للعيش في العاصمة الفرنسية واستكمال دراستي، كان عليّ أن أعمل لأكسب معيشتي وأدفع تكاليف دراستي، خصوصاً أنني أتحدّر من عائلة فقيرة. فعملت في مجال تصميم الأكسسوارات والمجوهرات لدور الأزياء الراقية، وتعاملت مع روجيه موديل Roger Model  وشارل جوردان Charles Jourdan. وذات يوم، قرّرتُ أن أقدّم مجموعتي الخاصة التي أطلقت عليها إسم «12 فستاناً بمواد عصرية يمكن ارتداؤها». وقد حرصت على إضافة عبارة «يمكن إرتداؤها»، لأنني كنتُ أتوقّعُ ردود الفعل التي سيحصدها استخدامي المعدن في تصنيع تلك الفساتين، إذ اعترض البعض قائلاً: «لا يمكن إرتداء فستان من معدن!». وقد نسي هؤلاء أن الفراعنة ارتدوا منذ القدم تصاميم من المعدن. 
حاولتُ في مجموعتي الأولى تلك أن أُقدّم جديداً مختلفاً، وأحكي لغة فناني حقبة الستينات الذين كانوا تخلّوا عن المواد التقليدية، ولجأوا إلى البلاستيك والمعدن والورق لتقديم أعمالهم الفنية من منحوتات ورسوم وغيرها. الواقع انني حرصتُ في كل مراحل حياتي المهنية، على محاكاة الحقبة التي أعيشها من خلال عصرنة أعمالي الفنّية كي تأتي متجانسة كلّ التجانس مع الحاضر واستحقاقاته وتغيّراته. 

- صحيح انكَ طبعتَ تاريخ الموضة الحديث من خلال إدخال المعدن. ماذا يمثّل المعدن لك؟ 
أنا جدّ باطنيّ وروحاني ومنفتح على ماورائيات مستوحاة من ثقافات متنوّعة. بالنسبة إلى الهنود، نحن في عصر الحديد. صحيح أن كل ما يقتل هو حديديّ ومصنّع من الحديد مثل القنابل والأسلحة، ولكن في المقابل، كلّ الحداثة مولودة من المعدن: من الهندسة المعمارية الحديثة الى السيارات ووسائل النقل، مروراً بوسائل الإتصال خصوصاً الهواتف النقّالة. بمعنى ان المعدن هو مادة أساسية طبعت عصرنا اليوم. وقد أردت باستخدامي المعدن في تصاميمي أن أعاصر الحقبة التي نعيشها... من يدري، قد يجدون في القرن الحادي والعشرين مادة أخرى تشبه العصر أكثر، وتدخل في الصناعات اليومية وتطبع أعمال الفنانين القادمين.

- أليس للمعدن علاقة أيضاً بالحروب التي عشتها طفلاً؟ 
لا يمكن أن يكون ذلك. ليس للحروب أي علاقة باستخدامي المعدن في تصاميمي. فأنا أقدّم المعدن كمادة برّاقة لمناسبات سعيدة وأنيقة ومترفة. في هذه المهنة لا يمكن المصمّم أن يقدّم تصميماً لا يحمل لمسة برّاقة وأنيقة وجذابة. فالأزياء كما العطور، هي الجاذبية المطلقة. الأزياء والعطور قناع نختفي وراءه، إنها سلاح نستخدمه للفت الآخر الذي نحبّ، وجذبه. 

- ولكنك عشت حروباً عدّة، ماذا تركت فيك من أثر؟
عرفتُ كلّ مراحل حياتي عالماً مليئاً بالحروب. وقد كانت الحروب التي عشتها طفلاً الأشدّ تأثيراً فيّ. كان والدي ملازماً جمهوريّاً برتبة مقدّم، وكان يحارب تحت قذائف النازيين المنهمرة. تلك ذكريات أليمة جداً.

- من وحي ذكرياتك الأليمة تلك، أي رسالة توجّه الى الدول التي تعيش حروباً مستمرّة؟
الرسالة التي أوجّهها للمتحاربين، هي رسالة حبّ كبير يغمر العالم ومن فيه. آمل أن يعرف لبنان والمنطقة العربية السلام والأمان والسعادة. للبنان مكانة خاصّة في قلبي وهو يستحقّ أن يعيش بأمان.

