اليوم الثالث من أيام قرطاج السينمائية يبدأ بـ "ماتيلا"
افتتحت أيام قرطاج السينمائية أمس (الثلثاء) بالتزامن مع احتفالات تونس بالذكرى الرابعة عشرة للثورة، اليوم الثالث للمهرجان مع فيلم المخرج التونسي عبد الله يحيى "ماتيلا" المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة، و"ماتيلا" أو "ريان" (15 سنة) هو شاب يحلم بلمّ شمل أسرته متخذاً من كرة القدم طريقاً للقاء والديه بعد أن هاجرا بشكل غير قانوني.
والهدف هو نشر الثقافة السينمائية في ربوع تونس ومنح أهل المدن والأرياف متعة مشاهدة أفلام المهرجان بالتوازي مع شاشاته المعتادة بتونس العاصمة، وتم اختيار خمس مدن داخلية من الأقاليم الخمسة للبلاد في نسخة 2024 لأيام قرطاج السينمائية في الجهات من 17 إلى 28 كانون الأول (ديسمبر) 2024 وهي سبيطلة بالقصرين، صوّاف من ولاية زغوان (18 كانون الأول الافتتاح بفيلم "جنين جنين")، الجريصة بالكاف (19 كانون الأول بفيلم "إن شاء الله ولد")، حامّة الجريد في توزر (الافتتاح 23 ديسمبر مع فيلم "كواليس") والصّمار بولاية تطاوين (26 كانون الأول بفيلم "كابيتانا"). وتثري الورشات والجلسات الحوارية عروض الأفلام، كما تُعقد ندوة فكرية حول إمكانات تسويق تونس كوجهة عالمية لتصوير الأفلام. وتتواصل أيام قرطاج السينمائية في الجهات لغاية 28 كانون الأول 2024.
وضمن عروض "فلسطين في قلب أيام قرطاج السينمائية"، شاهد جمهور المهرجان في شارع الحبيب بورقيبة "من المسافة صفر- قصص غير مروية من غزة"، وهي مبادرة للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الحاضر في العرض إلى جانب عدد من مخرجي هذه الأفلام. ويأتي هذا المشروع الداعم للسينما رداً على الحرب الأخيرة في غزة بعد أحداث "7 أكتوبر" 2023 حيث تمنح هذه المبادرة السينمائية الصوت لـ 22 مخرجاً لرواية قصصهم ونقل آمال أصحاب الأرض وواقعهم.
يُذكر أن الدورة الخامسة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية المهداة إلى روح الناقد السينمائي خميس الخياطي والمكرّم في البرمجة عبر معرض للصور وأنشطة تثمّن أعماله النقدية وكتاباته، عقدت خلال اليوم الثالث من فعالياتها طاولة مستديرة من تنظيم المكتبة السينمائية لتناقش النقد السينمائي اليوم، التحديات، الإشكاليات والرهانات. أدار هذه الجلسة الفكرية الأكاديمي والمستشار الفني لأيام قرطاج السينمائية محمد طارق بن شعبان، وشارك في مداخلاتها النقاد: إبراهيم العريس (لبنان)، أسامة عبد الفتاح (مصر)، وأحمد بوغابة (المغرب).
واستهل نقّاد هذه الطاولة المستديرة حديثهم بتثمين تجربة الراحل خميس الخياطي، الصحافي، المصوّر الفوتوغرافي والناقد السينمائي، وقد أشادوا بأسلوبه العميق على مستوى الطرح النقدي، وأكدوا على معرفته الواسعة بالسينماءات العربية والإفريقية والغربية.
وعن تطور النقد السينمائي والأشكال الحديثة للنقد على غرار مقاطع الفيديو ومراجعات وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح الناقد السينمائي المصري أسامة عبد الفتاح أن النقد السينمائي لن يموت، بل على العكس عليه التكيّف مع التطورات الحديثة من منطلق ارتباطه الوثيق بتطور المجتمع. أمّا الناقد والمؤرخ السينمائي اللبناني إبراهيم العريس فوصف النقد بالعمل الإبداعي والتعبير الفني الفردي، وبالتالي فهو لن يموت.
وتقترح أيام قرطاج السينمائية ضمن برمجة تكريم الراحل خميس الخياطي معرضاً فوتوغرافياً من توقيع فقيد النقد السينمائي العربي والإفريقي ( 1946- 2024) في قاعة حمادي الصيد، وهو من تنظيم المكتبة السينمائية على امتداد أيام المهرجان. معرض خميس الخياطي هو رحلة عبر محطات مفصلية من تاريخ السينما العربية والإفريقية في صور لصنّاع وصانعات أفلام تركوا أثراً على الشاشة، ومن بين هؤلاء: يوسف شاهين، مفيدة التلاتلي، عبد اللطيف بن عمار، الطيب الوحيشي، ونجيب عياد.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | تشرين الثاني 2024