المصمّمة الإماراتية شريفة الشريف الهاشمي.. احتفاء بالإرث الإماراتي في كل خيط

19 كانون الثاني 2025 | حوار: جولي صليبا

شريفة الشريف الهاشمي

ONORI_PS25_Lookbook Shoot_Image_2

ONORI_PS25_Lookbook Shoot_Image_8

ONORI_PS25_Lookbook Shoot_Image_12

ONORI_PS25_Lookbook Shoot_Image_13

ONORI_PS25_Lookbook Shoot_Image_14

في عالم يزخر بدُور الأزياء المتنوعة، تميزت المصمّمة الإماراتية شريفة الشريف الهاشمي، مؤسِّسة علامة ONORI، بإبداعها الفريد وحبّها العميق للفن والتصميم. نشأت الهاشمي في بيئة تقدّر الموضة، مما أتاح لها إطلاق إبداعها منذ سنّ مبكرة. بعد تخرجها في جامعة جورج واشنطن، كانت تحلم ببناء إرث مستلهَم من والدها وشقيقتها من خلال علامتها التجارية للملابس الجاهزة. تدمج الهاشمي في تصاميمها بين خيوط الثقافة وذكرياتها الشخصية، لتبتكر مجموعات تعكس تنوعاً زمنياً وثقافياً، بحيث تحمل كل قطعة بصمة تميّز علامتها. وبفضل خبرتها الطويلة في عالم الأعمال، نجحت في تأسيس علامة ONORI، التي باتت عنواناً للأناقة والتفرّد في عالم الموضة. في هذا الحوار، نتعرف إلى مصمّمة موهوبة ومبدعة تجيد إبراز براعة الحِرفيّة الاستثنائية في أعمالها، حيث تدير كلّ خطوة بدقّة، بدءاً من التصوّر الأولي وصولاً إلى المنتَج النهائي.

- ما الذي جذبكِ إلى عالم تصميم الأزياء؟

يعود شغفي بالموضة والأزياء إلى مرحلة الطفولة، إذ عمل أفراد عائلتي في قطاع الأزياء، مما جعل الموضة جزءاً لا يتجزأ من شخصيتي. كما نشأتُ ضمن بيئةٍ يسودها الإبداع والاهتمام بحضور أسابيع الموضة العالمية، الأمر الذي عزّز شغفي بهذا المجال. لطالما كانت الموضة وسيلة للتعبير عن ذاتي وشغلت حيزاً كبيراً من وقتي وتفكيري. ولا يقتصر مفهوم الموضة لديّ على التصاميم فحسب، بل أسعى إلى ابتكار قطع مميزة تساهم في تمكين المرأة وتعزيز مستوى الثقة لديها وشعورها بذاتها.

- كيف تطوّرت مسيرتك منذ إطلاق أول مجموعة؟

استغرق العمل على أول تشكيلة أطلقتها قرابة عام كامل، وكانت تجربة مثمرة لا تخلو من التحدّيات. وحظيت التشكيلة باهتمام كبير، وتمثّل التحدي الأكبر في بناء الثقة مع العملاء والشركات التي تعاونت معها. وأصبح العمل أكثر سلاسةً وسهولة منذ بداية الرحلة. كما عملنا أخيراً على إطلاق تشكيلة موسم ما قبل صيف 2025، وهي التشكيلة الثالثة لي.

- ما هي فلسفة علامتك ONORI؟

تتمثل رؤية علامة ONORI في ابتكار قطع تجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسات العصرية الراقية. ونسعى إلى تصميم أزياء كلاسيكية أنيقة لا يخبو ألقها مع الزمن. نلتزم في إبداع كل تشكيلة بأعلى معايير الجودة والعناية بالتفاصيل، ونفخر بالحِرفية المتقنة التي تميز تصاميمنا.

- من أين تستمدّين إلهامك؟

أجد الإلهام في كل مكان، وأستمدّه من أيقونات الموضة والجمال، مثل بريجيت باردو وكوكو شانيل وشير، ومن نجمات السينما وفي مقالات المجلات وتصاميم السيارات الكلاسيكية، إلى جانب المدن والبلدان والأشخاص حولي أينما كنت. وأستلهم أيضاً من الأماكن والنساء في حياتي لإبداع أفكار جديدة استثنائية. يزخر عالمنا بمصادر الإلهام المدهشة، وما علينا إلا أن نمعن النظر بما حولنا لنرتقي بالتصاميم إلى إبداعات مميزة.

- كيف تقاربين الثقافة والتراث الإماراتيين في تصاميمك؟

يؤدي الإرث الثقافي الذي أحمله دوراً بارزاً في تصاميم وهوية ONORI، إذ نشأتُ وترعرتُ في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفيها تأثرتُ بمزيج الثقافات والتقاليد والمؤثرات التي رسمت ملامح نهجي في التصميم. وأميل إلى استخدام اللؤلؤ في تصاميمي لتسليط الضوء على التراث الإماراتي العريق والاحتفاء به. كما استلهمتُ من سجل عائلتي الحافل في عالم الموضة في الارتقاء بمستوى الحِرفية والجودة في تصميم الأزياء وحياكتها.