- تُطلق عطراً رجالياً جديداً يحمل إسم «المليون» One Million بقارورة بلون الذهب. هل للذهب أيضاً ذكرى دفينة في نفسك خصوصاً انه مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بالحروب والأزمات المعيشية؟  
الذهب هو السحر. في عالم السحر هناك أربعة عناصر حاكمة بينها العنصر المعدني الذي يحتلّ الذهب أرقى مكانة في ترتيب المعادن، في حين يحتلّ الرصاص أدناها. لقد كان الذهب ولم يزل هدية الملوك والأمراء. وقبل آلاف السنوات، كان المصريون يغطّون مومياءهم ويطلون مقابرهم بالذهب. لطالما اعتُبر الذهب على أنه سيّد المعادن كلها، مثلما أن الكرمة هي سيّدة النبات، والأسد سيّد الحيوانات.

- ما هي العطور لباكو رابان؟
العطور لمسة مكمّلة لإطلالة المرأة أو الرجل. وهي تتمتّع بموقع خاص في لعبة الجاذبية الأبدية الأزلية بين الرجل والمرأة. إن العطر هو إشارة تحمل رسائل مثل: «أنا هنا... أنظُر الي... تنشّق الرائحة التي أضعها... أحبك...» ورسائل أخرى. لطالما احتلّت العطور مركزاً مهمّاً في الحضارات المختلفة، خصوصاً الحضارة العربية. والأنف هو الباب الذي يتسرّب منه أريج الحياة.

- ما هو مفهومك الشخصي للأناقة؟
ليست الأناقة فستاناً ولا بذلة جديدة. إنها أسلوب حياة ولياقة في التصرّف. بعض النساء يكون أنيقاً بجينز وتي-شيرت، ويبدو بأبهى حلله. وبعضهنّ يلبس تصاميم كبرى دور الأزياء، وطلّته لا تختلف عن إطلالة خادم وضيع، لأنه بكل بساطة، لا يملك الأسلوب الأنيق ولا حسن التصرّف ولا المشية الرشيقة. الأناقة بالنسبة إليّ تكمن في عمود المرأة الفقري. عندما تنظرين إلى ملكة... تظنين أنها فلاحة أو عاملة تنظيفات، وتشعرين برغبة في إعطائها مكنسة لتكنّس لك الدار. ليس في إطلالتها أي أناقة، بل على العكس أجدها امرأة بمظهر سوقي.

- كيف ترى مستقبل الخياطة الراقية؟
دعيني أعلن اليوم موت الخياطة الراقية! لقد وُجدت الخياطة الراقية لطبقة أرستقراطية من ملوك وأمراء وأميرات ونخبة المجتمعات القديمة، وكانت التصاميم تساوي ثروات. اليوم، لم يعد هناك طبقة أرستقراطية، وقد استعيض عنها بما بات يعرف بنظام المشاهير الذين يرتدون التصاميم الراقية في مناسبات غير راقية على الإطلاق، الأمر الذي يجعل هذه التصاميم تشبه تلك المناسبات، بمعنى انها أصبحت بدورها غير راقية.
في عروض الأزياء الراقية، لم تعد التصاميم ملكة المجموعات، ولا المصمّمين. فالنجم الحقيقي هو الحدث نفسه الذي يجمع مشاهير تحت أضواء الصحافة والإعلام. والمصمّمون الذين يعتبرون أنفسهم نجوماً ليسوا سوى أغبياء مغرورين، أجراء عاديين يعملون في مجال الموضة من دون موهبة فنّية أو إبداع. كذلك الأمر بالنسبة الى العارضات اللواتي يتبخترن بفساتين راقية فوق خشبة العروض، كلّ واحدة منهنّ تتوهّم أنها ملكة العالم. على هؤلاء ان يعلموا ان الخياطة الراقية ذهبت الى الأبد! نحن اليوم في عصر الألبسة الجاهزة وهي ملابس عملية مصنّعة بأقمشة فاخرة. والمستقبل الفعليّ هو لما تصنّعه الأسواق الصينية والهندية، والذي سيُباع غداً بأسعار الجملة، إذ ستقوّم الأزياء وفق ما تزنه من كيلوغرامات بدلاً من عدد الساعات التي استغرقها العمل فيها. 

