تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

'هي وأخواتها': فريق لتصميم الأزياء

جرت العادة في السعودية ان  تتفرد مصممة الأزياء بأعمالها. إلا أن الغريب أن تكون لثلاثة شقيقات ووالدتهن الميول نفسها واللمسات الإبداعية ذاتها، مما جعل تفكيرهن ينصب على مهنة تصميم الأزياء التي تجد لها مجالاً واسعاً للسيدات في السعودية.
ثلاثة  فتيات اختلفت تخصصاتهن العلمية، إلا أنهن اجتمعن في ورشة العمل التي تخرج منها في النهاية قطع لا تتكرر لأنهن، كما ذكرن، لا يمكن أن يصممن من القطعة إلا واحدة حتى تكون من ترتديها متفردة بأناقتها. هيا، هلا، ودعاء من أعمار مختلفة مما أضفى سحراً خاصاً على قطعهن من حيث الأسلوب والألوان. «لها» التقت هلا ودعاء الغرباوي.

- منذ متى والفكرة لديكن؟ ولماذا الآن تحديداً؟
هلا: الفكرة موجودة لدينا منذ سنوات، إلا أن أساس الفكرة كان الوالدة التي درست تخصص أساسيات التصاميم، إضافة إلى أنها تمارس مهنة الخياطة. هذا وضعنا على بداية الطريق، وكنا في كل المناسبات الخاصة بنا من تخرّج أو سهرات أو غيرها نصمم ملابسنا بأنفسنا لأنفسنا. ولأن التصاميم كانت مختلفة وذات خياطة نظيفة، بدأت تلفت نظر من حولنا من الصديقات والنسيبات. هكذا انطلقت فكرة أن نبدأ العمل الخاص بنا، ونخرج الى السوق السعودية.

- كيف كانت البداية؟ هل كانت عن طريق محل خاص بكن، أم بحسب الطلب، أم اتبعتن أسلوباً خاصاً بكن؟
هلا: البداية مختلفة تماما عن بدايات مصممات الأزياء. فكنا نصمم الموديل على ورق، ونعرضه على الصديقات و«الفيس بوك». والمعجبة بالتصميم تطلبه. وفي الفترة الأخيرة بعدما بدأنا تنفيذ التصميم على الأقمشة دخلنا البازارات لصنع اسم لنا، والخروج بموديلاتنا من حيز الأقارب إلى حيز التنفيذ لكل شرائح المجتمع.

- عادة عندما تكون مصممة واحدة تكون قادرة على التحكم في طريقة التصميم، أو طريقة التسويق، أو الموديل بنفسها. إلا أن الوضع مختلف قليلاً عندما يكن ثلاثاً بشخصيات وآراء مختلفة؟
دعاء: نحن ثلاث أخوات من مراحل عمرية مختلفة مما يجعلنا نلمّ بمعظم الأذواق، بحيث أن ما يناسبني لا يناسب هلا، وما يناسب هلا لا يناسب هيا لاختلاف السن. ولكن هذه التوليفة جعلتنا أكثر نجاحاً بحيث نستطيع تفهم كل الرغبات لكل الطبقات والمراحل العمرية، سواء في ما يخص الألوان أو طبيعة الأقمشة أو حتى الاكسسوارات. ومن حيث التصميم كل واحدة منا تصمم ما يتناسب وذوقها وسنها، وطبيعتها الخاصة. إلا أن القطعة تمر علينا نحن الثلاث، وهذا يضفي على القطعة تميزاً، ويجعلها مختلفة تماماً عن أي قطعة أخرى. وألفت الى أنني لا أزال طالبة في الجامعة، وأختي هيا متزوجة وكذلك هلا. والأخيرة  هي من تستقبل الزبونات في معظم الأحيان، كونها الأكثر مرونة من حيث الوقت.

- ولكن عادة المصممة لديها لمستها الخاصة وذوقها الخاص في كل قطعة يتم تنفيذها، إضافة الى أنها يمكن أن تبدي رأيها للزبونة بحيث تنصحها بالمناسب لها، فمن يتولى هذه المهمة؟
هلا: هناك قواعد أساسية للأزياء، فعلى سبيل المثال السيدة القصيرة والممتلئة لا يمكن أن ترتدي الأقمشة ذات الخطوط العريضة. ثمة قواعد نحن جميعا قد تعلّمناها لأنها من بديهيات التصميم، ولكن عادة هذه الأمور والمناسب لكل سيدة تتولاه والدتنا لأنها كما ذكرت على دراية ودراسة لأساسيات التصميم، وبالطبع قد أعطتنا إياها قبل أن نشرع في تنفيذ المشروع الخاص بنا.
أما في ما يخص الموديل فاعتقد أن وجود ثلاث مصممات يعطي القطعة حيوية، لأن المصممة الواحدة يمكن أن تكون قطعتها روتينية بخلاف ثلاث أفكار مختلفة، وشخصيات مختلفة، وتخصصات دراسية مختلفة. فمثلا دراستي للفنون الإسلامية تبدو واضحة جداً في ذوقي، فيما أن دراسة الأحياء الدقيقة أيضا تظهر عند هيا، وبالنسبة الى دعاء الهندسة تظهر لديها أيضاً. وهذا بالفعل يجعل القطعة متفردة ومتميزة.