- ما هي الأقمشة والخامات والتقنيات المستخدَمة عموماً في ابتكار مجموعاتك؟

تُعنى العلامة بالتركيز على الحِرفية وجودة المواد في تصميم أزياء كلاسيكية تتماشى مع كل الصيحات. ونستخدم في أزيائنا أنواعاً مختلفة من الحرير مثل التافتا، ونركّز على تفاصيل دقيقة مثل الشراشيب والمواد المستوردة من إيطاليا وفرنسا. أحبّ استخدام التافتا والكريب في تصاميمي لإضفاء طابع أنيق ومترف على الأزياء بفضل ملمسها الناعم والفاخر على البشرة. كما تعتمد بعض القطع على ريش النّعام الذي يضفي لمسة جميلة جداً على التصميم. ونحرص دائماً على الاعتماد على أفضل المواد لابتكار قطع تتميز بالشعور الخاص وتدوم طويلاً.

- ما أبرز التحديات التي تواجهك في عملك وكيف تتغلّبين عليها؟

يتمثل التحدي الأكبر في العثور على طاقم عمل يتحلّى بالكفاءة. إذ يتطلب إيجاد فريق كفؤ وقتاً كافياً وفرصاً ملائمة لاختيار شركاء الإنتاج المناسبين. ومما لا شك فيه أن عالم الأزياء مجال عمل صعب، إذ يفرض دورة عمل مستمرة تنقلنا من تشكيلة إلى أخرى في زمن قياسي، الأمر الذي علّمني الصبر والاتزان لمواصلة العمل الدؤوب. وأرى في كل تحدٍ فرصة جديدة لتعلّم المزيد من الدروس، حتى عندما لا تسير الأمور كما هو مخطّط لها، يجب أن أحافظ على التركيز. لذا، أواصل المضي قُدماً وأنا على يقين بأن كل عقبة ستقرّبني أكثر من أهدافي.

- مَن هي المرأة المستهدَفة في تصاميمك؟

نؤمن في علامة ONORI بأن عاشقات العلامة هنّ سيدات يتّصفن بالأناقة والقوة، ويتمتعن بثقة هادئة تأسر مَن حولهنّ. كما يتّسمن بالرقي والعزيمة وبأناقتهنّ الفريدة في أي مناسبة. وترى السيدات من عاشقات العلامة أن محور الجمال هو الأصالة والجودة والحِرفية العالية، متجاوزاً بذلك المظاهر السطحية. وهنّ يقدّرن الأزياء الكلاسيكية التي لا يخبو ألقها مع الزمن، ويخترن التصاميم الأيقونية التي ترتقي من كونها صيحات موضة عابرة.

- ما هي التفاصيل التي تدفع المرأة لاختيار تصاميمك؟

تركّز تصاميمي على القصّات المميزة والأنيقة، ونسعى إلى تقديم قطع كلاسيكية متقنة التصميم والتنفيذ، تواكب صيحات الأزياء في كل زمان ومكان. فالسيدات اللواتي يخترن تصاميم ONORI هنّ واثقات ولا يتردّدن في انتقاء الأزياء الجريئة ليكنّ محط الأنظار في كل مناسبة. فأزياء العلامة تعزّز حس الأنوثة لديهنّ وتسلّط الضوء على جمالهنّ الداخلي والخارجي في كل الأوقات.

- ما الذي يميّز المجموعة الأخيرة؟ وما هي القطعة الأحبّ إلى قلبك منها؟

تحظى كل إصداراتي السابقة بمكانة عزيزة على قلبي، ولكن تشكيلة ما قبل صيف 2025 تتمتع بحضور مميز يرتقي بها إلى قائمة الأكثر تفضيلاً لديّ، نظراً لأبعادها الرومانسية المرهفة وتصاميمها الانسيابية ولمستها الجريئة ورونقها الذي لا يخفت مع الزمن. فهي تقدّم خيارات مثالية ومتنوعة لإطلالة موسمية تجمع الأناقة الكلاسيكية والتفاصيل الإبداعية المفعمة بالدهشة.

- أي شعور يخالجك عند إطلاق كل مجموعة جديدة؟

لطالما شعرت بالتوتر والترقّب مع كل تشكيلة جديدة نطلقها، لأنني أميل إلى المبالغة في التفكير والانشغال بأدق التفاصيل، خاصة في ما يتعلق بتحديد موعد الإصدار. فأنا أسعى دائماً إلى المثالية وأحرص على أن تسير الأمور بأفضل صورة ممكنة، ومع ذلك، لا يمكن التنبؤ بكيفية تفاعل السوق مع منتجاتك الجديدة، مهما بلغت مكانتك أو خبرتك في القطاع.

