تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

المصمم الرجالي نمر سعادة .. تصاميم ضد الرصاص

اختيار المصمم نمر سعادة مجال تصميم الأزياء الرجالية لم يأتِ صدفة، بل هو عاش في أجواء رسّخت فيه ميله إلى هذا الاتجاه. كانت الخياطة تنتقل من جيل إلى جيل في عائلته من أجداده إلى أعمامه ووالده، مما أكسبه خبرةً كافية كمّلت عشقه لمجال عرف مسبقاً أنه سيبرع فيه. ندرة المصممين الذين يهتمون بمظهر الرجل لم تشكل عائقاً أمامه، بل على العكس شجعته ليعمل على تحقيق التمايز، خصوصاً أنه كان مقتنعاً بأن الرجل أيضاً صار يبدي اهتماماً خاصاً بمظهره. في هذا اللقاء تحدث المصمم نمر سعادة عن البداية وعن أسلوبه الذي يعكس ذوقه الخاص وعن طريقته في الاعتناء بمظهر الرجل وعن آخر تصاميمه التي نفّذها بطريقة فريدة لتقاوم الرصاص تلبية لحاجات الشخصيات المهمة والسياسيين.

- اخترت تصميم الملابس الرجالية. ما السبب رغم ندرة المصممين الذين يهتمون بمظهر الرجل؟
بوجود الفضائيات والانترنت التي تسمح باطلاع أوسع، أصبح الرجل الشرقي يلتفت أكثر إلى الموضة ويطلع عليها ويهتم أكثر بمظهره وملابسه. كما أني نشأت في عائلة متخصصة في الخياطة، بدءاً من أجدادي وصولاً إلى أبي وأعمامي. لذلك ساهم الجو الذي عشت فيه في ترسيخ ميلي إلى الخياطة والتصميم. كنت أتمتع بالخبرة الكافية في الخياطة فاتجهت إلى هذا المجال الذي أحب والذي أبرع فيه في الوقت نفسه. شعرت بأن هذا سيكون أفضل لي من اختيار مجال لا أحبه ولا أبرع فيه.

- هل كان ميلك إلى التصميم ظاهراً من الطفولة، وهل كنت تهتم بمظهرك الشخصي حتى بدأت تصمم للآخرين؟
عندما كنت في المدرسة كنت أرتدي دائماً ملابس غريبة ومميزة مما كان يؤدي إلى طردي من الصف. كانت ملابسي خارجة عن المألوف. وبالتالي كان ميلي إلى الموضة ظاهراً من طفولتي لكنه ترسّخ أكثر مع الوقت، علماً أن ملابسي كانت دائماً مميزة ضمن إطار الكلاسيكية. فكانت مناسبة لي ولسني، ولا تزال.

- ألا تشعر بأن مجال تصميم الملابس الرجالية يعتبر ضيقاً فلا تكون أمامك مساحة واسعة للابتكار، بعكس التصميم للمرأة؟
 أصبح المجال أكبر للتوسّع في تصميم الملابس الرجالية في أيامنا هذه. صحيح انه يصعب تنفيذ كل ما أفكّر فيه لدى تصميم ملابس رجل، لكن في الوقت نفسه، ليس المجال ضيقاً كما يعتقد البعض، فكما بالنسبة إلى المرأة يمكن تصميم قميص شفاف لرجل ويمكن تنفيذ قصّات مختلفة للسراويل وللجاكيت مثلاً ؛فحيث يمكن أن تكون جاكيت الجلد قصيرة وضيّقة للرجل. حتى أنه أصبح يحمل حقيبة. مع العلم أنه في تصميم ملابس الرجل يظهر التغيير البسيط مباشرةً، وهذا ما أركز عليه تحديداً.

- هل تشعر بأن الرجل الشرقي يلجأ بسهولة إلى مصمم يختار له ملابسه، خصوصاً أنه في مجتمعاتنا يفقد الرجل الذي يفرط في الاهتمام بمظهره، بعضاً من رجوليته بنظر المجتمع؟
في العالم العربي لدى تصميم ملابس رجل، يجب الالتزام بالمظهر الرجولي. شخصياً أحرص على ذلك وأحافظ على مظهر الرجل ليقال عنه إنه شاب على الموضة وحتى لا يقال انه فقد من رجوليته. في الواقع، لطالما كان هناك إقبال من الرجل على الخياطة وتصميم الملابس من السبعينات. وازداد هذا الميل تدريجاً خلال السنوات الأخيرة. صحيح أن الملابس تعتبر أمراً ثانوياً بالنسبة إلى الرجل، لكن إذا وجد من يهتم بمظهره فمن الطبيعي أن يلجأ إليه لأنه يحب التمايز.

