8 نساء عربيات صنعن التاريخ
على مر التاريخ، حقّقت النساء العربيات العديد من الإنجازات الرائدة في مجالات مختلفة، وتحدّين غالباً العقبات الاجتماعية والثقافية التي اعترضت طريقهن. من الرياضة إلى الفضاء، ومن السباقات العالمية إلى الملاكَمة، برزت نساء عربيات كرموز للإلهام والريادة، ليقدّمن نموذجاً تحتذي به الأجيال القادمة. نستعرض في ما يأتي بعض القصص المُلهمة لنساء عربيات مثل إيمان خليف، الملاكِمة الجزائرية التي شقّت طريقها وسط التحدّيات المجتمعية، وسارة صبري التي أصبحت أول امرأة أفريقية تسافر إلى الفضاء، محقّقةً حلم الطفولة. كما نتابع إنجازات نوال المتوكل، العدّاءة المغربية التي أهدت الى العرب أول ميدالية ذهبية أولمبية، ومريم جمال، البحرينية التي أدخلت بلدها إلى قائمة الشرف الأولمبية. ولا ننسى إسهامات السعوديتين أحلام الزيد، أول بطلة وطنية في سباق الدرّاجات، وهالة الحمراني، الرائدة في مجال تدريب النساء على الملاكمة. هذه الشخصيات وغيرها يروين قصة استثنائية عن الإصرار والشجاعة، حيث تمثل إنجازاتهن شهادةً على قوة المرأة العربية، وقدرتها على تجاوز التحدّيات لكتابة التاريخ بأسطر من ذهب.
نادين لبكي (لبنان)
في العام 2019، كانت نادين لبكي أول مخرجة عربية يتم ترشيحها للأوسكار وفيلمها "كفرناحوم"، لفئة أفضل فيلم بلغة أجنبية، بعدما كانت الترشيحات السابقة مقتصرة على أفلام المخرجين العرب من الذكور. يُذكر أن فيلم "كفرناحوم" رُشّح أيضاً لجائزة "غولدن غلوب" كأفضل فيلم أجنبي، وفاز بجائزة لجنة التحكيم في "مهرجان كان السينمائي" عام 2018. حقّقت نادين نجاحات باهرة في معظم أعمالها الفنية، مثل "سكّر بنات" (2007)، و"هلأ لوين" (2011)، و"كفرناحوم" (2018)، ومع بداية العام الجديد، تعود نادين كممثلة في فيلم "من وراء الموج" المقرر عرضه على منصة "نتفليكس"، وتدور قصته حول عائلة من أربعة أفراد تجد نفسها عالقة على جزيرة خلاّبة تخفي وراء سحرها حقيقة صادمة...
نوال المتوكّل (المغرب)
العدّاءة المغربية نوال المتوكّل تركت بصمة خاصة على ساحة ألعاب القوى المحلية والعربية في 8 آب (أغسطس) 1984، حيث كانت المرأة العربية الأولى التي أحرزت ميدالية ذهبية في سباق 400 متر حواجز في أولمبياد لوس أنجلوس 1984. وبذلك، أصبحت نوال أول امرأة أفريقية وعربية تحرز ميدالية أولمبية ذهبية. ودعت المناسبة ملك المغرب الحسن الثاني للأمر بتسمية كل مولودة وُلدت في يوم حصولها على الميدالية باسم نوال. أصبحت نوال المتوكّل عضواً في اللجنة الدولية الأولمبية عام 1998، ثم دخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995، وأُسندت إليها مهام وزيرة للشباب والرياضة في حكومة المغرب 2007 عن حزب التجمّع الوطني للأحرار في 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2007. وعُيّنت المتوكل في 27 تموز (يوليو) 2008 رئيسةً للجنة تقييم ملفات المدن المرشّحة لاستضافة أولمبياد 2012. وفي 26 تموز (يوليو) 2012 انتُخبت نوال المتوكّل لمنصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول امرأة عربية ومسلمة وإفريقية تبلغ هذا المنصب. وفي العام 2015، منحها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وسام الشرف كشخصية مغربية وأفريقية مؤثّرة.
مريم جمال (البحرين)
دخلت البحرينية مريم جمال تاريخ الألعاب الأولمبية عندما أصبحت أول رياضية بحرينية تحصد ميدالية أولمبية، وهي الميدالية البرونزية، في سباق 1500 متر في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 في لندن.
وُلدت مريم في أثيوبيا وأثبتت براعتها في مباريات الركض، بحيث توّجت مرتين في بطولة العالم في سباق 1500 متر عامَيّ 2007 و2009. كما مثّلت البحرين في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2008 في بكين حيث حلّت خامسةً في سباق الـ 1500 متر. كما حققت مريم الكثير من النجاح حين فازت بالعديد من الميداليات في البطولات ودورات الألعاب الآسيوية.
سارة صبري (مصر)
في عام 2022، أصبحت المصرية سارة صبري أول امرأة أفريقية تسبر أغوار الفضاء. لطالما تمنّت سارة أثناء نشأتها الذهاب إلى الفضاء، وساعدها تخصّصها في الهندسة الطبّية الحيوية على أن تكون أكثر إبداعاً في إيجاد الحلول، والبحث أكثر فأكثر عن أصل الكون والفيزياء التي تحكم وجودنا. وتم اختيار سارة من بين 7000 مشارك، تقدّموا لشركة الفضاء من أجل الإنسانية (Space for Humanity S4H) غير الربحية التي تهدف إلى إتاحة فرص الوصول إلى الفضاء للجميع. تقول صبري إن الرحلة إلى الفضاء كانت أعمق تجربة في حياتها والتزمت باستخدامها لتغيير العالم الى الأفضل، وتحفيز الأجيال الشابة على التعلّم والحلم بشكل أكبر وأوسع.