- ماذا يعني لكِ النجاح؟

يتمثل المعنى الجوهري للنجاح في تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها. وهذا يرتبط بالمثابرة على العمل وتخطي التحديات بكل إصرار. صحيح أن الوصول إلى القمة يتطلب بذل الجهد، ولكن الاستمرار في اعتلائها يبقى الهدف الأسمى، والذي لا يمكن بلوغه إلّا من خلال الصبر والعمل الجاد والحفاظ على التركيز طوال الوقت.

- كيف تتعاملين مع الفشل أو الإخفاق؟

شكّل مشروع ONORI الحلم الذي نجحت في تحقيقه بفضل شخصيتي التي لا تعترف بالفشل، وأنا أسعى دائماً إلى التعلّم من أخطائي، لا سيما بعد إطلاقي لأول تشكيلة، إذ تمثّل التحديات جزءاً أصيلاً من الأعمال، وهي من يحوّل طريق النجاح إلى مسار شاق لا يمكن بلوغه بسهولة. لذلك تبدو مقاربتي لمفهوم الفشل مختلفة، فأنا لا أجد فيه أي خسارة وإنما أراه فرصة للتعلّم والتطوّر. وعندما لا تسير الأمور على ما يرام، فهذه إشارة إلى ضرورة اختبار نهج مختلف، لأن كل خطأ نرتكبه ينبغي أن يدفعنا إلى التحسّن والمُضي قُدماً.

- كيف تساهم علامة ONORI في تمكين النساء وتعزيز ثقتهن بأنفسهنّ؟

تتمحور علامة ONORI حول إبداع قطع استثنائية تدفع الأنثى إلى الشعور بالثقة والراحة. وتتميز تصاميمنا بلمسة كلاسيكية معاصرة يمكن تنسيقها في إطلالات مختلفة، مما يتيح للمرأة ارتداءها بطريقة تعبّر عن شخصيتها المستقلّة وذوقها الخاص. فعندما ترتدين ما يناسبك ويمنحك الراحة، يزداد في داخلك الإحساس بالثقة. ونحن في علامة ONORI لا يقتصر اهتمامنا على المظهر الخارجي فحسب، بل يرتبط أيضاً بتمكين السيدات من الشعور بالقوة والتعبير الحقيقي عن الذات.

- نصيحتك للمرأة العربية العاشقة للموضة؟

أنصح عاشقات الموضة العربيات باتباع أحدث الصيحات مع التركيز على القطع المعزَّزة بلمسة كلاسيكية والإبداعات التي تتمتع بأناقة لا تخبو مع الزمن، إضافة إلى اختيار ألوان كلاسيكية والتحلّي بالجرأة لتجربة أنماط جديدة. فالمعنى الحقيقي للموضة يرتبط بالتفاصيل الجمالية القادرة على تعزيز الشعور بالثقة والتفاعل مع الذات.

- ما القطعة الأساسية التي يجب أن تكون في خزانة كل سيدة؟

أعتقد بأن خزانة الأزياء النسائية ينبغي أن تحتوي على فستان أسود كلاسيكي، بغض النظر عن تصميمه وطوله. كما تلعب الإكسسوارات دوراً محورياً، لذلك أحب طرح إبداعات جديدة منها مع كل تشكيلة، وغالباً ما أصمّمها خصيصاً لتتكامل مع أزياء معينة.

- مَن هي الشخصية المشهورة التي تتمنين أن تختار تصاميمك يوماً ما؟

الملكة رانيا وربما آنا ديل روسو.

- ماذا تخطّطين لمستقبل علامتك التجارية؟

أتطلع للانتقال بعلامة ONORI إلى العالمية، فأنا أريد لمنتجاتنا أن تتواجد في كبرى المتاجر العالمية، وأن أرى تصاميم العلامة تزيّن إطلالات السيدات في شوارع المدن، وأن يتحول اسم ONORI إلى عنوان عالمي للتواصل مع المرأة وأداة مؤثرة لإحداث التغيير والارتقاء بالمجتمع الأنثوي.

- ما هواياتك خارج نطاق الأزياء؟

أحبّ السفر، ولكنه بات أخيراً من الهوايات النادرة بسبب التزامي بعملين، وتبقى ممارسة رياضة البيلاتس أو التمارين الرياضية الأخرى أو الاستمتاع تحت أشعة الشمس على الشاطئ - حيث أتواجد دائماً في العطلات - ملاذي ومصدر راحتي النفسية. وبخلاف ذلك، تجدني منشغلة في الحسابات الرياضية والشؤون المالية للعلامة.

- هل من حكمة تتبعينها في حياتك؟

لطالما انتهجت الحكمة التي تقول بأن النجاح لا يتعلق بالهدف النهائي بمقدار ما يرتبط بالتجارب التي ينبغي خوضها لبلوغه. وأعتقد بأن كل خطوة، سواء لاقت النجاح أو مُنيت بالفشل، تحمل في ثناياها الكثير من الدروس والعِبر.