- كيف تصف أسلوبك في التصميم، وهل تميل إلى الكلاسيكية أم إلى الصرعة؟
يميل أسلوبي إلى الكلاسيكية بنسبة 60 إلى 70 في المئة، وأصفه بالكلاسيكي العصري.

- هل هذا يلزمك الخط الكلاسيكي، بحيث ترفض تصميم الملابس «الصرعة»؟
يمكن أن أنفذ ملابس «صرعة» عندما أتعامل مع رجل يميل إليها. تختلف عندها طريقتي في التصميم. يختلف أسلوبي بحسب الشخص والمناسبة.

 - ما سر انتقالك إلى تصميم الملابس للمرأة؟
صممت مجموعة من الملابس الخاصة بالمرأة تشمل مجموعة من التايورات. في المجموعة تصاميم للرجل وتصاميم للمرأة لخريف وشتاء2009-2010.

- هل تعتبر التعامل مع الرجل أكثر صعوبة مقارنةً بالتعامل مع المرأة؟ وكيف تنجح في إقناع الرجل بوجهة نظرك إذا كان رأيه مخالفاً لرأيك؟
الرجل يعرف عادةً ما يريد بشكل أفضل، خصوصاً أن التغييرات الدائمة في الموضة النسائية تساهم في اتساع الاختيارات أمام المرأة. أما بالنسبة إلى الرجال فقلائل هم الذين لا يعرفون أسلوبهم وما إذا كان يميل إلى الكلاسيكية أم إلى الصرعة. لكن في الوقت نفسه يصعب إقناع الرجل باعتماد أسلوب ليس معتاداً عليه كونه عنيداً أكثر من المرأة ولا يتقبّل أي تغيير في أسلوبه بسهولة.

- هل في تصاميمك ما يميّزها ويجعلها تعكس أسلوبك بحيث يمكن التعرّف إليها بسهولة؟
روح القطعة التي أصممها تعكس ذوقي الخاص، وكل من يتابع عروضي ومسيرتي يمكن أن يتعرّف إلى الأقمشة التي أعتمدها وتداخل الألوان في تصاميمي.

- تطرح قريباً تصاميم مضادة للرصاص، هل أتتك الفكرة من اقتراح أو مطالبة من إحدى الشخصيات؟
كنت دائماً أفكر في تقديم كل ما يمكن أن يهم الرجل ويخصّه، واعتبرت أن تنفيذ تصاميم ضد الرصاص يدخل ضمن هذا الإطار. الفكرة موجودة عندي من فترة طويلة. كما أن عملي مع سياسيين ومع شخصيات مهمة ساهم في بلورة هذه الفكرة في ذهني. أجريت الكثير من الاتصالات والأبحاث واكتشفت أن هناك أنواعاً من الأقمشة التي يمكن ارتداؤها بشكل لباس مدني وتكون ضد الرصاص. فعلى سبيل المثال يمكن تنفيذ قميص يحتوي على حشوة مطاطة تأخذ شكل الجسم فيقاوم الرصاص في مسافة تتعدى الثلاثة أمتار أو أربعة. ويمكن أن تتصدّى كل قطعة لعشرين رصاصة. علماً أنه توجد نسب حماية مختلفة بحسب نوع الأسلحة التي يمكن مواجهتها.  وفي هذه الحالة يكون شكل القطعة عادياً ويمكن ثنيها كأي قطعة ملابس عادية. ولا يمكن أحداً أن يعرف أن الشخص يرتدي هذا النوع من الملابس لأن الحشوة تكون في القماش وهي رقيقة.

- هل استعنت باختصاصيين لتنفيذ ذلك؟
استعنت باختصاصيين لتنفيذ هذه الفكرة وأحمل شهادات مصدّقة ورسمية.

- هل كان التنفيذ سهلاً؟ وهل تم في لبنان؟
كان تنفيذ الفكرة صعباً لكني كنت أعرف أنه ممكن. وقد تم خارج لبنان.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079