تحميل المجلة الاكترونية عدد 1081

بحث

الدكتورة إخلاص عبد العزيز سندي... رحلة تفوّق في العلوم والمجتمع

إخلاص عبد العزيز سندي

إخلاص عبد العزيز سندي

إخلاص عبد العزيز سندي

إخلاص عبد العزيز سندي

في كل مسار ناجح، هناك قصص من وراء الكواليس مليئة بالإصرار والتحدّي، والدكتورة إخلاص عبد العزيز سندي هي إحدى الشخصيات التي تمثل تلك القصة المُلهمة. فهي حاصلة على درجة الدكتوراه في تخصّص الجينات الوراثية العصبية، وتعتبر رائدة في مجال البحث العلمي. كما تتألق الدكتورة إخلاص بنشاطها الاجتماعي والتطوعي بحيث نظّمت وشاركت في أكثر من 300 حملة تطوعية، مما يظهر التزامها العميق بخدمة المجتمع. وبين التحديات الأكاديمية والمهنية والأسرية، استطاعت أن تكون نموذجاً للمرأة السعودية الطموح في مجال العلوم. في هذه المقابلة، نلتقي بالدكتورة إخلاص لتشاركنا رحلتها المميزة، من دعم العائلة إلى الإنجازات العلمية الرائدة، ونستعرض معاً رؤيتها لمستقبل المرأة.


- مَن دعمك في بداياتك؟

تلقّيت الدعم من أشخاص كثر ملهمين كانوا بمثابة أعمدة راسخة في حياتي. والدي العزيز رجل الأعمال عبد العزيز سندي كان دائماً مصدر الإلهام والتحفيز لي، ووالدتي الحبيبة التي غمرتني بحبها ودعائها الدائم. ولا أنسى زوجي الدكتور عماد صائغ الذي كان له الأثر الكبير في دعمي خلال رحلتي التعليمية في أستراليا، حيث درسنا معاً وتغلّبنا على التحديات. كان دعمه لا يُقدّر بثمن في إكمال دراساتي العليا، بما في ذلك الماجستير والدكتوراه، ولا أنسى فضله عليّ وتشجيعه المستمر لي لتحقيق طموحاتي.


- ما أبرز التحديات التي واجهتك كامرأة في مجال العلوم، وكيف تخطّيتها؟

واجهتُ تحديات عامة تتعلق بإثبات الذات في بيئة تنافسية تتطلب جهوداً مستمرة لتحقيق التميّز. التحدي الأكبر تمثّل في تحقيق التوازن بين المسؤوليات المهنية والأسرية، خاصة أثناء الابتعاث والدراسة في الخارج، وأيضاً خلال عملي الإداري الذي كان يحتاج إلى جهد ووقت وتخطّيت هذه التحدّيات بالعمل الجاد، وتنظيم الوقت، والإصرار على النجاح، إلى جانب دعم أسرتي وزوجي.

- ما أبرز إنجاز أكاديمي حققته لغاية الآن؟

حصولي على جائزة من الملحق الثقافي في مدينة أستراليا، وتكريمي من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن جلوي في جائزة جدّة للتحكيم. 

- تتضح رغبتك في خدمة المجتمع من خلال نشاطاتك المجتمعية والحملات التطوعية. ما أبرز النشاطات التي قمت بها؟

خدمة المجتمع كانت دائماً جزءاً أساسياً من شخصيتي. فقد نظّمت حملات توعوية تطوعية في المدارس لرفع الوعي بأهمية الصحة والتعليم، وفي المستشفيات لدعم المرضى وأسرهم، وفي الأسواق التجارية للوصول إلى شريحة أكبر من المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، ساهمتُ في حملات تطوعية لتقديم الدعم المالي للطلاب المحتاجين، بهدف تمكينهم من مواصلة تعليمهم وتحقيق أحلامهم.

- كيف أثّرت النشاطات التطوعية في رؤيتك الشخصية والمهنية؟

النشاطات التطوعية عزّزت شعوري بالمسؤولية تجاه المجتمع، ووسّعت مداركي لفهم احتياجات الأفراد المختلفة. هذه التجارب جعلتني أقدّر قيمة العمل الجماعي وأهمية التعاون لتحقيق أهداف أكبر تخدم المجتمع بأسره. كما أثّرت إيجاباً في رؤيتي المهنية من خلال التركيز على الأثر الإنساني للعلم والإنسانيه. كذلك ساهمت في تنمية مهاراتي في التواصل والتعامل مع مختلف فئات المجتمع، بالإضافة إلى تطوير مهارات حياتية أساسية مثل التنظيم والعمل الجماعي. أيضاً علّمتني أن العطاء لا يقتصر على كونه مساعَدة للآخرين، بل له مردود أكبر يعود على الفرد والمؤسّسة من خلال تعزيز الروابط المجتمعية وخلق بيئة إيجابية تساهم في تحقيق الأهداف المشتركة.

- كيف توازنين بين متطلبات الحياة المهنية والمسؤوليات الشخصية؟

التوازن بين الحياة المهنية والمسؤوليات الشخصية يحتاج إلى تنظيم دقيق وأولوية واضحة. أعتمد بشكل كبير على التخطيط المسبق، وأحرص على تخصيص وقت للعائلة بعيداً من ضغوط العمل. كما أن الدعم الذي أتلقّاه من أسرتي وزوجي يلعب دوراً كبيراً في مساعدتي على تحقيق هذا التوازن. أؤمن بأن الشراكة الحقيقية في الحياة تساهم في تخفيف التحديات وتعزيز النجاح.

- ما رأيك في حضور المرأة السعودية في المجال الأكاديمي في الوقت الحاضر؟

المرأة السعودية اليوم تعيش فترة ذهبية في المجال الأكاديمي بفضل دعم القيادة الرشيدة والفرص الواسعة المتاحة لها. نحن نرى النساء السعوديات يشغلن مناصب قيادية ويحققن إنجازات عالمية، مما يعكس قدرتنا على التفوّق والإبداع عند تهيئة البيئة المناسبة. هذا الحضور المميز هو بداية لمرحلة جديدة مليئة بالإنجازات.


- نصيحتك لكل شابّة سعودية تهوى مجال العلوم.

أنصح كل شابّة سعودية تهوى العلوم بأن تتحلّى بالشغف والإصرار، وتدرك أن الطريق قد يكون مليئاً بالتحديات ولكنه يستحق الجهد. لا تخافي من التجربة أو الفشل، وابحثي دائماً عن فرص للتعلّم والتطور. تذكّري أن العلم ليس فقط مهنة، بل هو رسالة لخدمة المجتمع والإنسانية.

- ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

من بين المشاريع التي أطمح لتحقيقها، توسيع نطاق الأبحاث العلمية في مجال الوقاية من الأمراض الجينية والعمل على تطوير برامج تعليمية مبتكَرة تُلهم الشباب وتفتح لهم آفاقاً جديدة في مجال العلوم. كما أسعى لتعزيز الشراكات مع الجامعات الدولية لإثراء البحث العلمي والمساهمة في تطوير حلول مبتكَرة للتحديات الصحية التي تواجه مجتمعنا.

المجلة الالكترونية

العدد 1081  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1081