 

- ولكن، بعد هذه الحملة العنيفة على المصمّمين، هل من مصمّم يُعجبك أكثر؟
يُعجبني الحرفيون الذين لا يعتبرون أنفسهم نجوماً، ويركّزون أكثر على حرفتهم. أعشق ما يقدّمه جان بول غوتييه، فهو حرفيّ ممتاز وشديد التواضع، تماماً كما كنتُ شخصياً عندما عملت في مجال الأزياء. كذلك أحبّ حرفية كريستيان لاكروا، إنه فنان كبير بكل معنى الكلمة.

- لماذا توقفت عن العمل في مجال الأزياء؟
لقد أقفلت دار باكو رابان للأزياء بعدما أقنعني المموّلون بأن المستقبل لم يعد لصناعة الأزياء، بل لصناعة العطور والأكسسوارات. وهو ما نفعله اليوم: إنها الموضة في قالب آخر. فالعطور أساسية لجاذبية دائمة. ويبقى التحدّي في تصميم عطر يخترق الأسواق، وتكون له مكانة خاصة فيها، ويُعجب أكبر عدد ممكن من الناس لأجيال متتالية. إنه تحدّ صعب لم ينجح فيه الكثيرون. فقد فشل العديد من المصمّمين في جعل عطورهم عطوراً كلاسيكية كبرى. في وقت تحتلّ عطوري مراتب أولى، حتى أصبحت عطوراً كلاسيكية. أحرصُ مع فريقي الفني على تصميم عطور عصريّة تنتمي إلى حقبتنا هذه، وتحمل روح باكو رابان.

- هل تريد القول ان الأكسسوار بات يحتلّ المركز الأول في الأناقة العصرية؟
الأكسسوار مهمّ جداً في الأناقة العصرية. المرأة اليوم لا يمكنها أن تغيّر ملابسها باستمرار لتتبع الموضة وتحوّلاتها، ولكن يمكنها أن تُطوّر في إطلالتها عبر الأكسسوارات. فمع فستان أسود بسيط، يمكن المرأة أن تغيّر في إطلالتها بالأكسسوارات وفق نوعية المناسبة وتوقيتها. فالأكسسوارات قادرة على تحويل فستان معيّن من فستان نهاريّ نرتديه صباحاً للذهاب إلى العمل، إلى فستان سهرة نرتديه لحضور عشاء فاخر. لكن عمر الأكسسوارات قصير نسبياً مقارنة بعمر الملابس.

- لطالما وصفك النقّاد بالمصمّم الثوريّ، خصوصاً أنك قدّمت موضة تسبق عصرها. أهكذا بسهولة تتخلّى عن موهبتك الفذّة في مجال الأزياء؟
لست ثورياً بل عصريّ. درست الهندسة، وكانت تربطني صداقات بكل فناني حقبة الستينات من مهندسين ونحّاتين ورسّامين، وكنتُ أحرص على متابعة كل المعارض الفنيّة الكبرى التي تُقام حينها في باريس. وكان من بين أصدقائي أرمان Armand  وسيزار Cesar وغيرهما من الذين أطلقوا موجة الواقعية الجديدة New Realism. وكان هؤلاء تخلّوا عن استخدام المواد التقليدية وراحوا يبحثون عن مواد جديدة لتقديم أعمالهم الفنية. أنا أيضاً ركبتُ الموجة، واستخدمت المعدن وتخلّيت عن الحرير والشيفون، لأكون متجانساً مع فناني جيلي. هذا كل ما في الأمر. لستُ ثوريّاً ولكنني عصريّ. لقد كانت تلك موضة تجريبية فتحت أبواباً على التجدّد، وكأننا نقول: «نعم، يمكننا أن نصنع بمواد جديدة فستاناً جذاباً وبرّاقاً وجميلاً يمكن ارتداؤه!». واليوم أعلن بموقفي هذا حقبة جديدة وعصرية تكون فيها الغلبة للأكسسوارات والعطور، بعدما شارف عصر صناعة الأزياء الانتهاء.

- بالحديث عن الفن والفنانين، هل يولد المرء فناناً أم نكتسبُ الحسّ الفنيّ بالممارسة؟
نحن نولد، وتولد معنا الحشرية الفنية. الفنان حشريّ الطبع يطرح الأسئلة ويبحث عن أجوبة لها. يملك الفنان الرغبة في إيجاد أجوبة مختلفة عن الأسئلة التقليدية، والرغبة في الإبهار، إبهار الذات، وإبهار الآخرين، عبر القيام بأشياء مختلفة. فإما أن تكون حشريّاً مبهِراً، أي فناناً، وإما ألا تكون. 