- الموديلات، أو الأزياء عامة، تمتلك عدداً من الخطوط منها الكلاسيكية، منها الفاشن، ومنها الكاجوال. كيف تتعاملن مع كل هذه الخطوط؟
هلا:أسبوعيا يجب أن نجتمع ونجلس مع بعضنا لطرح الأفكار والتصاميم التي نود تنفيذها. هذا يجعل الخطوط جميعها تندمج بشكل متناسق، أولا لأن الأفكار تأتي متقاربة وبالتالي يمكن تداخلها، إضافة إلى أن الأساس لدينا أن نطرح ما لا يمكن أن تحصل عليه السيدة من الأسواق الجاهزة، أو المصممات الأخريات. على سبيل المثال ملابس المراهقات وأيضاً ملابس المحجبات، خصوصا أننا محجبات. وبالتالي ما أبحث عنه لنفسي في السفر ولا أجده بالتأكيد لا تجده غيري من المحجبات بكل أشكاله وألوانه المتناسبة مع الحجاب والحشمة. أيضاً صاحبات الأجسام الممتلئة.

- أنتن تطرحن أول مجموعة من التصاميم. كيف تتوقعن ردة فعل الزبونات؟
دعاء: لدينا حاليا في المجموعة خمسون قطعة مختلفة ومتعددة الخامات، والإكسسوارات، والموديلات. من فساتين السهرة، إلى الجلابيات، إضافة إلى ملابس المراهقات، والكاجول. نطرح المجموعة حالياً ونتمنى أن تحظى بالإعجاب خصوصاً أننا حرصنا جداً على اختيار النوعية الجيدة، والخياطة النظيفة، والموديل البسيط الناعم والفخم معاً. هذه المجموعة ستحدد كثيراً من الأشياء، منها ما يمكن تلافيه في المجموعة المقبلة، وما يمكن التركيز عليه.

- دخلت معظم المصممات السعوديات مجال الأزياء من بابه التقليدي وهو العباءات والجلابيات. أين أنتن من هذا المجال؟
هلا: بالنسبة الى الجلابيات نعم نحن نصمم هذا النوع من الموديلات، خصوصاً أن السعودية لديها مواسم خاصة بها وتطلبها الزبونات بشكل كبير. إلا أن مجال العباءات نحن بعيدات عنه تماماً لأن هذا المجال له المتخصصات فيه. أما الجلابيات فالموجود منها في السوق لا يتناسب مع عدد كبير من السعوديات خصوصاً الفتيات تحت الخامسة والثلاثين مما يضطرهن لأن يجدن ما يرغبن فيه من خلال المصممات. أيضاً الأقمشة والبساطة التي نوفرها في تصميم الجلابيات مختلف تماماً عن الموجود في السوق الذي يعج بالتطريز والشك. وهذا ما لا ترغب فيه كثير من الفتيات أو حتى السيدات اللواتي يتجهن إلى النعومة في ملابسهن.

- ما هي أبرز الخامات التي تستخدمنها في التصاميم، والأكسسوارات؟
دعاء: تختلف الأقمشة باختلاف الموديل ولكن لدينا تقريبا كل أنواع الأقمشة من الحرير، الشيفون، التفتا، القطن، التول. ولكن كل تصميم يتناسب مع قماش معين. وفي الإكسسوارات نستخدم التطريز بالفضة، وبالخيط، اللولو، الكريستال، الورد. إلا أن كل الإكسسوارات توظف بطريقة تخدم الموديل وليس العكس.

- ما هي خططكن كفريق وهل من المتوقع أن تستقل كل واحدة منكن بنفسها؟
هلا: أن نستقل في يوم ما كل بعملها لا اعتقد لأننا والحمد الله نكمل بعضنا البعض، وستكون عروضنا موسمية كل 9 شهور مما يعطينا الوقت حتى نجتمع. وعن خططنا بالتأكيد نطمح الى أن يكون لنا مكان خاص بنا، أو بوتيك. وهذه الخطوة سوف نعمل عليها بعد أن نثبت أنفسنا في الطريق الصحيح، ويصبح لنا اسم معروف بين السعوديات.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077