أحلام الزيد (السعودية)
الدرّاجة السعودية أحلام الزيد هي أول بطلة لسباق الدرّاجات الهوائية في السعودية. وقد حقّقت أحلام انتصارات عدة بعد فوزها عام 2020 بالميدالية الذهبية في بطولة المملكة العربية السعودية للدرّاجات الهوائية لفئة الشابات التي أُقيمت في مدينة أبها. كما أحرزت أحلام لقب بطولة سباق السيدات للدرّاجات الهوائية الذي استضافته جامعة الملك سعود في العاصمة الرياض عام 2021. وتوالت بعدها انتصارات أحلام في البطولات الرياضية، بحيث حصدت العديد من الميداليات والجوائز لتستحق عن جدارة لقب "سيدة الدرّاجات".
إيمان خليف (الجزائر)
إيمان خليف هي ملاكِمة جزائرية وُلدت عام 1999، ومثّلت بلدها في بطولات عدة، أبرزها الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 في مدينة طوكيو، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 التي حازت فيها الميدالية الذهبية في حدث وزن الوسط للسيدات. أحبّت إيمان أن تمارس رياضة قتالية وسط رفض مجتمعها التقليدي في الجزائر، فبدأت حياتها الرياضية بلعب كرة القدم مع أقرانها في الأحياء، ولكن سرعان ما انتقلت إلى عالم الملاكَمة، حيث وجدت شغفها الحقيقي. شاركت إيمان في العديد من البطولات المحلية والدولية، وسعت دائماً لتحقيق الانتصار وتمثيل بلدها بأفضل صورة. وأثناء مشاركتها في أولمبياد 2024، تعرضت البطلة الجزائرية إلى حملة تشويه عالمية هدفت إلى التشكيك في جنسها، وذلك بعدما فازت إيمان على منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني، فاتُّهمت بالخداع والاحتيال، بكونها متحوّلة جنسياً ورجلاً يتظاهر بأنه امرأة. لكن الأمر لم يكن إلا محاولة لتشويه سمعة الملاكِمة الشابة، ودافعت اللجنة الأولمبية الدولية عن حق اللاعبة الجزائرية للمشاركة في الأولمبياد، فأكدت أن إيمان خليف وُلدت كأنثى وتربّت كأنثى، وأنها تحمل جواز سفر يشير إلى أنها أنثى.
رنا سعد الدين (السودان)
كان عمرها 15 عاماً فقط عندما أصبحت رنا سعد الدين أصغر رياضية تمثّل السودان في دورة الألعاب الأولمبية للعام 2024. وساهم الأداء المتميز لسعد الدين في تحقيق حلمها المنتظَر والمشاركة في الأولمبياد. ورغم أنها لم تحصل على أي ميداليات حتى الآن، لكن أداءها في بطولة العالم للألعاب المائية في اليابان (2023) وقطر (2024)، وبطولة الناشئين في موريشيوس، ساعدها على التأهّل للانضمام إلى بطولة العالم في باريس. ويبدو جلياً أن مستقبل سعد الدين واعد جداً وينتظرها الكثير من النجاحات والميداليات. تجدر الإشارة إلى أن سعد الدين تعلّمت السباحة في سنّ الثالثة، لأن والدها يعمل في القوارب وكثيراً ما كان يصطحب العائلة إلى البحر، ويشجّع أطفاله على السباحة أثناء الركوب على متن القوارب وصيد الأسماك...
هالة الحمراني (السعودية)
وُلدت هالة الحمراني، أول ملاكِمة سعودية، في الولايات المتحدة الأميركية لأم أميركية وأب سعودي، وترعرعت في مدينة جدّة، وحظيت بامتياز حُرمت منه غالبية الفتيات السعوديات وهو تشجيع والديها لها على ممارسة الرياضة في سنّ مبكرة. وهي الآن واحدة من روّاد تدريب النساء على الملاكَمة.
بدأ شغف هالة الحمراني بالرياضة عندما كانت طالبة في المرحلة الابتدائية، حيث تعلّمت الملاكمة من صغرها، ومارست رياضة جيو جيتسو اليابانية، وتدرّجت في المهارات إلى أن وصلت إلى الحزام الأسود، ومن ثم انتقلت إلى رياضات مثل الكيك بوكسينغ والملاكمة التايلندية، قبل أن تصبح مدرّبة. كما تشارك الحمراني في صياغة المناهج الرياضية في المدارس العامة.
شاركالأكثر قراءة
إطلالات المشاهير
إطلالة السيدة الأولى في لبنان نعمت عون: أناقة...
إطلالات المشاهير
العنود بدر تتألق بفستان أزرق في أحدث إطلالاتها
إطلالات النجوم
درّة بإطلالة مستوحاة من عالم ديزني في عيد ميلادها
أخبار النجوم
هاني شاكر يهاجم محمد رمضان (فيديو)
أخبار النجوم
باسم ياخور عن فيصل القاسم: "أكبر مكبّ نفايات في...
المجلة الالكترونية
العدد 1081 | كانون الأول 2024