- الفنان الذي فيك، بماذا يتغذّى؟
لقد درست الهندسة التي نظّمت منهجيّة تفكيري. كذلك أنا رسّام، وقد أقمت الكثير من المعارض حول العالم. وقد كنتُ أخيراً في موسكو حيث أقمتُ معرضاً لمناسبة منحي لقب «فنان العام في روسيا». صحيح أنني توقّفت عن صناعة الموضة، لكنني مواظب على تصميم الأكسسوارات والعطور. الفن هو قدري، وأواصل العمل في شتّى مجالاته.

- ما هي ملذّاتك كفنان؟
العمل، والرسم، والإبتهال إلى الله من خلال الصلاة.

- وما هي مخاوفك؟
ليس لديّ مخاوف على الإطلاق، فأنا رجل مؤمن، ولا أدع الخوف يدخل قلبي.

- ألا تخاف الموت؟ ألا تخاف النهاية؟
لا وجود للموت. لقد صنع الله عالمين، لا عالماً واحداً: عالم الروحانيات وعالم الماديات الكثيفة. عالمنا هذا هو عالم الماديات، والعالم الآخر هو عالم الروحانيات المغمور بالنور. إن الله بمحبّته الواسعة وحّد بين هذين العالمين عبر بوابة الموت. وثقتي بالله، إله المحبّة والرحمة والغفران، ثقة كبيرة تجعلني لا أخشى الإنتقال إلى عالم الروحانيات. فنحن في هذه الحياة نعيش حالة وعي معيّنة، ثمّ ننتقل إلى الحياة الثانية كي نعيش حالة وعي أخرى. 

- ما المستقبل لك؟
المستقبل لي هو ما أريد أن أفعله غداً، إنه توالي الأحداث التي نقوم بها نحو التحضّر والتحديث.

- ماذا عن الماضي؟
لا وجود للماضي. الماضي مضى. لقد حدّد الماضي الحاضر الذي نحن فيه. فالحاضر الذي هو نتيجة الماضي المنسي الذي عشناه، في صدد تحضير المستقبل الذي لم يأتِ بعد. لذلك علينا أن نركّز فقط على اليوم، ونصبّ كل جهودنا في هذا الحاضر الذي نملكُ.

- يتهمك البعض بالسوداوية، خصوصاً أنك تعشقُ الأسود؟
أحبّ الأسود وأرتدي الكثير من الملابس السوداء، لأنها تخبئ الكيلوغرامات الزائدة! وبما أنني أعشق الطعام وأتناوله بوفرة غير مكترث بالسمنة التي يُسبّبها، فإنني أرتدي الأسود لأخبئ هذه الكيلوغرامات! (يضحك) الواقع ان الأسود سيّد كل المناسبات وهو يليق بالجميع. إنه لون حيادي وأنيق يساعد في تأكيد أمر ما تأكيداً قاطعاً.

- هل أنت متشائم بطبعكَ أم متفائل؟
عندما أنظر إلى الحروب والنزاعات المسلّحة التي تدور في الشرق الأوسط وأنحاء أخرى من العالم، أشعر بالتشاؤم. لكنني لا أدع التشاؤم يتغلّب عليّ لفترة طويلة، حتى أعود إلى تفاؤلي، آملاً أن ينتصر السلام على الحروب، خصوصاً أننا ندخل قريباً عصر الدلو الذي هو عصر السلام لنعيش بهدوء لمدة ألفي سنة.

- أين ترى المرأة في القرن الحادي والعشرين؟ 
لقد غادرنا منذ العام 1998 عصر الحوت الذي استمر نحو ألفي سنة ودخلنا عصر الدلو، وهو عصر  ستكون فيه السُلطة للمرأة التي ستمسك بزمام الحكم في مناطق عدّة في العالم. وها نحن نشهد تسلّم العديد من النساء مواقع قيادية، فترأست المرأة جمهوريات وحكومات وقيادات وحملات إنتخابية في دول كبرى. لقد كان عصر الحوت عصراً مائياً سفلياً بامتياز ينتمي الى حيوات دفينة في أعماق البحار، أيّ انه ينتمي الى عالم الماديات. والإنتقال إلى عصر الدلو، يعني إنتهاء عالم وولادة آخر، هو عالم الروحانيات التي يحملنا إليها الدلو. إنه عالم يشبه المرأة وطباعها وأحلامها وشفافيتها فتتألّق فيه كلّ التألّق.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077